أجمع باحثون سياسيون على سوء الوضع الاقتصادي المتدهور في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، مشيرين إلى أنها تشكل نموذجا في الاضطهاد والظلم الذي يمارسه نظام الملالي على الإيرانيين.  ونقلت الباحثة الإيرانية، هدى مرشدي، عن أحد النواب من سيستان وبلوشستان بمجلس شورى النظام، قوله «إن 75 % من سكان المحافظة يرزحون تحت الفقر، وإن 95 % منهم يعانون سوء التغذية»، لافتة إلى أن أعددا كبيرة من أهالي المحافظة يضطرون إلى النوم في المقابر والكراتين.

 






أكد الكثير من العملاء الاقتصاديين التابعين لنظام الملالي في طهران في تقاريرهم الدورية أن الاقتصاد الإيراني وصل إلى نقطة سيئة وأنه سيزداد سوءا خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى مواصلة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خداعه للشعب بزعمه انخفاض التضخم وتحقيق استقرار بالسوق.  وقال باحثون سياسيون إن تصريحات روحاني تأتي في وقت لا تخفى الظروف الاقتصادية السيئة في إيران على أحد، كما أن التوترات وحالات التراوح في سعر العملة وحالات الفساد المالي والعقوبات تفرض ضغوطا هائلة على المواطنين، حيث تبرز الأزمات واحدة تلو الأخرى بشكل يومي. وتطرق الباحثون إلى الوضع الاقتصادي المتدهور في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، مشيرين إلى أنها تشكل نموذجا في الاضطهاد والظلم، إذ يعاني أهلها من سوء التغذية والفقر وفقدان مستلزمات الحياة وشح المياه وعدم وجود فرص العمل، والعجز عن استكمال الدراسة، خاصة أن هناك ندرة شديدة في المعلمين.

 


 


مياه غير صالحة للشرب


أعلن مسؤول تنفيذي في محافظة سيستان وبلوشستان أن المياه الاحتياطية في سدود هذه محافظة سيستان وبلوشستان تكفي لخمسة أشهر فقط، ونقلت وكالة أنباء تسنيم التابعة للحكومة عن المسؤولين في المحافظة قولهم إن المحافظة تمر بـ«أسوأ» الحالات فيما يتعلق بالمياه الصالحة للشرب، وأن العائلات بعض القرى تضطر إلى استخدام المياه الملوثة أو ما يطلق عليه «هوتك»، كما أن حالات الجفاف المتتالية خلال السنوات الأخيرة، تسببت في جفاف نحو الآلاف من القنوات المائية في هذه المحافظة الصحراوية.

 


ظروف الدراسة


تفتقر مدراس محافظة سيستان وبلوشستان إلى صفوف الدراسة طبقا للمعايير والإمكانيات الأولية، في وقت لم يتبق سوى أسبوعين على بداية العام الدراسي، وتحتل بعض المدن التابعة للمحافظة المركز الأول في مجال الفقر في الدراسة، إذ إنه توجد في مدينة خاش 26 مدرسة تعمل خلال فترتين، وأقر أحد نواب هذه المدينة في مجلس شورى نظام الملالي بأن هناك ما لا يقل عن 800 كوخ بني بالخشب والطين لدراسة الأطفال في المرحلة الابتدائية في المدينة.  كما أنه في الكثير من القرى لا يوجد بناء مدرسي، بل هناك مجرد أكواخ، وأحيانا يكتفى بوجود سبورة فقط لإطلاق عنوان المدرسة على المكان فيما يزداد الوضع سوءا في الأماكن النائية، إذ إن الكثير من المدارس يديرها جندي معلم، وتعقد الصفوف من الأول حتى السادس في غرفة واحدة وذلك بأقل الإمكانيات.


 


تباين الاهتمام


قال أحد المعلمين بشأن ظروف الحرمان في هذه المدارس: «رغم أن المدارس في بعض المحافظات، خاصة طهران تتمتع بإمكانيات مميزة كبواب المدرسة وأدوات التدفئة والمياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية ووسائل السمعية البصرية وقاعة الرياضة والنوافذ في مواجهة الشمس، فإن هذه الخدمات معدومة في هذه المنطقة المحرومة»، مضيفا أن الكثير من المدارس بالمناطق الريفية بمحافظة سيستان وبلوشستان لا تفتقر إلى أدنى الإمكانيات فحسب وإنما التهالك الشديد للمدارس ما يعرضها للتدمير في أي لحظة». من جهة أخرى، لا تسمح الظروف المعيشية الكارثية للكثير من العائلات بتوفير رسوم الدراسة لأبنائها وبالنتيجة لا يمكن للكثير من أطفال هذه المحافظة الذهاب إلى المدرسة والتعلم تحت وطأة الفقر والعوز.


 


وسائل التواصل


تنخفض وسائل التواصل الاجتماعي في محافظة سيستان وبلوشستان وبسبب الفقر إلى مستوى غير مقبول، إذ إن 95 % من سكان 5 آلاف قرية بالمحافظة تنعدم علاقتهم مع العالم، نظرا لعدم قدرتهم على امتلاك وسائل التواصل، سواء الهاتف الجوال أوالإنترنت.  كما أنه في ظل الظروف الطارئة والخطيرة فلا إمكانية لسكان القرى في الحصول على إمكانيات العلاج في حال الإصابة بالأمراض، في وقت تزداد الأضرار والخسائر نتيجة قلة التواصل.


 


إهدار أموال الشعب


أرجعت الباحثة هدى مرشدي حالة الفقر المدقع التي تعيشها محافظة سيستان وبلوشستان وغيرها من المحافظات الإيرانية، إلى فساد نظام الملالي وابتزاز أموال المواطنين ونهب مليارات الدولارات من احتياطات العملة للبلد وتخصيصها وإنفاقها من أجل القمع الداخلي والحروب في سورية والنزاع في اليمن ولبنان والعراق. وقالت إن إهدار الأموال من جانب نظام الملالي جعل المواطنين يعيشون فقرا صعبا وقاصما للظهور، ما جعل الملايين منهم يخرجون إلى الشوارع وتنظيم احتجاجات واسعة، مشيرة إلى أن هذه الاحتجاجات حملت رسالة محددة، وهي ضرورة إسقاط هذا النظام لتحل محله حكومة قائمة على الحق، ولديها القدرة على مراعاة حقوق المواطنين، بتأسيس الحرية والديمقراطية والالتزام بوضع الحد للفقر والحرمان والظلم عبر أربعة عقود هي عمر النظام.


 


فقر الغذاء


وحسب الباحثة الإيرانية، هدى مرشدي، فقد أفاد أحد النواب من سيستان وبلوشستان في مجلس شورى النظام بأن نحو 95 % من أهالي هذه المنطقة لا يحصلون على الغذاء، وأن 75 % منهم يرزحون تحت الفقر المطلق كأنهم يعيشون في الصحارى، كذلك فإن أكثر من 40 % من أطفال «دون 5 سنوات» مصابون بسوء التعذية ويتعرضون لمضاعفات نظير النحول ونقص الوزن وقصر القامة، إضافة إلى تفشى فقر الدم في جميع فئات الأعمار سيما بعد تجاوز السلامة الغذائية حدود الإنذار للمعايير الدولية.


 


النوم بالمقابر والكراتين


تسبب عدم وجود أي ملاذ ومكان للإقامة والعيش في لجوء أعداد كبيرة من سكان سيستان وبلوشستان، إلى النوم في المقابر، حيث تحولت القضية إلى أمر شائع في إيران طيلة السنوات الأخيرة، وقال خطيب صلاة الجمعة بمدينة زابل في العام 2016، إن هنالك 6 آلاف إيراني ينامون في القبور. وفضلا عن النوم في القبور، يعد النوم في الكراتين ظاهرة كثيرا ما تلاحظ في هذه المحافظة، كذلك في المتنزهات وبجانب الشوارع وحول الساحات الرئيسية هناك كمية كبيرة من المواطنين المساكين من دون ملاذ يعيشون تحت الكراتين أو خيم متهرئة.


 


ندرة الخدمات


عدم توافير دراسية ملائمة لسكان المحافظة.


انعدام الخدمات بالمدارس والاعتماد على أكواخ طينية.


غياب المنشآت العلاجية.

 


عدم توافر مياه صالحة للشرب.

 


تجاوز السلامة الغذائية حدود الإنذار للمعايير الدولية.


 


أرقام من أزمة سيستان وبلوشستان:


 95 %

من أهالي المنطقة لا يحصلون على الغذاء.

 


 75 %

 منهم يرزحون تحت الفقر المطلق كأنهم يعيشون

 في الصحراء.

 


 40 %

من الأطفال

«دون 5 سنوات» مصابون بسوء التعذية.

 


 95 %

من أهالي 5 آلاف قرية لايمتكلون وسائل تواصل اجتماعي

 


6 آلاف من سكان المحافظة

ينامون في المقابر.