الباحة: محمد آل ناجم


  تبرع أمير منطقة الباحة الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز بمليون ريال لصالح مركز جمعية الأطفال المعاقين بالباحة أمس خلال احتفال تدشين مشروع المركز بموقع الأرض المخصصة للجمعية بالباحة.

وأكد الأمير محمد، بحضور وكيل إمارة المنطقة الأمير الدكتور فيصل بن محمد، ورئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وعدد من مديري الإدارات الحكومية والعسكرية وأعيان ومشايخ وأهالي المنطقة، أن المركز سيعمل على تحقيق البيئة السليمة للأطفال المعاقين وتوفير الحياة السعيدة والكريمة، داعيا رجال الأعمال للسعي نحو الإسهام في مثل هذه المشاريع الإنسانية. وأشاد الأمير محمد بمبادرة رجل الأعمال الشيخ علي بن إبراهيم المجدوعي الذي تكفل ببناء المشروع بتكلفة بلغت 12 مليون ريال، قائلا "لقد ضرب الشيخ المجدوعي أبلغ صور الوفاء والعطاء بتحمله تكاليف بناء هذا المركز الخيري، والذي يجسد إحدى صور التكافل والتراحم التي تميز أبناء المملكة"، مؤكدا أن جمعية الأطفال المعاقين لها دور إيجابي كبير في خدمة الأطفال المعاقين.وقال الأمير محمد "لقد كفلت الدولة حقوق أبناء هذا الوطن، سواء الأصحاء منهم أو مَن تعرض للإعاقة، ووفرت لهم المراكز الطبية المتقدمة، وما هذه الجمعية إلا أحد هذه المراكز التي تهتم بعلاج الأطفال المعاقين ورعايتهم وتوفير كل ما يحتاجون إليه".

ودشن الأمير محمد المشروع، واطلع على مجسم له، وشرح مفصل، حيث يقام المركز على أرض مساحتها 10 آلاف متر مربع في مدينة الباحة، فيما تبلغ مسطحات المباني نحو 3300 متر مربع، وتستغل بقية الأرض كمسطحات خضراء وحدائق ومواقف للسيارات، كما سيراعى التوسع المستقبلي للمركز.

من جانبه أشاد الأمير سلطان بن سلمان بتبرع الشيخ المجدوعي، وقال إن "المواطن الصالح هو الذي يقدم للبلد"، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار ما تحظى به المؤسسات الخيرية في المملكة من دعم ومساندة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. ودعا الأمير سلطان لدعم توجه الجمعية نحو إنشاء وقف خيري مساند، لما سيقدمه مركز رعاية الأطفال المعاقين في الباحة من خدمات متخصصة مجانية للمئات من أطفال المنطقة وما حولها، بالإضافة لبرامج الخدمات التعليمية والعلاجية والتأهيلية والاجتماعية المجانية، إلى جانب مساندة جهود التوعية بقضية الإعاقة وأسبابها وكيفية التعامل معها.

وأشار الأمير سلطان إلى أن الأعمال الإنشائية ستبدأ فورا في المشروع، حيث تم تخصيص الأرض اللازمة ومساحتها 10 آلاف متر مربع بموافقة كريمة من وزارة الشئون البلدية والقروية.

أما رجل الأعمال الشيخ علي بن إبراهيم المجدوعي، والذي تبرع بكامل تكاليف إنشاء المركز، فقال بمناسبة الاحتفال بوضع حجر أساس مركز الباحة "إن مبادرة التبرع لدعم جمعية الأطفال المعاقين في توجهها لإنشاء المركز تعود إلى أن الجمعية تعد أبرز مؤسسة خيرية وطنية في هذا المجال، وأنها تحظى بالثقة والمصداقية لدى الجميع". وأبدى المجدوعي سعادته وأبنائه بالمساهمة في إنشاء عمل خيري يخدم أهالي المنطقة، ودعم جهود المؤسسات والجمعيات الخيرية في رعاية الأطفال المعاقين، مضيفا "لمسنا عن قرب مدى حاجة أبنائنا في المنطقة إلى خدمات العلاج والتعليم والتأهيل". ودعا المجدوعي المؤسسات الخيرية والجمعيات إلى ابتكار وسائل جديدة لتنمية مواردها، قائلا "في ظل تزايد احتياجات المؤسسات والتوسع في خدماتها لا بد من استثمار مواردها أو نسبة محددة في مجالات استثمارية تضمن لها عوائد ثابتة لتمويل خدماتها باستمرار، إلا أن ذلك يحتاج إلى خبراء متخصصين، وبصفة عامة فإن المجال الاستثماري يحتاج إلى دراسات وخبراء؛ حتى يمكن الاستفادة منه من دون خسائر". وألقى الدكتور هجاد الغامدي كلمة الأهالي مقدما شكره وتقديره لكل من ساهم في إنشاء المشروع.

وفي نهاية الحفل كرم الأمير محمد بن سعود عددا من الجهات والأفراد الذين ساندوا فكرة المشروع، وقدموا الدعم له، ومنهم إمارة المنطقة والأمانة وإدارة التربية والتعليم والغرفة التجارية ومكتب الزيد للاستشارات الهندسية، والمتبرع الشيخ المجدوعي. ثم تسلم الأمير محمد والأمير فيصل بن محمد دروعا تذكارية بهذه المناسبة.

من جانبه، عبر الأمين العام لجمعية الأطفال المعاقين عوض بن عبد الله الغامدي عن سعادته واعتزازه المضاعف بأن تستقبل منطقة الباحة المركز العاشر لجمعية الأطفال المعاقين حول المملكة، مشيرا إلي أن هذا المشروع كان حلما شخصيا له بحكم الانتماء إلى المنطقة، ولقناعته بمدى حاجة أهالي المنطقة لخدمات الجمعية في ظل الأرقام التي تؤكدها الدراسات عن حجم الإعاقة فيها. وأشاد الغامدي بتعاون الأجهزة الحكومية والهيئات والمؤسسات في الباحة مع المشروع وقال "الكل منهم تسابق لتقديم العون حتى يرى المركز النور".

يذكر أن مركز رعاية الأطفال المعاقين بمنطقة الباحة يعد المركز العاشر في السعودية، ضمن منظومة خدمات جمعية الأطفال المعاقين في إطار سعيها الدؤوب لإيصال خدماتها إلى كافة المناطق. ويتكون مشروع المركز من خمسة أقسام رئيسية روعي في تصميمها أن تلبي احتياجات برامج رعاية الأطفال المعاقين.



أقسام المركز

أولا: القسم التعليمي:

ويعتبر نواة المركز وأحد أهم العناصر المكونة للمشروع، حيث يسهم القسم التعليمي في تنمية قدرات الأطفال المعاقين، ويضم 6 فصول تعليمية وقاعة متعددة الأنشطة و معملا للحاسب الآلي مجهزا بأحدث التقنيات وقاعة للمصادر إضافة إلى مكاتب المدرسات والمشرفات.

ثانيا : القسم الطبي: ويتولى هذا القسم توفير الرعاية الطبية والتأهيلية والعلاجية لأطفال المركز، ويتكون من مجموعة من العيادات تشمل العيادة الاستشارية وعيادة للعلاج الطبيعي وأخرى للتأهيل الوظيفي وعيادة علاج الأسنان ومسبحا مجهزا بأحدث التقنيات الطبية لتنمية مهارات الأطفال المعاقين، إلى جانب وحدة الخدمة الاجتماعية.

ثالثا :سكن الأطفال: ويوفر المركز إقامة مؤقتة تتراوح مابين 6-8 أسابيع لبعض الحالات التي تتطلب برامج رعاية مكثفة ، ويضم المركز سكنا يشمل عددا من غرف النوم مخصصه للأطفال، إضافة إلى خدمات المساندة وصالة ترفيه وغرفة أنشطة ومطعم لتجهيز الوجبات.

رابعاً : سكن الموظفات: ويشمل السكن 6 أجنحة تتسع لاثنتي عشرة موظفة إلى جانب الخدمات المساندة وصالة إعداد الطعام وصالة ترفيه مشتركة وتحيط الأقسام الأربعة بالبهو الرئيسي للمشروع والذي روعي في تصميمه أن يكون رمزا معماريا يمكن استثمار مكوناته لاستيعاب كافة الأنشطة الثقافية والخيرية والتدريبية التي ستقام في المركز.

خامسا : القسم الإداري : يحتل الدور العلوي حيث يشرف على جميع نشاطات المركز ويتكون الجهاز الإداري من مكتب لمدير المركز وقاعة اجتماعات ومكاتب الشؤون الإدارية والمالية والسكرتارية والخدمات المساندة.