10/‏‏ 10 تاريخ لن تنساه المرأة السعودية، وسيظل عالقا في أذهان المجتمع، وهو اليوم الذي بدأت فيه المرأة السعودية قيادة سيارتها بنفسها تطبيقا للأمر السامي الكريم بهذا الخصوص، وشهدت ليلة أول من أمس لحظات متوهجة عندما انطلقت السعوديات بشكل جماعي مع أخريات ممن حصلن على رخص القيادة النظامية في يوم تاريخي كانت تنتظره منذ سنوات طويلة.

ووجدت المرأة وهي تقود سيارتها نظاميا من اللحظة الأولى الدعم من الزوج الذي كان يجلس بجانبها وهي تقود خلف المقود، ووالديها وأفراد أسرتها التي رافقوها وشاركوها الفرحة، وفي اليوم التالي شهدت طرقات المملكة منظرا جديدا لم تشهده المدن من قبل، حيث كانت النساء يقدن سيارتهن في الطريق إلى أعمالهن منذ الصباح الباكر، لتتحطم بذلك العديد من العوائق التي عانتها المرأة طويلا، وتتيسر السبل أمامها إلى قضاء احتياجاتها، والمشاركة في مسيرة التنمية.

«الوطن» كانت حاضرة في موقع انطلاق السيدات بسياراتهن في طريق الملك أمام الردسي مول بحضور عدد من الدوريات الأمنية، وكان برفقتهن أسرهن، وشهدت اللحظات الأولى استعدادات بتقديم السيارات وتأخيرها بحضور المدربات والقائمين على الموقع، ومع حلول الساعة الثانية عشرة بعد منتصف ليل 10 شوال فتح المجال أمامهن للانطلاق إلى الشوارع الرئيسية وسط زغاريد الأسر، وكان التنظيم رائعا، حيث خرجن السيدات يقدن سياراتهن واحدة تلو الأخرى.



  القيادة بين السعودية وأميركا

قالت المدربة السعودية دانيا سمباوة التي استخرجت رخصة قيادتها من الولايات المتحدة الأميركية، واستبدلتها بأخرى سعودية بكل سهولة، «أنا سعيدة جدا بهذا القرار الذي يصب في مصلحة المرأة، وكلي فخر بالقيادة الرشيدة، وأشكرها بشدة». وعبرت سمباوة عن خوفها من القيادة في المملكة نظرا لاختلاف القيادة بين السعودية وأميركا بقولها «أشعر بالخوف نظرا لأنني في أميركا كنت أطمئن إلى وجود قائدين يلتزمون بتعليمات المرور، ولكن في المملكة البعض لا يلتزم بها، ورغم أنني أجيد القيادة باحترافية سأكون حذرة جدا من سلوكيات بعض السائقين لئلا أتعرض إلى حادث».



  حدث تاريخي

عبرت المدربة مشاعل القاضي -التي كانت من أولى المتواجدات مع المجموعة التي ستتحرك منتصف الليل احتفاء بالانطلاقة الأولى- عن فرحتها بهذا اليوم التاريخي الذي تنطلق فيه مع أختها بسيارتها الخاصة في شوارع جدة.

وتقول «أشعر بالخوف رغم أنني أملك رخصة من كندا استبدلتها برخصة سعودية، لأن سلوكيات السائقين هنا تزعجني، لهذا يجب أن أكون حريصة أثناء القيادة، وأتمنى أن يلتزم الجميع بالأنظمة المرورية لضمان الأمان للأرواح والسيارات». وحرصت المشرفة على قسم الثقافة المؤسسية في إحدى الجهات سلطانة العمري على التواجد في معرض القيادة الذي كان يقام في جدة تحت شعار «توكلي وانطلقي»، وعبرت عن سعادتها بهذه اللحظة التاريخية، قائلة «عانيت كثيرا من استخدام سيارات الأجرة، وهدر المال عليها، وكنت أنتظر قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة بفارغ الصبر، واليوم أريد أن أكون من أوائل السائقات، وأشهد انطلاقة النساء لأول مرة».



  إعلام عربي

تواجد في الموقع عدد من الصحفيين والإعلاميين العرب والذين كانوا في مهمة تغطية اجتماع وزراء إعلام دول التحالف الذي انعقد في جدة أول من أمس، ووجدوها فرصة لتغطية تطبيق الأمر السامي بقيادة المرأة السعودية.

قالت مديرة موقع جريدة النهار الكويتية الإعلامية سميرة فريمش في مكان الحدث «جئت لتغطية مؤتمر وزراء الإعلام لدول التحالف لدعم الشرعية اليمنية، وحرصت على أن أحتفل مع المرأة السعودية في هذا اليوم التاريخي بقرار خادم الحرمين الشريفين بقيادة المرأة السيارة، وسعدت بما رأيته من سعادة الفتيات السعوديات وحماسهن اللافت لقيادة السيارة دون أي رهبة أو خوف من القيادة والذي عادة ما يصاحب أي قائدة سيارة، وأبارك للمرأة السعودية هذه الخطوة العظيمة التي هي بحد ذاتها إنجاز لها وللمملكة، وأتمنى أن أراها وهي تقود سيارتها إلى الكويت».



  تحضر السعوديين

تقول نورة الهطيل التي تقود السيارات منذ أكثر من 15 عاما خارج المملكة، وتحمل رخصة قيادة دولية، إنها لم تشعر بالسعادة خلال قيادتها في الخارج كما شعرت به اليوم، مشددة على فخرها بالرقي والتحضر الذي تعامل به السعوديون مع القرار، ودعمهم ومؤازرتهم لأخواتهم وبناتهم اللواتي قررن قيادة السيارات.

أما آمال الشحي فقد عبرت عن سعادتها الكبيرة في هذا اليوم التاريخي، وقدمت شكرها وتقديرها لإخوانها السعوديين على ما شهدته من دعم واحترام وإفساح الطريق للنساء.



  اتباع تعليمات المرور

شهدت المنطقة الشرقية أمس قيادة عدد من النساء، منهن الإعلامية هدى هادي التي عبرت عن إحساسها الأول بقيادة سيارتها وقالت لـ«الوطن»: «إنه شعور جميل لا يوصف، والفخر كامرأة سعودية».

وأضافت «على المرأة أن لا تقود إلا بعد التدريب الكامل، والتمكن من القيادة بدرجة عالية، كذلك الانتباه لعدم استعمال الجوال، لكي لا يتشتت الانتباه، إضافة إلى اتباع تعليمات المرور بالكامل، وعدم الاندفاع أثناء القيادة».



  إفساح المجال

في حائل، قالت فوزية الهمزاني التي بدأت قيادة سيارتها صباح أمس لـ«الوطن»: «عانيت كثيرا من التعامل مع السائقين، فقبل أشهر أوقف السائق الخاص بي السيارة على الطريق الدائري بحائل ورفض القيادة، ونزل ورحل مما تسبب بإرباكي وسط زحام السير وأعين المارة، ودفعني هذا الموقف لتعلم القيادة مع إعلان السماح لنساء بقيادة السيارة، واستخرجت الرخصة». وأضافت أن «هذا يوم تاريخي، فقد قدت السيارة فيه بكل أريحية ودون مضايقات وأخذت جولة في حائل، ولم أشعر بأي قلق، بل إن بعض قائدي المركبات كان يفسح لي المجال»، مشيرة إلى أن تمكين المرأة من قيادة السيارة سيتيح لها مباشرة عملها بشكل أكبر، وممارسة أنشطتها التجارية دون معوقات، وعدم الاعتماد على السائقين في جميع تنقلاتها. وأوضحت الهمزاني أن «تقبل المجتمع لقيادة المرأة للسيارة مقبول، كون القرار في أول مراحل تطبيقه، ولم يعتد الجميع على رؤية النساء خلف مقود السيارة».


لا معوقات

أكد عدد من قائدات السيارات في تبوك أنهن لم يواجهن أي معوقات أثناء قيادتهن أمس في تبوك.

? وقالت حنان الغامدي إن «في أول يوم بالقيادة لا نواجه أي معوقات»، ووجهت رسالة للشباب بأن يضعوا مخافة الله بين أعينهم، ولا يتعرضون للنساء أثناء قيادتهم السيارة، ويعتبرونهم مثل أخواتهن ويكونون عونا وسندا لهن.

وأوضحت مها البلوي أن «المملكة تعيش اليوم مرحلة جديدة من التطور والازدهار بقيادة المرأة للسيارة والذي كان في يوم من الأيام ضربا من الخيال»، مشيرة إلى أن القرار يجعل المرأة تعتمد على نفسها في قضاء حاجاتها بعيدا عن السائق الخاص أو طلب الأجرة.

ونصحت النساء بالتقيد بأنظمة المرور واختيار الأوقات المناسبة للقيادة في الطرقات والخروج المبكر للدوامات.


مواقع التواصل

«الوطن» رصدت في مواقع التواصل الاجتماعي أمس آراء عدد من السعوديات اللواتي بادرن بقيادة مركباتهن في اليوم الأول لتطبيق قرار السماح للنساء بقيادة المرأة.

ومن أكثر المشاهد التي لفتت الانتباه خلال اليوم الأول للتطبيق عشرات المقاطع التي صورها ونشرها آباء وأزواج وأبناء سعوديون، خلال مرافقتهم لبناتهم وأخواتهم وزوجاتهم خلال الرحلة الأولى لهن خلف مقود القيادة داخل الأراضي السعودية، مؤكدين بذلك دعمهم وتأييدهم العلني لقرار قيادة المرأة.

وقالت المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف، إن مشوارها الأول بعد القرار كان صباح أمس عندما استقلت سيارتها في شوارع الرياض متجهة إلى مقر عملها، مؤكدة أنها شعرت بالسعادة والأمن والأمان خلال قيادتها سيارتها لأول مرة في المملكة.

وأعلنت الدكتورة أميمة قاضي على «تويتر» أن مشوارها الأول بالمدينة المنورة بإيصال والدتها إلى المسجد النبوي الشريف، وقالت «أول مشوار قدت فيه سيارتي أمس كان برفقة والدتها إلى المسجد النبوي لصلاة الفجر».