من أراد أن يطّلع على مسك الخيرية، ذات العمر القصير، والريادة في أعمالها، وتوجه شبابها نحو المستقبل، وتنوع ثقافة الحوار والامتداد الحضاري مع شعوب العالم، من أراد ذلك فعليه أن يركب سفينة المسك الخيرية، ويسجل عبر موقعها، ويتنقل عبر معارضها ويرحل بالأسفار عبر قطارها.

هذه المؤسسة التي عني بها ولي العهد أمير الشباب الأمير محمد بن سلمان، كان وثّابا لما يخدم جيل المستقبل ورجاله، ويدرك ذلك كل من حضر اجتماعات الأمير ومؤتمراته ولقاءاته، وآخرها استقباله الأبطال الشباب بعد تحقيقهم كأس آسيا للشباب، وكان دوما يركز على دور الشباب في تحقيق الرؤية 2030.

نحن أمام مسك الخيرية التي حوت عقول شباب الوطن من الجنسين، وسأضرب أمثلة لنجاحاتها في ميادين مختلفة، على رأسها مسك القيم واحترام الآراء وقيام المنتديات الفكرية، وأصبحت عبر عدة نسخ، منها تنمية المهارات التي ترسم المستقبل، ولعل أكبر دليل على تواصل عطائها هو منتدى مسك العالمي في الرياض، والذي عقد في ردهات الفورسيزون، يسهم في نقل إبداعاتهم وأصواتهم إلى المستقبل الواعد ضمن رؤية 2030.

وفي هذا العام، كان المنتدى يركز على اقتصاد المستقبل وتحديات التعليم والتدريب والتوظيف، وحضره عدد من التنفيذيين ورواد الأعمال من القطاعين العام والخاص، لتخلق جيلا ينظر إلى المستقبل برؤية واعدة.

لقد شهدت أيامه زخما واهتماما وعناية فائقة بعدد حضوره، وتسابقت وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى تغطية أحداث هذا اللقاء العالمي الشبابي المتسم بمبادراته واتقاد ذهنه.

إنه عصر الشباب الذي يمر عليه عامه الثالث بمنصاته ونسخه المتجددة حول العالم، وقد كان من أبرز ما نشرته مؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية» التي قدمت مؤشرات وقياسات أمام رجال التنمية والاقتصاد، تؤكد هنا أهمية معالجة توظيف وتدريب الشباب، وكان التركيز على 5 معايير، أهمها التعليم والمهارات وريادة الأعمال والمواطنة العالمية، وجميعها في إطار التنمية الفكرية لجيل المستقبل الذي يعيش مع قيادته وحكومته منهج الرؤية المقبلة، التي بدت بوادرها تنطلق مع برنامج التحول الوطني والموازنة، وهي تكمل بعضها وصولا إلى نتائج مرتقبة.

ونحن نتحدث الآن عن مسك الخيرية واستمرار عطائها، فإن الشيء بالشيء يذكر، فقد عقدت ملتقى -قبل أيام- في درة الرياض لم يمض عليه سوى شهر، وهو برنامج عني بالفنانين التشكيليين ونتاجهم وإبداعاتهم على مختلف مناطق المملكة، وكان سوقا لتبادل الأفكار وعقد صفقات بيع اللوحات، وتشجيع الفنانين والفنانات لقضاء أكثر من أسبوع، التقوا خلاله وجها لوجه حتى مع قيادة مسك الخيرية، وقام بزيارة هذه المعارض السفراء وضيوف المملكة، الذين جاؤوا لمشاهدة هذا الإنجاز الإبداعي الراقي من شباب الوطن، وقد شاهد الجميع كيف تدار هذه المؤسسة بعقول شبابها الذين يقفون بأنفسهم، وعلى رأسهم بدر العساكر مدير مكتب سيدي ولي العهد، وإحدى الأذرع الرئيسية في مسك الخيرية، وقد شاهدناه طوال الملتقيات المحلية والخارجية، لتظهر هذه المؤسسة العملاقة بتاريخها المبهج منارة ثقافية علمية إبداعية، يعتز بها الوطن ونفاخر بها أمام الجميع في عمر قصير لا يتجاوز بضع سنوات، وصولا إلى الرؤية العملاقة التي يترقبها المجتمع السعودي بكل أطيافه، وهو منجز بدأنا نتشارك فيه مع كبريات الشركات العالمية، ورأينا هذا في عدة اتفاقيات توقّعها مسك في مختلف مجالات الإبداع والابتكار.

وفّق الله مسك وشبابها نحو العلو والمجد في دولة المجد.