القاهرة: هاني زايد
لم يحظ جهاز الـ"بلاك بيري" بالشهرة التي حظي بها أثناء الحملة الانتخابية لرئيس الأمريكي باراك أوباما، فعلى مدى نحو عامين كان ذلك الجهاز الذي لا يزيد حجمه عن حجم كف اليد وسيلة أوباما للتواصل مع ملايين الناخبين الأمريكيين سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها. وكان هذا الجهاز الصغير يلازم أوباما كظله ويظهر في أغلب الأيام وهو مشدود إلى وسطه. وبينما كانت الحلقة تضيق أكثر وأكثر حول أوباما أثناء حملته الانتخابية، كان الـ"بلاك بيري" صديقاً مخلصاً ووسيلة آمنة وصادقة للتواصل مع العالم الخارجي. حتى إن الرئيس أوباما بدا وكأنه مدين بجزء من نجاحه لهذا الجهاز الصغير والذي أثبت أنه" هو أيضا يستطيع أن يحقق الكثير". بداية ظهور الجهاز كانت في عام 1999، وقتها كان جهاز الـ"بلاك بيري" قاصراً على الشركات الكبرى ورجال الأعمال، وكانت شركة" آر آي إم" هي الشركة الوحيدة التي تصنعه. ظهر البلاك بيري للمرة الأولى سنة 1999، وكان عبارة عن جهاز مناداة يستقبل ويرسل في الوقت نفسه، وفي عام 2002 ظهر البلاك بيري بشكل جديد وأطلق عليه اسم الهاتف الذكي أو البلاك بيري، وقدم خدمات أحدثت صيحة كبيرة في عالم الاتصالات، حيث يتيح لمستخدمه تلقي رسائل بريده الإلكتروني تلقائيا وبصورة مباشرة إضافة إلى إرسال الفاكس وتصفح الإنترنت وإمكانية الاتصال الصوتي. وكانت الشركة التي قامت بتطوير هذا الجهاز هي شركة كندية تسمى" ريسيرش إن موشان" والتي تعمل في مجال تطوير تقنية الاتصالات اللاسلكية المختصة بالهاتف الجوال، وأسسها الكندي مايك لازاريدس في عام 1984، وهو لا يزال طالباً في جامعة ووترلو في أونتاريو. ولكي توسع دائرة انتشارها منحت الشركة تراخيص إنتاج برمجيات "بلاك بيري" إلى شركات صناعة أجهزة الجوال الكبرى مثل (نوكيا وموتورولا وسامسونج).
ويبلغ عدد مستخدمي الـ"بلاك بيري" في العالم حوالي 21 مليون مستخدم. وقد شكلت تقنية الـ"بلاك بيري" نقلة نوعية في وسائل الاتصالات الحديثة بجمعها بين تقنية الإنترنت والهاتف والبريد في جهاز واحد لتشكل بذلك مكتب المستقبل المتحرك حيث يمكنك متابعة سير العمل من أي مكان خاصة أنه مصمم بتقنيات اتصال لاسلكية تسمح بالعمل تماما كالكمبيوتر من أي مكان وضمن نطاق تغطية شبكات الهاتف المحمول المحلية والعالمية وأيضا ضمن نطاق تغطية شبكات "GS".
ميزات بلا حدود
ويتميز "بلاك بيري" بالأمان التام في الاستخدام وحماية الملفات الخاصة حيث يقوم السيرفر بتشفير رسائل البريد الإلكترونى لضمان الأمان والسرية، كما ينفرد أيضا بإمكانية ضغط الملفات من أجل سهولة الإرسال والاستقبال. ويمكن لمشتركين أيضا عمل نسخ إضافية لجميع الملفات المهمة بنقلها من الكمبيوتر الشخصي إلى "بلاك بيري"، وبذلك يكون لدى المشترك نسخة إضافية لملفاته يمكنه الرجوع إليها في أي وقت، كما يوفر "بلاك بيري" حماية كاملة من الفيروسات الإلكترونية، حيث يمنع وصول الفيروسات تماما إلى الجهاز. كما أنه لا يوجد جهاز كفي يتعامل مع البريد الإلكتروني كما يتعامل البلاك بيري. لأن بنيته التحتية مصممة خصيصا لذلك، فهو دوما يعمل، ولا تحتاج لإطفائه، ولا تحتاج إلى الاتصال بالشبكة اللاسلكية أو الهاتفية كي تقوم بوظيفة على الشبكة، فهو يتصل بشكل ذاتي ويبقى متصلاً، وبالتالي فإن المستخدم لا يحتاج لإعادة الاتصال إذا ذهب إلى وضع الاستعداد، أو إذا أغلقه. حيث إن المستخدم يكون دائما متصلاً بالشبكة وليس ذلك فقط، بل إن المستخدم لا يحتاج أيضا إلى مزامنة بريده الإلكتروني بالضغط على زر لجلبه، بل بمجرد أن ترسل له الرسالة فإنها تظهر في صندوق بريده.
"بلاك بيرى مسنجر"
أما خدمة "بلاك بيرى مسنجر"، والتي ينفرد بها جهاز "بلاك بيري" فهي تفيد مشتركي الشركات في التواصل فيما بينهم وإرسال الرسائل لمتابعة العمل، وذلك عند حدوث أي أعطال طارئة بخدمة البريد الإليكترونى للشركات. كما يوفر "بلاك بيري" إمكانية التحكم التي تتيح للشركة أو المؤسسة إمكانية متابعة العمل والتحكم فيه بكل سهولة ويسر، فمثلا يستطيع القسم الفني لأي شركة التحكم والسيطرة على البرامج التي يستعملها الموظفون مع إمكانية التحكم في خدمة" الواي فاي" بحيث يمكن إغلاقها في أي مكان خارج الشركة أو المؤسسة. كما يتميز الجهاز بخاصية الحماية الأمنية والتي جعلت الجهات الحساسة والتي تتطلب حماية عالية لبياناتها تلجأ لاستخدامه. إضافة إلى معيار أجهزة الطباعة الكيفية حيث يتميز البلاك بيري بميزة سهولة الطـباعة التي لا نظير لها في أجهزة الهـاتف الجوال.
"بلاك بيري انتربراز سيرفيس إكبريس"
من جانبه يقول مجدي جبرة - نائب رئيس الشركة لقطاع الأعمال بشركة موبينيل- في تصريحات لـ" الوطن" إن" من بين أهم خدمات البلاك بيري خدمة "بلاك بيرى انتربراز سيرفيس إكبريس" التي تتيح لمشتركي الشركات الجمع بين البريد الإليكتروني الخاص الذي يستخدمه أي مشترك مثل "ياهو" و"جوجل" و"جي ميل" وبين بريد الشركة الإلكتروني على نفس الجهاز وذلك من خلال السيرفر الجديد الذي يجمع بين الاثنين. وعند الاشتراك في هذه الخدمة، يحصل مشتركو الشركات على رخصة مجانية لتشغيل خدمات "بلاك بيرى" على السيرفر الذي يكون على اتصال دائم بأجهزة البلاك بيرى مستوعبا ما يصل إلى 75 مشترك بلاك بيري، كما يحصل المشتركون على خدمة تصفح وتحميل البرامج على شبكة الإنترنت بلا حدود. ويضيف جبرة "أن بلاك بيري تمثل تقديماً لأفضل الحلول الإدارية والمميزات العملية لقطاع الشركات، وخاصة الشركات المتوسطة والصغيرة بكل ما تشتمل عليه من تزامن بين الكمبيوتر والتليفون المحمول على مستوى البريد الإليكتروني إرسالا واستقبالا، وقائمة الأسماء، وأجندة المواعيد، فضلا عن مرونة وسهولة فتح مرفقات البريد الإليكتروني أثناء تحرك المشترك من مكان إلى مكان".