جاءت الدعوات لكثير من ذوي الخبرة والتخصص، كعادة مسك الخيرية في البحث عن الجديد وتقديم مزيد من الطروحات المتنوعة، من رجال الاختصاص ولقائهم شباب رؤية المملكة 2030، في عصف ذهني حُشِدت له شخصيات محلية وعالمية، التقت لتناقش الثقافة والمعلومة التثقيفية، وتدّرب الجيل القادم من المبتكرين السعوديين على مختلف هواياتهم ونبوغهم وإبداعهم، وهذا ما يُعرف بعنوان التشجيع على الإبداع، لكن الصياغة اليوم تنوعت فكرًا وسرعة نفوُذٍ، فجاء الملهمون من جيل الثقافة والسياسة والإعلام، لينفُذُوا إلى عامل الشباب بلقاء مفتوح هيّأته مسك في نسخةٍ جديدة لم نعهدها من قبل، باستضافة -مثلاً- رمز السياسة الأمير تركي الفيصل، إذ نقل كيف كنّا، وما نحن عليه اليوم من نعم نفخر بها مع جيل اليوم، وأبان كيف كانت المعلومة بالنسبة لجيله ذات مشقة عالية، تلاشت مع تقنيات العصر حتى أصبحت ترسل من جهازك عبر لمسة اليد إلى الفضاء، دون رقيب أو حواجز، وهذا يتطلب من جيل الشباب اليقظة، واستحضار أن هذه الأمة قامت على أسس عقيدة راسخة، شعارها لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومضى سموه يبارك للشباب الصاعد اليوم، ليؤكد لهم أن دورهم عظيم في نقل حضارة الأمة بكل المقاييس والتقنيات المتاحة لهم، والتي وفّرتها الدولة لهم.

جيل اليوم ومسك الخيرية صَنَعا توأمة في العلاقة والشراكة في عدة مجالات متنوعة، جاء عنوانها مبادرات مسك، فأينما تُذكر مسك تُذكر معها الابتكارات وتشجيع الشباب، ويُذكر الإبداع وصُنّاعه من شباب الوطن الذين سجّلوا براءات اختراع، ونفذوا برامج على مستوى العالم اليوم، وأُقيمت منتديات في الشرق والغرب.

خذ -مثالا- برامج المؤسسة في الشراكات الدولية، كالأمم المتحدة والمعارض المتنقلة التي تجوب العالم المتحضر. ومن قَبلُ رأينا مشاريع مسك جدة التاريخية، وفي مسار مبادراتها نرى اليوم برنامج مسك التدريبي KBMG المخصص لشباب الوطن.

لقد استفادت مسك من منصات التقنية الجديدة، فأصبحت ترى منصات تويتر وأخواتها، كلّ يأخذ منها بفائدة، وأصبحت المعلومة في متناول الجميع عن طريقها، ولهذا جاء هذا المنتدى الأخير برسم سياسة صناعة المحتوى لهذه المنصات، وجاؤوا بفرسان الصناعة التي تعدّ حذرة إن لم يستدرك جيلنا اليوم قيمتها والاستفادة منها.

نحن اليوم على سباق مع ما تحمله منصات الإعلام اليوم، والذي أصبح في يد الشباب أسرع منه من عقولنا في الإعلام التقليدي الذي وصفه أحد فرسان المنتدى، الأمير تركي الفيصل، بأن الإعلام اليوم هو في المنصات التويترية وغيرها، وليس في إعلام الوزارات التي طالب سموه -في مداعبة مع الوزير الصديق معالي الأستاذ تركي الشبانة، حينما قال وليعذرني وزير الإعلام، فلم تعد هناك حاجة إلى وزارات الإعلام.

ومع تقديري لرأي سموه -حفظه الله- إلا أن ضرورة وجود الوزارات في العالم له منهجية التنظيم والتشريع، ستبقى مظلة تراقبها الأجهزة المختصة في كل مكان بالعالم، حتى في عالم الحريات المزعومة.

ختاما، منصّة مسك الخيرية ومنصة العطاء الشبابي ثوبان جديدان، ونَفَسَان يتجددان كل عام، مع نسخة جديدة ندعو لها بالاستمرار في ظل رائد المدرسة الأول، سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وقائد الشباب معالي الأستاذ بدر العساكر -نجم مسك وفارسها- مع سيدي الأمير محمد.

تمنياتي بالاستمرار والنجاحات، وخطوة تلو أخرى نصل إلى المعالي بإذن الله.