مع بدء الحجاج رحلة العودة إلى بلادهم بعد أداء المناسك، يتذكر عدد من كبار السن الرحيل إلى المدينة المنورة في الماضي بعد قضاء الحج، والوسائل البدائية التي كانوا يستخدمونها، وطرق السفر قديما، وصعوبة الوصول إلى المسجد النبوي، والذي يستلزم قضاء عدة أيام مشيا على الأقدام أو ركوبا على الإبل، حتى تطورات وسائل النقل، وتحولت من الصعوبة إلى اليسر والسهولة.
وحدد باحث 4 طرق رئيسية قديمة للحج في الماضي، كانت قوافل الحجاج تتنقل عبرها بين مكة والمدينة قبيل العهد السعودي.
قوافل الحجيج
يتذكر الحاج محمد الجهني (80 عاما) طريقة الذهاب إلى المدينة المنورة بعد قضاء مناسك الحج، قائلا «بعد انقضاء رحلة الحج والتي كانت تستخدم بها وسائل النقل البدائية، كنا نتنقل عبر مجموعات تسمى قوافل الحجيج، فنذهب إلى المدينة المنورة بعد الحج مباشرة لصعوبة العودة فيما بعد لضعف الإمكانيات وبعد المسافات والمشقة التي يسببها الطريق خاصة لدى النساء وكبار السن».
وأضاف أنه قام بزيارة مدينة الرسول صلى الله علية وسلم عدة زيارات فِي عصور مختلفة، واستخدم في هذه الزيارات وسائل انتقال بدائية مثل الجمال، وبعد التطور استخدم السيارات، وفِي عصرنا الحالي عبر الطائرات.
طرق المدينة
قال الباحث التاريخي بالمدينة المنورة فؤاد المغامسي لـ«الوطن» إن «المدينة المنورة أصبحت عاصمة الإسلام الأولى منذ أن هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر في فضلها العديد من الأحاديث، فهي من المدن التي تشد إليها الرحال والصلاة فيها بألف صلاة، لذلك أصبحت وجهة الحجاج القادمين للديار المقدسة لأداء فريضة العمرة أو الحج، فالمدينة المنورة تحتضن موسمين الأول قبل الحج، ويبدأ من منتصف شوال، والثاني بعد أداء ضيوف الرحمن مناسكهم».
وأوضح أن «أربعة طرق كانت تستخدمها قوافل الحجيج بين مكة والمدينة قبيل العهد السعودي وهي: الطريق السلطاني: وهو أحسنها سيراً وأكثرها ماء، فكانت القافلة المستخدمة لهذا الطريق تخرج من باب العمرة متجهة إلى المدينة المنورة، حيث تمر على 14 محطة أولها محطة وادي فاطمة وآخرها محطة أبيار علي، والطريق الفرعي: ويبدأ من رابغ متجها إلى الشمال الشرقي ويمر بـتسع محطات، وطريق الغاير: ويبدأ من رابغ ويقطع جبال الغاير، والطريق الشرقي: ويبدأ من باب المعلى بمكة ويتجه إلى البياضة، ثم يسير شمال طريق منى، ويتجه إلى الشرق، ويمر بعدد من المحطات حتى ينتهي بالمدينة المنورة».
العناية بالطرق
أبان المغامسي أنه «بعد أن ضُمت كامل الحجاز على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1344 بدأت العناية بطرق مواصلات ضيوف الرحمن، ففي مكة المكرمة تمت العناية بالمسعى وتعبيد الطرق بين مكة ومنى وعرفة ومزدلفة، ونظم الوصول للجمرات، وفي نهاية عام 1344 سمح لعدد من القطاعات الخاصة والحكومية باستخدام الباصات كوسائل نقل رغم عدم جاهزية الطرق بشكل كاف، وفي المدينة المنورة بدأت المشاريع التطويرية للطرق قد بدأت، فتم إعادة شق الطريق المستقيم أو ما يعرف الآن باسم شارع قباء الذي يربط بين المسجد النبوي ومسجد قباء كما بدأ تعبيد الطرق النافذة للمسجد النبوي والطرق بين الموانئ ومكة المكرمة».
وأضاف أنه «في عهد المؤسس تم تعبيد الطريق الذي يربط بين ميناء جدة ومكة المكرمة، ففي السابق كان هذا الطريق يقطع خلال يومين، ولكن بعد تهيئة الطريق وتعبيده وتوفير محطات الحماية ومحطات الاستراحات التي كانت تعرف بالقهاوي في ذلك الوقت أصبح يستغرق نهارا واحد فقط، أما الآن يستغرق ساعتين تقريباً، كذلك تم تأهيل الطريق الرابط بين ميناء رابغ ومكة المكرمة للحجاج منذ عام 1343، بالإضافة إلى العناية بالطريق الرابط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، فبدأ بمشروع لتعبيده وسفلتته، وكان يمر جزء كبير منه عبر الدرب السلطاني»، مشيرا إلى أن عهد المؤسس شهد إنشاء المطارات سواءً في جدة أو المدينة المنورة، وتم تشغيل أول مطار في المدينة عام 1368 في غرب المدينة، ومن ثم إعادة بنائه شمال شرق المدينة المنورة.
توسعة المسجد النبوي
بالنسبة العناية بالمسجد النبوي، لفت المغامسي إلى أنه منذ ضم المدينة المنورة في منتصف عام 1344 حرص الملك عبدالعزيز على الاهتمام بالمسجد النبوي، وقام بعدد من الترميمات لبعض جهاته، حتى أصدر مرسوما بتوسعته، والتي وضع حجر أساسها ولي عهده في ذلك الوقت الملك سعود، والذي أشرف إشرافا مباشر على تنفيذ التوسعة في عهده.
01 الطريق السلطاني: أحسنها ويمر على 14 محطة أولها محطة وادي فاطمة وآخرها محطة أبيار علي.
02 الطريق الفرعي: يبدأ من رابغ متجها إلى الشمال الشرقي ويمر بــ 9 محطات
03 طريق الغاير: يبدأ من رابغ ويقطع جبال الغاير.
04 الطريق الشرقي: يبدأ من باب المعلى بمكة ويتجه إلى البياضة ثم يسير شمال طريق منى ويتجه إلى الشرق.