منذ أن غرست الولايات المتحدة علمها على القمر، وفي خضم التزاحم العالمي على رسم الحدود النهائية، لا بد من مناقشة حقوق الملكية الفضائية.

عادة ما يتم إعداد القوانين بناء على السوابق، وبما أن هناك القليل من السوابق فيما يخص (القانون القمري) فإن البعض ينظر إلى البحر من أجل إيجاد اقتراحات، والمقصود بذلك قانون استغلال المعادن الموجودة في قاع المحيطات وخارج المياه الإقليمية للدول. قام البعض بتصنيف مثل هذه الموارد القيمة على أنها تراث بشري مشترك، وليست ملكا للدولة التي تعثر عليها.

فهل يمكن لمبدأ التراث المشترك أن يوفر أرضية لـ(معاهدة القمر)؟

الأعراف والقواعد التي تتعلق بحقوق الملكية السماوية محدودة للغاية، حتى إنها تفشل في تعريف ما المقصود بالجرم السماوي؟ وعلى الرغم من الأفكار النبيلة مثل المساواة والعناية بالناس المفلسين، إلا أن فرضية معاهدة التراث المشترك للقمر تحمل مساوئ أكثر من الحسنات، على أن رفض هذا المبدأ لا يعني بأي حال أن الأقطار النامية سوف تترك للتخلف عن عصر الفضاء. فالصين والهند والبرازيل هي أمثلة حية على أن البلدان النامية تستطيع أن تلتحق بالنادي الفضائي من خلال جهودها الذاتية، إذ يجب أن تتوحد الدول ذات الموارد الأقل تحت مظلة وكالة فضاء عالمية أو حتى إقليمية، ومن ثم تعمد إلى استغلال الثروات التي يزخر بها الفضاء الخارجي لصالحها، عوضا عن الاستخدام المجاني للجهود التي بذلتها الدول الأقدم في مجال الفضاء.

فرضية الحدود الدولية أثبتت صحتها على كوكبنا، والأرجح أنها ستكون كذلك فيما يخص المملكة الفضائية، وسوف يعمل الاكتفاء الذاتي على تحويل الصحراء القمرية بنفس الطريقة التي حول بها الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. الفضاء هو حقا منطقة حدودية جديدة فردية لا شمولية، ويتوجب مناقشة التحديات ضمن نظام قانوني يعنى بحقوق الملكية.

لكن يبقى كثير لمناقشته وربما إقراره بين الدول المختلفة، بالطبع، عندما يأخذ قانون الفضاء بالتطور مع الزمن، وحقوق الملكية الفردية هي ماكينة جيدة، ومن الأرجح أنها ستعمل على دفع وتطوير المملكة الفضائية.

إن تأمين حقوق الملكية الفردية سوف يكون أكثر فائدة للجنس البشري من البديل الآخر المتمثل في إبقاء إمبراطوريات الفضاء متخلفة.

وخصخصة مشاريع الفضاء، والتخطيط للعودة إلى إرسال البشر إلى القمر، سيصرف موضوع حقوق الملكية في الفضاء الخارجي «من حقل النقاشات البيزنطية (أي مناقشة القضايا السخيفة والتي عفّ عليها الزمن) إلى كرة الكونكريت (أي قضية مرعبة جدا).



* باحث متخصص في وكالة الفضاء الرومانية

* تابع على مدى سنوات القضية القانونية لحقوق الملكية في الفضاء

* موقع سبيس كوم


فيرغيليو بوب