منذ انتصار الأوروجواي على جارتها الأرجنتين في أول نهائي كأس عالم بملعب «سنتناريو» في العاصمة الأوروجوانية مونتفيديو في 30 يوليو عام 1930، وباستثناء ضربات الترجيح الحاضرة في نهائيي 1994 و2006، نجح 57 لاعبا فقط في نيل امتياز التسجيل في مباراة نهائية، وبرغم أنها لا تتضمن نجوما مثل يوهان كرويف ومارادونا أو ميسي تبقى تلك القائمة الأكثر خصوصية في عالم كرة القدم، فهم لم يشهدوا تلك اللحظات فقط بل صنعوها، وهناك الآن 30 منهم فقط مازالوا يعيشون بيننا ويستطيعون أن يقولوا بصدق «أنا أحرزت هدفا في نهائي كأس عالم»، وهنا يروي 6 من هؤلاء تفاصيل لحظاتهم التاريخية.


ماريو زاجالو (86 عاما)

البرازيل 5 السويد 2 (مونديال 1958)


«تلقينا هدفا في الدقائق الخمس الأولى واتجه ديدي بهدوء نحو المرمى وحمل الكرة تحت ذراعه وكأننا نشاهد فيلما بالحركة البطيئة، وعند وصوله لدائرة المنتصف ركضت باتجاهه وقلت: «هيا أسرع نحن نخسر اللقاء»، بيد أنه كان يعرف جيدا ماذا يفعل، كان يهدف بأن يظهر للسويديين بأننا لسنا مرتبكين ونسيطر على الأمور وسنعود للقاء، وكان محقا في ذلك.. هدفي كان الرابع عندما أبعد المدافع كرة قادمة من ركلة ركنية وصلت إلى ديدي الذي سدد بطريقة سيئة إلا أن كرته اتجهت نحوي وتخطيت المدافع الذي استمر في مزاحمتي مع بقاء الكرة معي، كان قويا للغاية مقارنة بي وبمقدوره إبعادها لكنني بطريقة ما حافظت عليها وواجهت الحارس وذهبت الكرة من تحته نحو زاوية مرماه اليسرى».

 


جارزينيو (73 عاما)

البرازيل 4 إيطاليا 1 (مونديال 1970)


«سجل بيليه أولا قبل خطأ كلودوالدو في الخلف الذي أنهاه بونينسينا في مرمى فيليكس معادلا النتيجة، دخلنا الشوط الثاني بروح قتالية ومنحنا هدف جيرسون الثاني ثقة أكبر، وأحرزت آخر استسلم الطليان بعده.. كان هناك تحرك اعتدت على فعله كثيرا في النادي مع زميلي جيرسون الذي يعتبر بالنسبة لي أفضل ممرر كرة رأيته بعد ديدي، فهو بمقدوره أن يمرر كرة من مسافة 30 مترا وتصل إلى قدمك تماما، انطلقت مسرعا وكان جيرسون في الجهة اليسرى وأرسل كرة نحو منطقة الجزاء، وناديت بيليه الذي لعبها برأسه وكانت لمستي الأولى بغرض السيطرة على الكرة وبينما كنت على وشك إنهائها دفعني فاكيتي مما أفقدني التوازن، ولهذا وفي لحظة عبور الكرة لخط المرمى اضطررت لمتابعتها وهي تدخل الشباك».


ماريو كيمبس (63 عاما)

الأرجنتين 3 هولندا 1 (مونديال 1978)

«بعد هدفي الأول كنا نعرف أننا متقدمون ولكننا نسينا أننا نلعب وأن بمقدورهم التعديل في أي لحظة وهو ما حدث برأسية نانينجا قبل النهاية بـ8 دقائق ولنبدأ وقتا إضافيا ومباراة أخرى.. الهدف الثاني كان مشابها للأول عندما بدأ بخطأ ولعبة مشتركة مع بيرتوني أرديليس ولوكيه قبل أن تصل الكرة نحوي، وفي لحظة قدوم لاعبين هولنديين باتجاهي لم أكن أعلم إن كنت قريبا من الكرة أو أنهما بطيئان أو كنت أسرع، لن أعرف حقيقة ما حدث حينها أبدا، إلا أنني مددت قدمي ولكزت الكرة بطريقة ما، وفي الوقت الذي وصلا إلى الكرة كانت بالفعل في طريقها للمرمى.. احتفلت خلف المرمى ولا أدري إن كان أحد زملائي جاء لاحتضاني.. فعلناها أخيرا ونلنا الجائزة بعد كل ذلك العمل الذي قمنا به كفريق وثق أفراده في بعضهم».


جيرد مولر (72 عاما)

ألمانيا الغربية 2 هولندا 1 (مونديال 1974)

«في اليوم السابق للمباراة قرأت في صحيفة عن عرافة تنبأت بفوز هولندا، لست مؤمنا بتلك الخرافات لكنني لم أستطع النوم تقريبا بسبب التفكير في الهولنديين والعرافة.. كنا خائفين قليلا منهم وبالفعل تلقينا هدفا مبكرا عبر ركلة جزاء، وعلي القول إن الهولنديين كانوا متشامخين واعتقدوا أنهم وضعونا في جيوبهم.. نعم، اعتقدت أن المباراة انتهت ولم أصدق ذلك، لكن إسقاط فريق ألماني ليس بالأمر السهل، وقلنا لأنفسنا «الآن سنقاتل أكثر مما مضى».. قدم بونهوف وجرابوسكي من الجهة اليمنى حيث بداية الهدف ومكان تواجدي، كنت أتقدم قليلا ثم أعود مرة أخرى.. كنت محظوظا لحظة وصول الكرة إلى قدمي اليسرى بعد أن تقدم ثلاثة مدافعين هولنديين للأمام، وعلى الفور سددت الكرة في الزاوية البعيدة من المرمى».

 


باولو روسي (61 عاما)

إيطاليا 3 ألمانيا الغربية 1 (مونديال 1982)


«كان يوما طويلا.. حضر الرئيس برتيني لرؤيتنا في الفندق صباحا ومنحنا بعض التوجيهات بطريقة رائعة، وقال لنا حرفيا «احذروا، إنهم أضخم منكم وسيركلونكم».. شاهدنا خصومنا الألمان في نفق الملعب قبل 10 دقائق فقط من اللقاء، ليس المسألة أننا نخافهم بل حينها تدرك بأنهم كبار للغاية بدنيا، وبداخلي كنت أقول لنفسي «نحن أقوى وأفضل منهم وعلينا أن نريهم ذلك».. أحرزت الهدف الأول وقبل أن ألعب الكرة سبقت اللاعب المكلف بمراقبتي في جزء من الثانية، وكمهاجم لا تتجه نحو الكرة لأنك تفكر فيها بل لأنها أمر غريزي.. أنت تعلم أن من بين 20 كرة مماثلة لن تصل إلى 18 أو 19 منها بيد أن هناك تلك المرة الواحدة فقط عندما تحصل عليها، وعليك أن تذهب إليها مع الاقتناع الكامل بأنك ستصل هناك أولا».

 


رونالدو (41 عاما)

البرازيل 2 ألمانيا 0 (مونديال 2002)


«الازدحام في طوكيو كان سيئا للغاية وعلقنا في الطريق لساعة ونصف تقريبا، وكنا قلقين بسبب التأخير.. بالنسبة لهدفي الأول كنت قد استقبلت الكرة ثم فقدتها وركضت نحو المدافع واستعدتها ومررتها لريفالدو منتظرا أن يعيدها لي إلا أنه سدد مباشرة باتجاه المرمى، وركضت بأمل أن ترتد من الحارس كان، وهو ما حدث وقمت فقط بإكمالها في المرمى.. الهدف الثاني بالطبع أكثر جودة، كانت لعبة مرتدة في الجهة اليمنى قادها كليبرسون الذي سار بالكرة من منطقة الوسط قبل أن يمرر باتجاه ريفالدو الذي سمعني أصرخ مطالبا بتركها تمر بين قدميه، وبهدوء وسكينة سيطرت عليها وسددت بقدمي اليمنى في الزاوية البعيدة حتى لا يصل إليها كان.. المشاعر حينها غير قابلة للتفسير، إنها إحساس بالارتياح والفخر بإتمام المهمة».