عندما أسترجع الذاكرة في بناء المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي بزغ نجمه في الحرس الوطني منذ عام 1405 في أولى دوراته، بعد تطوير سباق الهجن السنوي، وهو النواة الأولى للمهرجان، أستذكر معه كيف كنا نتابع انطلاق السباق الساعة الحادية عشرة صباحا، وتوزع الجوائز في الفترة المسائية، حتى جاء المهرجان وتم تطويره، واتفق على كونه يبدأ بعد العصر مباشرة.

منذ ذلك التاريخ ووزارة الحرس الوطني تقدم كل عام لونا وفكرا وبرامج متنوعة تختلف عن سابقها، ثم قامت القرية الشعبية، وزاد جمهور المهرجان تباعا إلى أن أقيمت القرى السعودية، أو ما يعرف ببيت عسير وبيت المدينة المنورة وغيرها، والباحة الذي أمضى هناك ثلاثة عقود.

امتاز كل بيت بلون وتراث منطقة وميزها عن غيرها من المناطق، وللتأريخ أقول إن لفتة وزارة الحرس الوطني بالتوسع في منوعات الجنادرية أضاف إليها طعم السياحة وطعم القبول لدى السياح من كل مناطق المملكة، بل من الخليج، ومن الدول العربية، وعندما نسجل للتأريخ هذه القفزات المتسارعة للجنادرية من قرية صغيرة تضم الحرف اليدوية والسواني والكتاتيب، إلى مدن تتنقل أيها السائح خلالها لتشاهد تنمية الوطن على أرض الجنادرية بكل معاني الشموخ والفخر تشاهد الشركات العملاقة وتطورها، تشاهد أجنحة الجامعات والتعليم بكافة مراحله، ومؤسسات الدولة كأمن الدولة والداخلية والقطاعات الحكومية كمؤسسة النقد العربي السعودي وغيرها، كما تشاهد تاريخها القديم، ودارة الملك عبدالعزيز والبريد السعودي كيف كنا وكيف أصبحنا على هذه النعم المباركة التي منّ الله بها على هذه البلاد.

وتشاهد كذلك توسعة الحرمين عبر التاريخ السعودي الناصع، كل هذا جاء من اهتمام وزارة الحرس الوطني بالتركيز على الأصالة والمعاصرة، وأضافت كذلك المنتديات الثقافية والعلمية والتاريخية على مدى عقود تطورها في المملكة.

إنها رسالة قوية تحكي تنمية البلاد وتطورها عبر ملوكها واجتهاد رجالاتها المخلصين.

والحرس الوطني عندما فكر بفتح الزيارة على مدى المناسبات الوطنية كالأعياد والإجازات الأسبوعية واليوم الوطني وأيام البيعة وكل إجازة تضيف عدد الزوار إليها لا شك أنها فكرة رائدة تستحق الإشادة والتبجيل، ولكنها تحتاج إلى تواصل مع القطاعات الحكومية والفنون الشعبية وإمارات المناطق حتى لا تمل، وأن تكون هناك فرق على مدى العام تعطى الفرصة فيها للآخرين والمبدعين عبر كل جهة حكومية ومؤسسة وطنية.

وستكون هذه النقلة ريعا يضاف إلى منظومة السياحة والترفيه الذي تدعمه الرؤية (2030)، ولتتشارك مع الجهات المعنية والمهتمة بهذا اللون من التراث مثل محافظة العلا عبر الهيئة الملكية فيها، والهيئة العامة للسياحة وبرامجها، وهيئة الترفيه ونشاطاتها، كل سيعمل على دعم الجنادرية وبقوة، خاصة جامعاتنا السعودية التي وضعت لها قدما عبر مسيرة الجنادرية في إثراء الثقافة العلمية والندوات العلمية، وهذا سيقود بالجامعات أن تحدث برامجها العلمية وإعداد ملفات علمية جديدة تتناسب وطموحات وزارة الحرس الوطني، وملاحقة برامج الهيئات المختصة، ودعم الرؤية ببرامج يقودها جيل الشباب، وبشكل يسعد كل مهتم ومختص في الترفيه والتراث.

هذا ما نتطلع إليه وفق رؤية الحرس الوطني ومبادراته الجديدة بفتح أبواب المهرجان الوطني للتراث والثقافة على مدى أيام العام.. إنها فكرة رائدة أيها الحرس الوطني، ودمتم والوطن بخير.