يُعدّ الحوار العالمي بين المجتمعات والأفراد تواصلا حضاريا وضرورة مهمة للغاية، في ظل عولمة جعلت العالم أجمع قرية صغيرة.

هذا التواصل الحضاري بين الثقافات مهمٌ في تجلية الصورة الذهنية التي قد تُبنى عن بلد ما، لمجرد تصرف أهوج مخالف للقانون من بعض أفراده، وقد يُجيّر هذا الخطأ لمصلحة مجتمع كامل، بسبب سياسات بعض الجهات الإعلامية المعادية التي تهمها الإثارة لا الحقيقة، فالحقيقة دائما في بساطتها وعمقها صادمة.

تعزيز التواصل والتعاون، وبناء جسور مع الثقافات، وتجلية الحقيقة عن حضارة المملكة العظيمة، هي ما تقوم به مجموعة من الشباب الواعد بقيادة الدكتور فهد سلطان السلطان، في مشروع سلام للتواصل الحضاري، تحت مظلة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.

تأسس «مشروع سلام للتواصل الحضاري» بموجب قرار مجلس الوزراء رقم «12» وتاريخ 26/ 10/ 2015، تحت مظلة اللجنة الوطنية لمتابعة مبادرات خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بوصفه مشروعا وطنيا لنشر ثقافة التواصل الحضاري، ويواكب رؤية المملكة 2030، مسترشدا بمحوري: «وطن طموح، ومجتمع حيوي»، خلال رصد واقع الصورة الذهنية للمملكة، وإبراز مظاهر التعايش والتسامح، ومتابعة ما تريده المنظمات ومراكز الأبحاث في شأن المملكة.

إن ما يقوم به مشروع سلام هو عمل ضخم، فهم يقومون بـ«رصد يومي، تحليل، متابعة، قياس، دراسة، بحث»، عن كل ما يكتب عن المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، وتوفير الأرقام لأصحاب القرار والمختصين، ولديهم إصدارات قيّمة للمهتمين بهذا الشأن، وكذلك فإن لديهم قاعدة بيانات بمسمى «سلام» تضم نحو 1220 منظمة دولية، و3630 تقريبا دوليا، و780 شخصية دولية مهتمة بالشأن السعودي.

أحد أهم مبادرات مشروع سلام للتواصل الحضاري الإستراتيجية، هي مبادرة برنامج دبلوم تأهيل القيادات الشابة للحوار العالمي، وهو برنامج يمتد 3 أشهر ومرتكزاته هي: وجود إمكانات قيادية شبابية بحاجة إلى التفعيل، والتوجيه المحلي والعالمي لتفعيل دور الشباب وإشراكهم في الخطط والبرامج على كل المستويات، وحاجة الوفود الوطنية إلى توفير صف ثان مؤهل للتمثيل الوطني في المحافل الدولية.

يا لهذا البرنامج الأكثر من رائع!، إن ما يقوم به مشروع سلام للتواصل الحضاري عمل وطني مشرف على أيدي شباب لا يكلّون ولا يتعبون من خدمة الوطن.