انطلقت أمس من بلدة عرسال قافلة جديدة للنازحين السوريين في إطار عملية العودة الطوعية للنازحين، بإشراف الأمن العام اللبناني ومكتب مفوضية شؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، وسط إجراءات للجيش اللبناني ومخابرات الجيش، وبمشاركة فرق إسعاف وعيادة نقالة تابعة للصليب الأحمر اللبناني.
واستحدث الأمن العام اللبناني مركزاً عند نقطة وادي حميد، حيث تم تسجيل المغادرين باتجاه معبر الزمراني إلى الداخل السوري بواسطة آليات خاصة من مختلف الأنواع من سيارات سياحية وجرارات زراعية وعربات نقل ودراجات من مختلف الأنواع، حاملين الأمتعة واللوازم المنزلية والمفروشات وخزانات المياه وبعض البيوت الجاهزة، وقد أبدى النازحون العائدون في أحاديث صحافية ارتياحهم في العودة إلى قراهم ومنازلهم ووطنهم، شاكرين الدولة اللبنانية على استضافتهم.
بعد جديد
اتخذ ملف عودة النازحين بعدا جديدا بعد تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان بمواصلة اتصالاته في موسكو، للعمل على إعادة النازحين من لبنان عبر تشكيل لجنة لبنانية ـ روسية ـ أميركية، على غرار اللجنة التي تشكلت مع الأردن، حيث بدأ لبنان في هذا التوجه مستفيداً من تفاهمات قمة هلسنكي في هذا الإطار على إعادة حوالي مليوني لاجئ سوري، وهو تحرك قد يفضي إلى نتائج متوخاة في تأمين عودة آمنة للنازحين بضمانات دول كبرى، وبديلاً جدياً يبعد لبنان عن نسج علاقات أو تطبيعها مع النظام السوري بحجة إعادة النازحين، كما يسعى إليه حزب الله وفريقه، وهو يسحب هذا الملف الحساس من ساحة الخلافات السياسية حول سبل معالجة أزمة النازحين في لبنان التي تحصل حاليا بالقطارة عبر تنظيم قوافل عودة لا تتجاوز أعدادها المئات ولا تخفف أعباء النزوح.
مقترحات عملية
الواضح أن الاتجاه هو لتشكيل لجنة عمل لبنانية ـ روسية، سوف تعقد اجتماعها الأول في بيروت، وتبحث في مقترحات عملية لتنظيم عملية العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب، من دون أي اتصالات للبنان مع النظام السوري بطرق مباشرة، طالما هناك جهود أميركية ـ روسية، فلا أحد سيتمكن من عرقلة الإجراءات التي ستتفق عليها اللجنة اللبنانية ـ الروسية المشتركة.
وهذا التدبير يعني أن حل مشكلة اللاجئين السوريين لا يتم لا بمفاوضات لبنانية سورية مباشرة ولا بلجان حزبية لحزب الله وغيره في المناطق، بل بالاستفادة من الاتفاقات الدولية بطريقة لا تجعل لبنان متهما بالإخلال بمواثيق دولية وحقوق إنسانية.
انزعاج
ظهر انزعاج من قبل القوى المقربة من النظام السوري لكون الحريري استطاع سحب هذا الملف من ساحة الابتزاز السياسي وجعله موضوع توتر بين الأطراف اللبنانية، إذ روّجت مواقع قريبة من الخط السوري أن أحد شروط التسوية الروسية - الأميركية لعودة النازحين على الرئيس الحريري هو فتح حوار رسمي مع نظام الأسد، إلا أن التصريح الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع الروسية، والذي يقول بأن الخطة الروسية المقترحة والتي تم إرسالها إلى الأميركيين، تقضي بإنشاء مجموعة مراقبة «روسية- أميركية- أردنية» في الأردن، ومجموعة مثلها في لبنان، وبالتالي فإن التصريح الروسي لم يأتِ على ذكر سورية أو أي جهة «رسمية» في نظام الأسد.
نجاح سياسي
الحريري ينجح بتحييد حزب الله عن ملف النازحين.
النازحون يعودون بضمانات دولية وبموجب تفاهمات قمة هلسنكي.
ملف النازحين يتجنب الابتزاز السياسي ويخرج الأسد من معادلة التفاهمات.
روسيا تقترح مجموعة مراقبة روسية أميركية أردنية مثلها في لبنان.