حدد الدكتور محمد الصفراني في ورقته التي قدمها ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان سوق عكاظ (12)، متطلبات التنمية الثقافية التي يحتاجها المشهد الثقافي السعودي لملء فراغه ودفع عجلة التنمية الثقافية، بضرورة أن يكون هناك مجلس سعودي ثقافي أعلى، وإحداث وزارة البحث العلمي، وهيكلة القطاعات الثقافية بإلحاقها بوزارة الثقافة مثل الملحقيات الثقافية والهيئة العامة للثقافة والندوة العالمية للشباب الإسلامي والمكتبات العامة وفضاءات المساجد وإنشاء البنية التحتية للثقافة والمجلس الوطني والفنون والآداب وغيرها. جاء ذلك في ندوة «من التراث إلى ما بعد الحداثة رؤية المجتمع العربي الراهن» وأدارها الدكتور معجب العدواني.


ثقافات آسيوية وأفريقية

قال الدكتور محمد مفتاح، إن ورقته تشكل رؤية العربي من حيث هو عضو من جسم الإنسانية، ومن حيث هو مكون أساسي لحضارة البحر الأبيض المتوسط التليدة، الغنية، الثرية التي لها دور مهم في صياغة التصورات الكونية، لكن له خصوصيات محيطية أيضا، وأشار في ورقته إلى مصطلحات عدة منها المخاثلة والاشتياب والتنزيل والتحقيب والتداخل والتمثيل.

وأكد الدكتور سعد البازعي ضرورة قراءة التعالق الثقافي بين السياقين الغربي والعربي فيما يتصل بمفاهيم الحداثة، ويقع صلب هذا التعالق في الوجوه التي أثر فيها السياق الغربي على المنهجية الشائعة في قراءة تمظهرات العلاقة بين التراث من جهة والحداثة وما بعدها من جهة أخرى، واقترحت ورقته منهجية مختلفة لتناول دلالات المفاهيم المطروحة في الندوة وعلاقتها بعضها ببعض، وانطلقت المنهجية من النقد الذي وجه إلى تلك المفاهيم لدى الفلاسفة الألمان، واقترحت أيضا استحضارا للتجارب الثقافية التي شهدتها ثقافات آسيوية وأفريقية في تعالقها بالمؤثرات الغربية.


القطيعة المعرفية

طرحت ورقة الكاتب شتيوي الغيثي مفارقة صغيرة حول إمكانية وجود ما بعد الحداثة العربية في واقع يمكن أن يكون بعيدا عن مفهوم إشكالي في أساسه، إذ يستلزم الحديث عن إشكالية المفهوم بوصفه مفهوما إشكاليا في البدء ما بين رؤية تجاوزية أو حداثة بعدية أو سائلة، كما يستلزم الحديث عن علاقة المفهوم بالرؤية العربية ومدى علاقته بالهوية العربية وإشكالية مفهوم هوية عربية جامعة إضافة المفارقات الفلسفية والفكرية والتاريخية التي يمكن أن تصنع حالة تساؤلية عن إمكانية قبول فكرة ما بعد حداثة عربية، وأشار إلى كون المعطى الفلسفي العربي كان تراتيل تتماس مع الديني بشكل كبير في حين كانت الرؤى الفلسفية الغربية عقلانية، وقال، إن المشاريع العربية الحديثة لم تستطع تجاوز مفهوم النصية في الفلسفة العربية الحديثة، وهذا امتداد لهيمنة التراث على الواقع العربي في مقابل القطيعة المعرفية الحداثية في الفكر الغربي.