أجمع عدد من الخبراء الإستراتيجيين والكتاب السياسيين، على الدور الرائد للمملكة العربية السعودية في رأب صدع الإشكالات التي تنجم بين فصائل مكونات الشعب الأفغاني، وتحديدا بين طالبان وحكومة أفغانستان، لتحقيق السلام وإيقاف الصراع، انطلاقا من أطهر البقاع مكة المكرمة، مثمنين الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة مع مختلف الدول العربية والإسلامية التي تشهد صراعات بين مكوناتها، باعتبار المكانة الكبيرة التي تحظى بها.

وأكد الكاتب والخبير الإستراتيجي، حمود الرويس في حديث إلى «الوطن»، أن المملكة كانت ولا تزال تحمل هموم وآمال الأمتين العربية والإسلامية، وترأب حالات الصدع التي تنشأ بين الدول الشقيقة أو بين قيادات وكيانات داخلية، ففي الأزمة الفلسطينية قامت المملكة بواجبها الإنساني والإسلامي، بعد أن جمع خادم الحرمين الشريفين طرفي النزاع الفلسطيني في مكة المكرمة، وفي العشر الأواخر من رمضان لتوقيع المعاهدة بينهما.

وأشار الرويس إلى جهود المملكة عام 2007، في رأب الصدع والمصالحة بين الفصائل الصومالية المتناحرة، وجمعت قيادات الجماعات لإجراء مصالحة شاملة بينهم وفي خير بقاع الأرض بمكة المكرمة. كما عملت المملكة على توحيد الطوائف اللبنانية، بحيث أصبح مؤتمر الطائف للمصالحة اللبنانية مرجعا مهما لكل ما تلاه من توافقات سياسية بين الأطراف السياسية المتنازعة في لبنان، ومرجعا لكل التوافقات والتكاملات اللبنانية.



مساعي المصالحات

أضاف الرويس «تمكنت جهود المملكة من رأب الصدع وتحقيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة في العراق، عقب الفترة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق»، لافتا إلى أن جهود المصالحة امتدت أيضا إلى الجزائر والمغرب وليبيا، والسودان أيضا الذي تعرض لعقوبات أميركية لسنوات طويلة انعكست على الاقتصاد الوطني والشعب السوداني الشقيق.



تاريخ من الجهود

لفت الرويس إلى أن جهود المملكة في أفغانستان تعود إلى سبعينات القرن الماضي، حينما تم الانقلاب على الملك «ظاهر شاه» وتوالت الأحداث الدامية، حتى وقفت المملكة ضد التدخل السوفييتي في مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في إسلام أباد، ثم كانت أول الجهود بعقد مؤتمر الفصائل الأفغانية عام 1398 في مكة المكرمة لدعم القضية الأفغانية، وصدر حينها بيان «مكة المكرمة» الشهير.

وشدد الرويس على أن الدعم السعودي تضمن السياسي والمالي للاجئين الأفغان، في حين قدمت المملكة على هامش مؤتمر لندن مبلغ 150 مليون دولار، بالإضافة إلى مبلغ 200 مليون أخرى لدعم القضية الأفغانية.



التأثير على الأطراف

قال الباحث في جامعة «إكستر» البريطانية والباحث المشارك في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، هشام بن عبدالعزيز الغنام لـ«الوطن»، «إن الأمل كبير في تحقيق جهود السلام التي ترعاها المملكة ستصل للمأمول بتشجيع حركة طالبان على قبول عرض الرئيس الأفغاني أشرف غني لإجراء محادثات سلام، والاعتراف بالجماعة كحزب سياسي شرعي، إذا وافقت الحركة على التخلي عن العنف وإيقاف هذا الصراع المدمر.

وأشار الغنام إلى أن مكانة المملكة في العالم الإسلامي يمكن أن تلعب دورا حيويا في جلب أطراف الصراع، إلى جانب تأثير العلماء الدينيين الباكستانيين المشاركين في هذا المؤتمر والحكومة الباكستانية.


جهود المملكة في توحيد الرؤى


اتفاق الطائف حول الوضع اللبناني


المصالحة في الجزائر والمغرب


تخفيف العقوبات على السودان


تخفيف العقوبات على ليبيا


المصالحة بعد الغزو الأميركي للعراق


دعم القضية الأفغانية سياسيا وماديا