أعاد أحد المعاصرين لعهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في منطقة نجران ذكريات عقود مضت من تاريخ المملكة والتي شهدت صفحات مضيئة سطرها السعوديون الأوائل ليقرأها الجيل الجديد ممن ينعم برغد العيش في الوقت الحالي بسبب جهودهم.

وقال هادي بن حسين بن سعود آل منصور، والذي ولد عام 1328، والتقت به «الوطن» في منزله بحي الشرفة، إن الحياة سابقا كانت بسيطة يتخللها الفقر لقلة الموارد لدى البادية والحاضرة، وكذلك الأخطار من الغزوات المتكررة قبل قيام الدولة السعودية .

 

دحر المعتدي

ذكر آل منصور، أنه في عام 1350، قام ملك اليمن حينها بمداهمة نجران بجيش كبير العدد والعتاد، حيث كانت نجران في ذلك الوقت تمر بحالة مجاعة شديدة، إضافة إلى قلة المؤن، مما اضطر بعض مشايخ قبائل يام للتوجه للملك عبدالعزيز في الرياض لطلب العون والمساعدة لدحر المعتدي فاستجاب لهم وأرسل لهم ابنه الأمير سعود بن عبدالعزيز عن طريق خميس مشيط وعددا من الألوية جاءت من الرياض إلى نجران مباشرة حتى اجتمعوا في بئر الحصينية شرق محافظة حبونا، وكان ذلك عام 1351، مبينا أن القادة في ذلك الوقت كانوا من العجمان وآل مرّة ومن بينهم المشايخ مانع بن جمعة العجمي، وعجمي بن منيخر العجمي، وجابر المرضف آل جابر ، وصالح أبو ليلة الغفراني ، وفيصل بن شريم آل فهيدة وأحد إخوانه، وكذلك الشيخ بن قضعان العرجاني وجماعته آل قنيبر، وعند الهجوم على المعتدين كان من ضمن المتقدمين في البداية وبرفقته أحد أبناء عمومته وهو محسن بن هادي بن مهنّا، وكان عمره ما يقارب 25 عاما.

وبين آل منصور أنه في اليوم الثالث حضر لمشاركتهم الشيخ شيبان بن قوير برفقة ثمانية وعشرين رجلا من فرسان القبيلة المساعرة الدواسر، ومن ثم حضرت القوة الضاربة بقيادة سعود بن عبدالعزيز من خميس مشيط، وتم بذلك انضمام نجران تحت الحكم السعودي من ذلك الوقت.

حرب الوديعة وصواريخ الحوثي

شارك آل منصور في حرب الوديعة ومعه عدد من جماعته المتطوعين وحصل على مكافأة مالية من الأمير خالد بن أحمد السديري أمير نجران في ذلك الوقت، وقام بتقسيمها على مرافقيه.

كما كان لآل منصور موقف إيجابي أثناء إطلاق الصواريخ الباليستية على المدنيين في منطقة نجران من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث دعا المواطنين إلى الثبات وعدم الخروج من المنطقة لو كلفهم الأمر فقد أرواحهم، وذلك لثقته الكبيرة في ما يسطره أبطال الحد الجنوبي وقدرتهم على القضاء على كل من تسول له نفسه المساس بشبر من بلادنا الطاهرة، مما كان له الأثر الكبير في نفوس الأهالي وبقائهم في منازلهم، علما بأن حالته الصحية وكبر سنه كانا يتطلبان الذهاب للمستشفيات الكبرى في العاصمة، ولكن رفض ذلك لكون بقائه دعما لبقاء الآخرين.

كانت «الوطن» التقت بآل منصور وأبنائه، حيث تزوج للمرّة الأولى من ابنة الفارس محمد بن طرّاح وأنجبت له بنتين، وبعدها بفترة تزوج ابنة الفارس يحيى بن سعيد وأنجبت له أربعة من الأبناء وأربعا من البنات.