حذر تقرير لمجلة Foreign Policy الأميركية من خطورة الاستعمالات المفرطة لمنتجات المضادات الحيوية التي تنتجها الشركات الرأسمالية حول العالم، مشيرا إلى أن خطر ذلك يفوق خطر الأمراض التي تصيب البشر وتدفع لتناول مثل هذه المضادات.ولفت التقرير إلى أن بعض الأنواع من البكتيريا أصبحت في الآونة الأخيرة تطور من نفسها لتتجنب الآثار التي تنتجها المضادات الحيوية المحتوية على نسب متفاوتة من المواد المخدرة، مؤكدا أن الأعداد التي تبقى على قيد الحياة تتكاثر بسرعة وبمرور الوقت تصبح أكثر انتشارًا بين البشر.

 


ضرر عكسي


أوضح التقرير أن الأطباء يطورون من المضادات الحيوية عبر تقوية مفعولها ومكوناتها لاستيعاب الأعداد المهولة نتيجة تكاثر البكتيريا، إلا أن المكونات القوية التي تدخل في صناعتها يمكن أن تهدد حياة الإنسان أكثر من البكتيريا نفسها، في وقت وصفت الأمم المتحدة العام الماضي مقاومة مضادات الميكروبات بأنها أزمة لا يمكن تجاهلها، في حين حذرت منظمات دولية من أن أزمة المضادات الحيوية قد تودي بحياة 10 ملايين إنسان بحلول عام 2050، في حال لم تطور شركات الأدوية مضادات مناسبة مع البكتيريا وجسم الإنسان.


مستقبل مظلم


أبان التقرير أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، بدأت تهدد العلاجات اليومية للطب الحديث والتي تعتبر أمرا مفروغا منه منذ سنوات، حيث إن العلاجات البسيطة والسهلة مثل جراحات الورك والحلق العصبي قد تصبح أمرا صعبا في حال لم يتم تطوير هذه المضادات، وقد يؤدي إجراء عملية جراحية في القلب أو عملية قيصرية إلى خطر بالغ في غضون السنوات القليلة المقبلة، مما يعيد مهنة الطب إلى الحقبة البدائية قبل ظهور المضادات الحيوية.

 


الطلب والعرض


شدد التقرير على وصول مقاومة مضادات الميكروبات في الآونة الأخيرة إلى تحول لافت، حيث إن الطلب على المضادات الحيوية بات يفوق العرض، ما أدى إلى الاستخدام المفرط، وذلك في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، لافتا إلى أن الإفراط في استخدامها في غير محلها هو ما رفع نسبة الطلب عليها، مثل استخدامها ضد العدوى الفيروسية، وفي المواشي. وتطرق التقرير إلى أن المراكز المتخصصة الأميركية قدرت عام 2016 أن واحدا من كل 3 وصفات للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة غير ضروري.


التركيز على الأمراض المزمنة


أكد التقرير أن سبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وعدم جدواها في الآونة الاخيرة، يرجع إلى أن المضادات الحيوية العادية مثل «البنسلين» لم تعد فعالة ضد الأمراض التي اعتاد الأطباء على علاجها بسهولة، إلى جانب تباطؤ معدل تطوير المضادات الحيوية الجديدة بشكل كبير، بسبب أن شركات الأدوية خصصت معظم مواردها لمكافحة السرطان والأمراض المزمنة الأخرى باعتبار عوائدها الباهظة، وتم تجاهل تطوير المضادات التقليدية التي اكتشفت في ثمانينات القرن الماضي.


انعكاسات مقاومة البكتيريا على المضادات:



 تهديد فاعلية العلاجات اليومية للطب الحديث

 صعوبة علاج الأمراض السهلة مثل جراحة القلب أو الأنفلونزا

 


أسباب انتشار المضادات:



 سرعة وسهولة وصفها من قبل الأطباء

 ارتفاع الطلب والعرض في الدول النامية والمتقدمة

 الصورة الذهنية لجدواها في محاربة البكتيريا

 تجاهل تشخيص المرض بشكل كامل


أضرارها على الإنسان:


الإدمان عليها


دخول المخدرات في مكوناتها


يتوقع أن تودي بحياة 10 ملايين إنسان بحلول 2050


أضرار صحية جانبية مزمنة