كشف تقرير نشره معهد «واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» الأميركي، أن تركيا تسعى لحماية وكلائها المحليين في إدلب شمال سورية، لتعزيز مصالحها طويلة الأجل في سورية، رغم أن ذلك سيثير الخلافات مع كل من روسيا وإيران اللتين تسعيا للسيطرة على المدينة عبر دعم المعركة المرتقبة التي يقودها نظام الأسد والميليشيات الموالية له، ضد آخر معقل للمعارضة المسلحة في البلاد.

وأوضح التقرير الذي أعده الباحث فابريس بالونش، أن عدد المسلحين داخل محافظة إدلب، يتراوح ما بين 50 – 90 ألف عنصر، إلا أن غموضا وضعهم يثير التساؤلات حول ما إذا كانت المجموعات المسلحة الصغيرة تريد القتال أم لا، مبينا أن هذا العدد الكبير أضيف إليه قرابة 20 ألفا آخرين عقب انتهاء المعارك في حلب والغوطة ودرعا والرستن، التي استعادها النظام وحلفاؤه في العامين الماضيين.



انقسام المسلحين

أبان التقرير أن المؤكد هو انقسام المسلحين في إدلب إلى تحالفين، الأول التابع لهيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» الموالية لتنظيم القاعدة، والثاني إلى «الجبهة الوطنية للتحرير الذي أنشأته تركيا في مايو الماضي لإضعاف هيئة تحرير الشام، وحشد معارضيها، ومنعها من الاستيلاء على الجيب بأكمله، بسبب عدم نجاح هدف أنقرة الأولي في حل هيئة تحرير الشام، لافتا إلى أن الفصائل الـ 11 التابعة «لهيئة تحرير الشام» تشمل ما تبقى من مقاتلي الجيش «السوري الحر» و»أحرار الشام».

وخلص التقرير إلى أن نتائج المعركة ستكون مبهمة، باعتبار وجود مثل هذه الانقسامات بين المسلحين أنفسهم في إدلب، بدليل نشوب صراع بين هيئة تحرير الشام والمقاتلين المدعومين من تركيا، مما أدى إلى تقسيم الأراضي بشكل غير متجانس بعد وقف إطلاق النار بينهما في مايو.

من جانبها، كانت الأمم المتحدة قد أعلنت أمس، أن أعمال العنف في شمال غرب سورية دفعت أكثر من 38 ألفا و500 شخص إلى النزوح في سبتمبر بسبب «العمليات القتالية» في محافظة إدلب التي تتعرض لقصف النظام وحليفته روسيا.


المشهد في إدلب


عناصر مسلحة ما بين 50 - 90 ألفا


أضيف إليهم 20 ألف عنصر بعد إبعادهم من مناطق أخرى


خلافات متفاقمة بين جبهة النصرة وفصائل مدعومة تركيا


تفاقم حالات نزوح الأهالي خشية الحرب المرتقبة