دُعيت إلى ديوانية سمو الأمير فهد بن مشعل الثقافية لسماع ندوة ذات بُعد تنموي مهم، وهو كيف نحقق توعية المواطن بأبعاد رؤية المملكة 2030.

كانت أمسية عنوانها وزارة التجارة وتحقيق الرؤية، وفارسها المهندس هشام الحسون مدير تحقيق الرؤية، وقد تحدث عدد من النخب والمثقفين في مجالات مختلفة عن تحقيق وزارات الدولة لمفهوم وتطبيق رؤية المملكة التي تجاوز عمرها ثلاث سنوات، وحَدثت مداخلات ورؤى متعددة، كل نظر إلى مبدأ تطبيق الرؤية بشكل اختلف عن الآخر، ومن وجهة نظري، وبما أن الفرصة أتيحت لي لإبداء الرأي في الموضوع المهم في حياة جيل اليوم والغد، وهل فعلا بدأ التطبيق الفعلي لمعالم الرؤية الرئيسة، أقول وأجزم أن هناك وزارات في الدولة، وعدة جهات حكومية وخدمية قد قطعت شوطا لا بأس به يحسب لهذه الجهة أو تلك، ومن بين القطاعات ذات الأهمية بالشأن الوطني وزارة التجارة والاستثمار الذي كان ضيف الندوة فارسها، فعلقت بكلمات ذات بُعد إعلامي يتصدر عنوانها مفهوم الرؤية، وماذا تحقق فقلت إن المتحدث الرئيس لهذه الرؤية هو سيدي الأمير محمد بن سلمان، صاحب الفكرة ومهندس الرؤية، عندما أطلقت كان واضحا في بداية الانطلاقة، واستخدم لذلك عدة منابر إعلامية، إذ كان لقاؤه الصحفي مع صحيفة بلومبيرج، والمؤتمرات الصحفية ثم ندوات الوزراء المعنيين بالرؤية ومنهم حينها وزير التجارة والاستثمار.

وبعدها أفرد سمو ولي العهد لقاءات تلفزيونية عربية وعالمية، مما جعل المواطن شريكا مهما في تنفيذ الرؤية والتعامل معها وكأنها رغيف يومي لا يستغني عنه أي مواطن، حتى بدأت البرامج تنفذ من خلال مكاتب الرؤية في كل وزارة وجهة معنية، وهنا برزت وزارتان مهمتان بالشأن الخدمي للمواطن، وهما وزارة التجارة ووزارة العدل، وكيف تحولت هاتان الوزارتان إلى جهتي خدمة متقدمة من خلال التحول الإلكتروني المشهود في مراجعة ذوي الاختصاص، مما جعلك تزاول مهامك وخدماتك من المنزل، وشهدنا الاحتفال بتوديع الأسلوب الورقي إلى التقنية والبرمجيات، حتى لمسنا لدى وزارة العدل مثلا إنشاء وكالاتك ومهامك بدون ورق على الإطلاق.

أليس هذا تحولا وطنيا من خلال برامج الرؤية التي يشهدها الوزراء أسبوعيا في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؟

أليس في زيارتنا إلى مواقع العمل في وزارة التجارة والاستثمار ما يؤكد على هذا التحول بإنشاء السجلات وإلغائها من خلال الشبكة العنكبوتية دون الرجوع إلى صفوف كانت في الماضي حَجَر عثرة في التقدم وسرعة الإنجاز؟

هذا ما نشهده اليوم في برامج الرؤية وبرامج التحول الوطني، وما يعرف أيضا بالتوازن المالي المنتظر عام 2023، بقي أن تقوم الأجهزة المختصة بدورها التوعوي في سبيل الارتقاء بثقافة فهم معاني الرؤية، التي قال عنها ولي العهد لن تتحقق الرؤية إلا بتعاون المواطن وهمته وإتقانه وتفاعله، وأن تقوم كل وزارة بتقديم مبادراتها للمجتمع، والإيمان الكامل أن الرؤية هي صناعة وطنية، وهذا ما يتطلب من الجميع شرحا تفصيليا حول نجاح كل وزارة على حدة، وإلى أين تتجه مبادراتها وبرامجها، كما فعلت بعض الوزارات مثل العدل والتجارة والشؤون البلدية والقروية والبقية بالطريق.

وأتطلع إلى إنشاء مركز إعلامي دائم يُعنى بالرؤية، تعقد فيه اللقاءات المؤتمرات الشهرية لرصد تنفيذ بنود هذه الرؤية، وأن يتولى المركز الإعلامي حصر كل نتائج الرؤية ومدى تطبيقها على أرض الواقع، ويسارع إلى مزيد من التوعية عبر البرامج الإعلامية والتعليمية والصالونات الثقافية، وغيرها حتى تنجح في شرحها يوما بعد الآخر.