لا يخلُ يوم من أيام الأسبوع إلا ونشهد احتفالية هنا أو مؤتمرا هناك، على مدى عقود مضت، خضت تجربتها بحكم أني مُقدّم لبعض هذه المناسبات في مناطق المملكة ومدنها الرئيسة.

ومن هنا، جاء اقتراح وزارة التجارة والاستثمار، بإنشاء هيئة تُعنى بقطاع يُدرّ أموالا طائلة لا تقل عن السياحة، وهذا الأمر مشهود على مدى إقامة المهرجانات والمعارض واللقاءات الشهرية أو السنوية، سواء منها ما كان برعاية ملكية، أو رعاية أمير منطقة، أو رجال أعمال.

وهذا القطاع الذي نشط فيه بعض الإعلاميين على مدى عقدين من الزمن، حقق نجاحات هنا وهناك، لذا حرص وزير التجارة والاستثمار على أن تكون هناك هيئة أُحيل ملفّها إلى التجارة لدراستها وإعدادها ومكوناتها وأهدافها.

وسأضرب مثلا يعطي أهمية إقامة هذه الهيئة لتؤدي دورها المنوط بها، فقبل أيام انطلق المهرجان الوطني للتراث والثقافة متزامنا مع شتاء طنطورة، وكلاهما حدثان مهمان للسياحة والاستثمار، وكلٌّ قدّم برامجه وفنونه بعيدا عن الآخر.

فعلى سبيل المثال، من كان مرتادا للرياض والجنادرية، بالطبع لن يحظى بزيارة العُلا وطنطورة الرمال في العلا ومدائن صالح.

هنا تبرز أهمية أن يلتقي أصحاب القرار لوضع جدولة لأكبر تظاهرة ثقافية امتدّ عمرها 40 عاما مضت، ولأكبر حدث عالمي يقام في العُلا للمرة الأولى، وفقدنا استثمارا عاليا خلال عقدهما مع بعضهما في مناسبة واحدة، وأيام متداخلة، لذا سيكون القادم من أعمال هذه الهيئة هو النظر في مواعيد عقد هذه المناسبات وغيرها.

وخذ مثالا قريبا من هذا، تزامُن جائزة الملك فيصل العالمية مع جائزة الملك خالد -رحمهما الله- ومهرجان أبها التسوقي ومعارض الكتب في جدة والرياض والدمام، واحتفالات المناطق بالمهرجانات الربيعية، وتسابق الرعاة على حضورها ودعمهما، موُاطَنَة واستثماراً ورعايةً. ستتولى هيئة المعارض والمؤتمرات تنظيمها ومعالجة التداخل فيما بينها، وأين تقام، ومتى تقام، وما الشرائح المستهدفة؟.

وأنا على يقين أن كلا من هيئة الترفيه وهيئة السياحة والتراث ستكونان طرفين مهمين أمام الفائدة المرجوة من تنظيم هذه اللقاءات والمؤتمرات، لأن التجارة ستأخذ الجانب التنظيمي، بينما الجهات الأخرى ستقّدُم رؤيتها في ضبط هذه الملتقيات والمؤتمرات والمعارض، ولنا في من حولنا تجربة سبقتنا.

فنحن نشاهد عددا من المؤتمرات العالمية -توقيتا ودعوة وتنظيما- نجحت على مدى سنوات، ومثلها مما كان يقام لدينا في المملكة مثل رالي حائل، ومعرض الكتاب الدولي، والفورملا، الذي بزغت شمسه قبل أيام، كلها مناسبات إذا تم استثمار تنظيمها وإقامتها وتوجيه شرائح المجتمع إليها، كلٌّ حسب تخصصه، ستشكل موردا من إيرادات الدولة في رؤية 2030، التي تضمنت في أهدافها تنظيم المتاحف العالمية والمعارض السنوية، والتفكير في جذب السياحة إليها، وهو ما تؤكده التوجهات الدائمة للقطاعات في الدولة، خاصة التي تُعنى بالتراث والسياحة والمهرجانات، ولربما فعاليات كثيرة تقيمها هيئة الترفيه وهيئة الرياضة على هامش بعض المؤتمرات العالمية في المملكة، خاصة أننا على مقربة من قمة العشرين 2019 في المملكة، ومهرجانات عالمية أخذت سمعة وأوضحت أن بلدنا ليس بلد النفط والجمال فقط، بل لدينا من العقول ما جعلنا نفكر في هيئة خاصة للمعارض والمؤتمرات، والكل يتطلع إلى برامجها وتنظيما المقبل، بإذن الله.