نواف آل معتق



تعود بداياتي مع القيادة والسيارات إلى عام 2004. تعلمت خلالها القيادة في سيارة والدي بيك أب تويوتا - 1981. في بيتنا نحرص على تعليم الطفل القيادة مبكراً، ونحاول استغلال شغفه بالقيادة لأداء مشاوير كل الأسرة، بدخولي الجامعة كانت هناك معارضة أبوية على الانتقال للدراسة في جدة. ولأن الدعم وشراء سيارة يُعدان تناقضا بحق الوالد، كان الوالد مضطرا لإعلان أنه لن يكون ملتزماً بأي دعم بأي شكل، إلا أنه لن يقف في طريقي. بدأت حياة الجامعة وانتهت 2008 - 2011 دون سيارة، كان المُعين الأول فيها «باصات الجامعة» التي كانت تقل الطلبة من السكن للحرم الجامعي ذهاباً وإياباً. وكثيرة هي المرات التي فاتني فيها آخر باص «باص الساعة 11 مساءً» بسبب وجودي في المكتبة، فأعود مشياً والمسافة طويلة نسبياً. عندما تعينت في الجامعة لم أكن أملك ما يكفي لشراء سيارة، ولأن وجودي في السعودية سيكون مؤقتا بانتظار الابتعاث، اضطررت لأن أستعير سيارة جدي «تويوتا بيك آب - 1998م»، ومن الطرائف أن الوانيت في المدينة المنورة يُعد سيارة أجرة بخلاف بقية مناطق المملكة، فكان حراس الأمن يشكون في كيفية حصولي على تصريح موقف لعضو هيئة تدريس. وفي كل مرة أدخل فيها الجامعة يطلب رجال الأمن بطاقة العمل للتحقق من انتسابي للجامعة.

في بلد الابتعاث 2014م - 2017 ومع توافر وسائل النقل العام التي تغطي معظم أرجاء المدينة، لم تكن أبداً فكرة امتلاك سيارة مشجعة وسديدة، فبدايةً من اختبار رخصة وتأمين سيارة مكلف، وغلاء البنزين ورسوم مواقف، وانتهاءً بمحاكمات قضائية عن مخالفة قواعد المرور. اخترت البقاء دون سيارة، وكان المترو وسيلة تنقلي اليومية. ولأن الابتعاث استنزاف، فمنذ عودتي استخدمت سيارة أخي ريثما يعود من خارج السعودية.

أما الآن فأنا أُعد في نظر مديرية المرور أحد مُلاك السيارات ولدي سجل. عشت مرحلتي البكالوريوس والماجستير دون سيارة، ومبسوط حالياً بسيارتي الجديدة، والخلاصة: إياك أن تستسلم واعتمد على نفسك، ولا تتحرّج يوماً من وضعك ومن ماضيك مهما كان، أو من قناعاتك أو من أفكارك ولا تُعر الناس كثير اهتمام.