كشف أخصائيون نفسيون ورقاة لـ«الوطن»، أن وساوس العين والحسد في النساء تصل إلى 60 %، مؤكدين أن تجاهل الأمراض النفسية التي تنتج عن تعاطي المخدرات والظروف الاجتماعية والأسرية القاسية، يسبب مثل هذه الوساوس، في وقت أظهرت إحصاءات أخرى أن 90 % من المرضى زاروا رقاة شرعيين قبل توجههم إلى العيادات النفسية.






كشف الإخصائي النفسي بمستشفيات الأمل، الدكتور سليمان الزايدي لـ«الوطن»، أن تعاطي المخدرات يسبب ظهور أغلب الأمراض النفسية بشكل عام وليس كما يشاع دائما أن له علاقة بالعين والحسد، حتى أصبحت الأسر تبتعد عن الاعتراف بالمشكلة الرئيسية، خصوصا إذا كان مرضا نفسيا أو له ارتباط بتعاطي المخدرات، لافتا إلى أن هناك دراسة أجريت في الرياض وجدت أن ما بين 80-90 % من المرضى السعوديين قبل مراجعتهم للأطباء النفسيين أو للعيادات النفسية قد زاروا القراء والرقاة الشرعيين.

 


اعتقادات شائعة


أبان الزايدي أن المرضى بحاجة إلى تثقيف وتوعية فعلية بالأمراض النفسية، في ظل انتشار العيادات النفسية، ولاسيما بعد تغير نظرة المجتمع للمريض النفسي، رغم أنه لا يزال هناك اعتقاد بأن كل الأمراض النفسية مصدرها العين لا السحر أو الحسد، لافتا إلى أنها لا تمثل سوى 1 % مما يعانيه المرضى النفسيين، مشيرا إلى أن برامج العلاج النفسي السلوكي أصبحت متطورة بشكل كبير واحترافي. وأضاف: «إن العين والسحر لا يرتبطان فقط بالأمراض النفسية، بل يصلان إلى الأمراض العضوية والإعاقات أو ما شابه ذلك أكثر من النفسية ذاتها، ولكن التركيز على الأمراض النفسية فقط مخيف، ولا بد من التوعية لمواجهتها وعمل حملات واضحة بالمراكز والعيادات والتعريف بالأمراض والعدوى النفسية»، لافتا إلى أن الأدوية عامل كبير ونسبة اعتمادية المريض بها لا تتجاوز 5 %.


تأثير المخدرات


أشار الزايدي إلى أن المخدرات لها تأثير واضح على الجوانب النفسية وتسبب القلق والاكتئاب، وظهور بعض الأعراض المرضية للمرض العقلي مثل الهلاوس أو الظلالات ولها برامج علاجية معينة، مبينا أن المخدرات تتسبب في ظهور أغلب الأمراض العقلية والذهنية، خاصة إذا كان المرض ليس أصيلا، لأن متعاطي المخدرات يصل إلى مرض عقلي أصيل نتيجة الوراثة والتعاطي ما يعجل ذلك من ظهور المرض. وأردف: «مراجعة النساء لمراكز الاستشارات الأسرية أكثر من الرجال والتي يتم تشخيص المشكلة من خلالها، تدل على حرصها، بالإضافة إلى قابليتها بالاقتناع بتسبب العين أو الحسد بالأمراض النفسية» مؤكدا أنه يصعب على الرقاة معرفة إصابة المريض بأمراض نفسية أو تحديدها. ولفت إلى أن هناك قراء ورقاة يطالبون المرضى بالتخلي عن العلاج النفسي والاستمرار بالرقية الشرعية والاكتفاء بها، بسبب أن طبيعة المرض النفسي غامضة حتى أمام المختصين ذاتهم، لذلك يجب أن تكون الرقية الشرعية مساهمة في الحالات النفسية كنوع من المساعدة ومنح المريض قيمة الإيمان بالقضاء والقدر حتى تكون مساعدة لمرضى الاكتئاب ويكون هناك تكامل مع العيادات النفسية.

 


وساوس العين والحسد


أكد الراقي، الشيخ عبدالله الفقيه، وجود نسبة مرتفعة وسط النساء الذين يعانون من وساوس العين بنسبة 60 % مقابل 40 % في الرجال، مشيرا إلى أنه وصلت له حالات كثيرة تعتقد أنها مصابة بعين أو حسد أو سحر، وبعد عدة محاولات وجلسات للقراءة اتضح أن المشكلة تعود لمرض نفسي نتيجة الظروف القاسية أو المشاكل الأسرية أو الماديات، داعيا إلى ضرورة أن يعاملوا معاملة الأشخاص العاديين، حتى لا يعتقدون أن الناس تنظر لهم نظرة مختلفة أو على أنهم مرضى، بعيدا عن الأوامر والصراخ والعنف». واستذكر الفقيه بعض قصص المرضى الموسوسين بالعين ، موضحا أنه لا بأس أن يقرأ عليهم، وحال الانتهاء من ذلك يتم إخبارهم بأنهم بأتم صحة ، وأن ما حصل لهم كان مجرد وساوس فقط.

 


أمراض نفسية تنتج عن تعاطي المخدرات:


01 الهلاوس سمعية

 وبصرية


02 القلق


03 الاكتئاب


04 الظلالات


05 جنون

 العظمة


 طرق للتعامل مع الموسوسين


 معاملتهم مثل الأشخاص العاديين.

 إقناعهم بأنهم ليسوا مرضى.

 اختيار أسلوب هادئ بعيدا عن الأوامر والصراخ والعنف.

 لا بأس بالقراءة عليهم ثم إخبارهم بأنهم متعافون.