يقولون إن المتنبي رد متعجبا على من يريدون منه نسيان عزيز لديه بقوله:

وكيف أذكره إذ لست أنساه.

في الواقع، هذا حالنا مع التعليم السعودي والقائمين عليه، والذي نوقن أن نقدنا لهم ليس انتقاصا لجهودهم، لكن كما يرون هناك أنهار من المدح والثناء تمر بمكاتبهم، فلا يضيرهم أن يعدّوننا حجرا في اليم، ولعل قلما أو قلمين ينتقدان خيرٌ من آلاف مقالات الثناء، ولعل في نقدهم حكمة ضالة، فقد يضع الله سره في أضعف خلقه.

ومع كل هذا، أود أن أقول: إنني حزنت لرحيل أحمد العيسى عن وزارة التعليم، لكني فرحت أنه لن يخرج من الميدان.

لذا، أشكر الدولة على وضعه في المكان المناسب، وهو تقويم التعليم، وهذا يدل على أن القرار قد خرج بعناية وحكمة بالغة، فلطالما كان أحمد العيسى قادرا جدا على التقاط النقص وحسن النصح، وهذا يدل عليه جهده في كتابه وفي مقالاته التي يعتز بها الباحثون السعوديون، كأهم فكر حرّ قوي مرّ على التعليم السعودي، وأنا متفائلة جدا أنه سيكون له أبلغ الأثر في منصبه الجديد.

كما أن من لن ننساه من النقد، هو وزيرنا وشريكنا القديم في تغيير التعليم، والذي استلم هذه الحقيبة البالغة الثقل، والذي سنراقب أداءه فيها جيدا، وننتظر معه أن يحقق ما كتبه الآباء الأوائل للتعليم السعودي «التعليم الجيد حق لكل طفل سعودي»، فكيف ونحن في عصر محمد بن سلمان، عصر الرؤية التي حدُّها السماء، وهذا يجعل من المهم تذكيره، أنه يحتاج إلى مهارة كبيرة عند التعامل مع أهداف الرؤية ومبادراتها من جهة، ومحاولة تغيير وإعادة تصميم التعليم السعودي من جهة أخرى، لأن هذا الزحام على طاولة الوزارة السابقة لم ينظم جيدا كما يبدو، وأدى إلى نقص ملاحظ في أدائها، وهذا موضوع آخر وكبير، لكن ليدعنا نقول في ابتداء رحلتنا معه، إن هناك مصطلحا في تقويم الطالب يسمى «بيداغوجيا التحكم»، أي أنك لا تنقله إلى مرحلة إلا قبل نجاحه فيما قبلها، وهذا ينطبق على التعليم وتغييره، وإحداث ثورة فيه.

هذا ما لدينا حتى الآن.