رفضت الأحزاب الكردية الإيرانية الاتهامات التي أطلقها النظام الإيراني بتنفيد هجوم الأحواز، مؤكدة أن النظام الإيراني يعمل بشتى السبل على عسكرة المعارضة الإيرانية، على غرار ما جرى في سورية، ما يسهل ضربها، واحتوائها وتهرب النظام الإيراني من الاستحقاقات الداخلية بحجة محاربة الإرهاب، فيعيد تجديد نفسه، وطرح نظامه كحل لإيران كما فعل نظام بشار الأسد برعاية إيرانية.

جاء ذلك في اجتماع للأحزاب الكردية بإحدى الدول الأوروبية، أمس الأول، للرد على اتهامات لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الإيراني بأن مجموعات مسلحة جاءت من كردستان العراق نفذت هجوم الأحواز.



 قصف مقار الأحزاب

وقال مستشار الأحزاب الكردية، الإعلامي مسعود محمد، لـ«الوطن»، إن النظام الإيراني قصف مقار الأكراد في العراق الشهر الماضي، وأعدم مناضليهم في السجون، وهو الآن يريد تأديب الأحواز التي تشكل حالة إزعاج للنظام.

وأضاف أن الهجوم جاء لتغطية السلوك المشين للنظام الإيراني الذي صدر إرهابه لسورية والعراق ولبنان واليمن ودول الخليج عبر التدخل بشؤونها الداخلية، لافتا إلى إمكانية تورط النظام في هذا الهجوم، سيما وأن منفذي العملية أتوا من خلف المنصة، المحمية بشكل جيد بسبب وجود مسؤولين كبار عليها، وكان بين المهاجمين وبين المسؤولين بمن فيهم ممثل المرشد، ثمانية أمتار، ولم يصب أي مسؤول بطلقة، رغم استمرار إطلاق النار لمدة عشر دقائق.

وذكر أن سيناريو الهجوم يدفع إلى استنتاج آخر، وهو أن منفذي العملية من الشباب المتحمس، قليلي الخبر بالعمل العسكري، وأنهم قاموا بالعملية تعبيرا عن حالة الاحتقان التي وصل الوضع إليه في إيران عامة، في ظل القمع والحصار الاقتصادي، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن العمل العسكري لن يساهم إلا بإعطاء مزيد من المبررات للنظام الإيراني، لخنق المعارضة الإيرانية التي تطالب بإسقاطه.

عدم الجاهزية

 قال مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية في لندن، علي نوري زادة، في تصريحات إعلامية، إن اتهام المرشد الإيراني لدول مدعومة من الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم الأحواز جاء في إطار اعتياد النظام الإيراني على توجيه الاتهامات شرقاً وغرباً لتبرير عجزه في مجالات مختلفة، مثل تحميل الولايات المتحدة مسؤولية غلاء أسعار السلع الأساسية وانخفاض قيمة العملة المحلية.

 وأوضح زادة أن هجوم الأحواز كشف عن عدم الانضباط والجهوزية داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية، إذ انبطح رجال الأمن وعناصر الحرس الحرس الثوري أرضاً، خوفا وذلك بدلا من المواجهة، مشدداً على أنه يجب على نظام الملالي إمعان النظر والتدقيق في أجهزته الأمنية وإجراء مراجعات بدلا من إرسال التهديدات إلى الدول الأخرى.