للمرة الثانية على التوالي، يفشل مدرب الهلال، البرتغالي خيسوس، في الحفاظ على تقدم فريقه، رغم أن الوقت المتبقي لا يتجاوز دقائق معدودة، في نزال النصر.

غامر مدرب الهلال بالهجوم، في وقت كان عليه الهدوء، وإشراك عناصر تجيد تعطيل مفاتيح لعب الخصم، غير أن خيسوس لعب شوط المدربين أشبه بأداء الحواري، الوسط متشتت، والدفاع أخلى موقعه الحساس، وانطلق إلى الأمام دون اكتراث، والخصم ينقل الكرة بلا عناء، بدليل أن هدف التعادل تهادت الكرة من رأس خط الـ18 النصراوي، بعد أن قطعت من الفرج الذي لا يستفيد من أخطائه، إذ تعامل مع التمريرة بتعالٍ بضربة كعب لزميله سالم الدوسري، الذي كان في أسوأ حالاته، وتوقف ثنائي «الفلس» في موقعيهما، في حين انطلقت الجياد الصفراء بجموح إلى ملعب الأزرق بكل ضراوة ورغبة، وسارت الهجمة دون تدخل أي لاعب هلالي، ولعل المضحك أن «حمدالله»، صاحب هدف التعديل، بقي وحيدا في منطقة البريك الذي كان يسرح إلى الأمام، وكأن مهمته الهجوم وليس الدفاع، وتحديدا في الوقت الحرج.  أشياء وأشياء كشفها لقاء النصر، وهو اختبار حقيقي لشوط المدربين، وكادت المعادلة أن تتحول، عطفا على سوء تنظيم الدفاع الهلال، وكان يتعين على جيسوس إشراك الجحفلي في مكان السلبي سالم، خلال ثلث الساعة الأخير، ليقوم بدور مزدوج في المحور وقلب الدفاع المتقدم، لقدرته على قتل هجمات الخصم، والاشتراك بقوة مع مفاتيح النصر، لكن الجميع صدموا بخروج عطيف ودخول الفرج، الذي لا يصلح لمثل تلك الظرف، لأنها تحتاج إلى لاعب مقاتل وليس صانع لعب للخصم، بقدر ما يجسده سلمان، إذ يعد أكثر لاعب هلالي خلال العقد الأخير تتحول الكرة من قدمه إلى الخصم. خلاصة القول، مدرب الهلال خيسوس قد يؤدي بالفريق إلى كارثة في قادم المواجهات، إذا لم يضع توازنا لعطاء الأزرق، لأن المدارس الكروية المتطورة تهتم بالدفاع قبل الانطلاق إلى الأمام، وترك الفراغات كأحوال الهلال أمام الفيصلي والنصر، وإذا استمر المنهج الأزرق على هذه الحال، بعدم تغيير طريقة اللعب حسب الظروف، فالسقوط لا محالة، لأن الجرة لا تسلم كل مرة. وفي النزال الأخير، دُوليّو الهلال خذلوا فريقهم، وأجانب النصر كانوا عند الموعد.