تزامنا مع إعلان الجيش الروسي تسليم قوات النظام السوري منظومة صواريخ الدفاع الجوي إس-300 الحديثة خلال أسبوعين، وأنه سيتم التشويش على اتصالات أي طائرة تحاول ضرب سورية من فوق المتوسط، سارعت الولايات المتحدة بإدانة هذه الخطوة، وقالت على لسان مستشار الأمن القومي، جون بولتون، إن خطط روسيا تزويد سورية بنظام إس-300 الصاروخي، سيمثل «تصعيدا خطيرا» من جانب موسكو في دعمها للنظام السوري. فيما جددت دوائر سياسية أميركية مطالبها لروسيا بإنهاء الوجود العسكري الإيراني في الأراضي السورية، محذرة من تزايد عمق الخلافات بين واشنطن وموسكو بسبب بقاء ميليشيات إيران في مناطق تهدد أمن إسرائيل.

وكانت روسيا قد أعلنت عن تزويد النظام السوري بمنظومة إس 300 بعد رفضها رواية إسرائيل بشأن إسقاط الطائرة الروسية في سورية، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس الأول: «إسقاط طائرتنا أدى إلى مقتل 15 من جنودنا. وبحسب معلومات خبرائنا العسكريين، فإن السبب هو تصرف متعمد من الطيارين الإسرائيليين، وهذا الأمر لا يمكنه إلا أن يضر بعلاقاتنا مع إسرائيل.

غموض العلاقة

ورأى مراقبون أنه رغم هذه الأجواء المتوترة، إلا أنه هناك غموضا يلف العلاقة بين البلدين حول الملف السوري، يمنع وقوع تصادم بينهما، حيث حدثت تصادمات كبيرة بينهما كان آخرها الرفض الأميركي للقصف الروسي لمنطقة أدلب، والذي تلاه تنسيقا خفيا بينهما في إنشاء القواعد العسكرية للبلدين داخل سورية.

وقال المحلل السياسي يوسف دياب في تصريحات لـ«الوطن»، إن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكد أن الدور الروسي أساسي في سورية، مع أهمية الإشارة إلى أن الروس ما تجرأوا على دخول سورية من دون موافقة ورضا الولايات المتحدة، ما يعني وجود تنسيق بين الإدارتين الأمريكية والروسية في الملف السوري».

وحسب دياب، هناك قبول أميركي كبير للدور الروسي في سورية، يمكن وصفه بأنه «تفويض أميركي للروس بحل الأزمة السورية»، مشيرا إلى أن«الولايات المتحدة» لا تريد تحمل خسائر بشرية في حروب الشرق الأوسط من جديد، ومن ثم فوضت روسيا للتخلص من المعارضة المعتدلة في مقابل الإقرار بدور أساسي لحلفائها الأكراد في سورية.



دور إيران التخريبي

وأوضح دياب أن النقطة الأساسية التي يتفق عليها الروس والأميركان في سورية هي «الحفاظ على أمن إسرائيل»، في حين أنهما يختلفان على الدور الإيراني، فالإدارة الأميركية ترفض النفوذ الإيراني في سورية، بينما يحتاج إليه الروس، حيث يحارب الإيرانيون على الأرض بينما الروسي يقصف من الجو.

وذكر دياب أنه في حال احتدام الخلاف بين موسكو وواشنطن على النفوذ الإيراني في سورية، سيبقى القرار الراجح للإدارة الأميركية، ما يعني «تقليص الدور الإيراني في سورية كما حدث في العراق، لا بل ستتفقان على أن الدور الإيراني تخريبي في المنطقة».