استعرض المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن المستشار القانوني منصور المنصور، نتائج تقييم الحوادث التي تضمنتها خمسة ادعاءات تقدمت بها جهات أممية ومنظمات عالمية ووسائل إعلام، حيال أخطاء ارتكبتها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن خلال عملياتها العسكرية في الداخل اليمني، مؤكدا سلامة الإجراءات المتبعة من قبل قوات التحالف التي راعت قواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المستشار القانوني المنصور بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض، وتناول خلاله الحالات بحسب التسلسل المعتمد لدى الفريق، والتي تأتي استمرارا لحالات سبق تقييمها والحديث عنها إعلاميا.



الغرفة التجارية بصنعاء

أشار المنصور إلى أولى الحالات ذات الرقم 71، والتضمن ما جاء في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش بتاريخ 11 يوليو 2016، أن قوات التحالف الجوية أسقطت قنبلة على مكتب الغرفة التجارية في حي الحصبة بمدينة صنعاء عند الساعة الواحدة صباحا، بتاريخ 05/‏ 01/‏ 2016، تسببت في إصابة أحد حراس الأمن بجروح، ودمرت الجانب الشرقي من المبنى المكون من ثلاثة طوابق.

وأوضح أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالتحقق من وقوع الحادثة، وتبيّن للفريق المشترك أنه وردت معلومات استخباراتية لقوات التحالف تفيد باستيلاء ميليشيا الحوثي المسلحة على مبنى الغرفة التجارية بصنعاء واستخدامه كمقر وثكنة عسكرية، مشيرا إلى أنه وبناء عليه قامت قوات التحالف الجوية في الساعة الواحدة وعشر دقائق، صباحا بتاريخ 5/‏ 01/‏ 2016 بقصف مبنى الغرفة التجارية بصنعاء، الذي سقطت عنه الحماية القانونية المقررة في الاتفاقيات الدولية، وذلك لاستغلاله للأغراض العسكرية من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة، باعتباره هدفا عسكريا مشروعا يحقق تدميره ميزة عسكرية، مفيدا أنه على ضوء ذلك تبين للفريق المشترك لتقييم الحوادث سلامة الإجراءات المتخذة من قبل قوات التحالف في التعامل مع الهدف العسكري، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.



 مسجد الحسيني بعدن

أضاف المستشار القانوني المنصور أنه فيما يتعلق بالحالة رقم 72 وما ورد في التقرير السنوي للمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الصادر بتاريخ 04/‏08/‏2016، أنه في تاريخ 14 يوليو 2015 قصفت قوات التحالف مسجد الحسيني بعدن، مما أدى إلى تدميره كليا، وحسب أقوال السكان المحليين إن المسجد استخدم لأغراض عسكرية من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة.

وأوضح أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالتحقق من وقوع الحادثة تبيّن للفريق المشترك أنه في يوم الثلاثاء الساعة 7:30 صباحا في تاريخ 14/‏ 07 /‏2015 نفذت قوات التحالف مهمة جوية على هدف عبارة عن مبنى يتواجد فيه تجمعات لميليشيا الحوثي المسلحة في مدينة عدن، وهو ما يمثل هدفا عسكريا مشروعا يحقق تدميره ميزة عسكرية، ويبعد مسافة 4 كلم عن مسجد الحسيني محل الادعاء، كما اتضح للفريق المشترك من خلال الاطلاع على الصور الفضائية بتاريخ 15 /‏07 /‏2015، لموقع الادعاء أنه لا توجد أي آثار قصف جوي على مسجد الحسيني بمدينة عدن.



مركز صحي بصعدة

أما الحالة رقم 73، أوضح المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن المستشار القانوني منصور المنصور أنه ورد في وسائل الإعلام اليمنية أن قوات التحالف قامت بغارة جوية الساعة 4:30 عصرا من يوم السبت الموافق 3 يونيو 2017، استهدفت مركزا صحيا لعلاج حالات الكوليرا الذي كان مكتظا بمصابي مرض الكوليرا ومرافقيهم بمنطقة قحزة في مدينة صعدة، خلفت الغارة عشرات الجرحى، كما دُمر المبنى والتجهيزات الطبية للمركز، وأدت إلى خروجه عن الخدمة، بين المستشار المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالتحقق من وقوع الحادثة، وتبيّن للفريق المشترك أن قوات التحالف الجوية قامت يوم السبت 03/‏06/‏2017 بتنفيذ 3 مهام جوية على أهداف عسكرية لمواقع تخزين صواريخ متنوعة لميليشيا الحوثي المسلحة في محافظة صعدة، والتي تقع في منطقة تبعد عن المبنى محل الادعاء مسافة 3 كلم تقريبا، وهي ما تمثل أهدافا عسكرية مشروعة تمت إصابتها بدقة، كما اتضح للفريق المشترك من خلال الاطلاع على الصور الفضائية بتاريخ لاحق للادعاء أن المبنى مركز صحي قحزة محل الادعاء لم يتعرض لأي قصف جوي.



سوق القات بصعدة

فيما يتعلق بالحالة رقم 74 وبما ورد في التقرير السنوي لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الصادر بتاريخ 04 /‏08/‏2016، أنه في 19 سبتمبر 2015 وقع هجوم من قوات التحالف الجوية على سوق القات بمحافظة صعدة، بثلاث غارات تسببت بمقتل 25 وجرح 16 آخرين، أوضح المستشار المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالتحقق من وقوع الحادثة، وتبيّن أن قوات التحالف قامت بمهمتين جويتين في يوم 19 سبتمبر 2015 على هدفين عسكريين مشروعين يحقق تدميرهما ميزة عسكرية في محافظة صعدة كان أقربها كهفا يستخدم من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة لتخزين الأسلحة، يبعد عن سوق القات محل الادعاء مسافة 100 كلم.

وأضاف أنه وعلى ضوء ذلك توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث أن قوات التحالف الجوية لم تستهدف سوق القات محل الادعاء، كما تبيّن سلامة الإجراءات المتبعة من قبل قوات التحالف في التعامل مع الأهداف العسكرية المشروعة، وأنها تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.



 خزان مياه باب عدن

أفاد المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث أنه فيما يتعلق بالحالة رقم 75 وبما ورد في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتاريخ 06/‏08/‏2015 أن قوات التحالف قامت بغارة جوية ما بين الساعة 9 – 11 مساء على خزان مياه باب عدن بتاريخ 08/‏07/‏2015، وهو خزان يقع على جبل بين مديريتي المعلا وكريتر، بين أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالتحقق من وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق، بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وجدول حصر المهام اليومي، وتقارير ما بعد المهمة، والصور الفضائية، وتقييم الأدلة، تبيّن للفريق المشترك أنه عند الساعة 2:30 ظهرا بتاريخ 08/‏07/‏2015 أي قبل وقت الادعاء بحوالي 7 ساعات قامت قوات التحالف الجوية بتنفيذ مهمة جوية على 3 أهداف عسكرية مشروعة في مدينة عدن، وكان أقربها يبعد عن خزان مياه باب عدن مسافة 5500 متر تقريبا.

وأضاف أنه وعلى ضوء ذلك توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى أن قوات التحالف الجوية لم تستهدف خزان مياه باب عدن محل الادعاء، كما تبين سلامة الإجراءات المتخذة من قوات التحالف في التعامل مع الأهداف العسكرية المشروعة، وأنها تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.