في الأساس، تعاني شركة أبل داخل السوق الصيني.

مبيعاتها في انخفاض مستمر، إثر قرار الحكومة الصينية بإقفال خدمات «آي بوكس» و«آيتيون» في الصين.

كانت ضربة قاضية لشركة أبل دفعت الملياردير كارل إيكان، المستثمر في شركة أبل إلى بيع كل أسهمه في الشركة، بسبب مخاوفه من مستقبل أبل في الصين.

في الحرب الأميركية الصينية الاقتصادية الأخيرة، دعونا نقرأ كيف تأثرت شركة أبل من هذه الحرب الاقتصادية الطاحنة.

أولا: مصنع أجهزة شركة أبل يقع داخل السوق الصيني، مما يعني أن منتجات أبل ستُطبق عليها ضرائب أميركية بـ25% عند دخولها السوق الأميركي، وارتفاع أسعار أبل أكثر مما هو عليه الآن، مع المنافسة القوية من شركات الهواتف الصينية مثل هواوي يؤثر على مبيعاتها وأرباحها، كتحدٍّ كبير لم تواجهه الشركة من قبل.

تخسر شركة أبل أيضا حصتها داخل السوق الصيني، بسبب المنافسة القوية مع شركات الهواتف الصينية مثل: لينوفو، وشركة شياومي الصينية المصنعة للهواتف الذكية، إذ تصنع هواتف لا تقل مواصفاتها عن مواصفات هواتف أبل وتبيعها بنصف السعر، فأفضل أجهزة شركة شياومي هو جهاز «مي 4» ويملك مواصفات تفوق أجهزة آيفون، ورغم ذلك فإنه يباع بسعر لا يزيد على 300 دولار أميركي، بينما أسعار آيفون تبدأ من 650 دولارا.

ولا تحتاج شركة شياومي إلى معارض لتعرض أجهزتها، مكتفية بعرض منتجاتها عبر الإنترنت الذي ينفد خلال دقائق قليلة من بداية العرض، ولذلك لا تضطر شركة شياومي إلى الإنفاق على الإعلانات والتسويق لترويج هواتفها، وهذه الميزة جعلت هذه الشركة تصعد بشكل لافت، إذ أصبحت رابع أكبر مورّد للهواتف الذكية في العالم، خلال 3 سنوات فقط، ويطلق بعضهم على شركة شياومي لقب «آبل الصين»، لقاعدتها الكبيرة من المعجبين بهواتفها، وتأثر رئيسها التنفيذي مي جون بأسلوب حياة رئيس شركة آبل الراحل ستيف جوبز، محاولا تقليده في لبسه وخطاباته وأسلوب حياته، ويلقب هو أيضا بستيف جوبز الصين.

التحديات أصبحت أكبر أمام شركة آبل أكثر من أي وقت مضى. ضرائب جديدة تفرض عليها، وشركات هواتف صينية كبرى تنافسها وتسخر منها، ولن أنسى سخرية هواوي من شركة آبل عندما استغلت وقوف العملاء أمام أحد فروع شركة آبل للحصول على آخر إصداراتها، حيث قام موظفو شركة هواوي بتوزيع «باور بانك» في عبوات كتب عليها «سوف تحتاجها»، في إشارة إلى ضعف بطاريات آبل التي لا تدوم طويلا، مقارنة مع آخر إصدارات هواتف شركة هواوي التي تكفي للاستخدام العادي ليومين، والذي أعتقد أنه أحد أسباب نجاح شركة هواوي لأن تكون مبيعاتها أعلى من مبيعات هواتف آبل في الربع الثاني من عام 2018، وذلك فقط بسبب هواتف هواوي الجديدة Mate 20.

قديما، كنا لا نعتقد أنه في يوم من الأيام سيُتفوَّق على شركة الهواتف «نوكيا» التي انتشرت منتجاتها في العالم مثل النار في الهشيم، ولكن في سنوات قليلة اختفت هذه الشركة وأعلنت إفلاسها، لأنها لم تستطع أن تقاوم تحديات التقنية والسوق والمنافسة.

ما زال عشاق شركة آبل يعتقدون أنها ستبقى الشركة الأولى على مستوى العالم، ولكن التحديات الجديدة التي تواجهها هذه الشركة العملاقة، ربما سيجعلها تتراجع كثيرا ما لم تنجح في تجاوزها بنجاح.

لا أعلم ماذا ستفعل آبل لتنجح في ذلك، ولكن سنترقب الأعوام القادمة ماذا سيحدث: هل ستبقى كما هي الشركة الأولى في عالم مبيعات الهواتف المتنقلة، أم ستتنازل مرغمة لصالح شركات كبرى؟.

التحدي كبير والسوق هو ميدان الرهان.