في عالم التكنولوجيا والسوشيال ميديا، انتشر ما يسمى التنمر الإلكتروني.

فيما مضى، كانت الصحافة ورموز الإعلام من يقومون بالنقد، وكانت هناك خطوط حمراء ورقابة لما يُكتب أو يُقال، ولكن في عصرنا الحالي يكاد لا يوجد فرد لا يمتلك جهاز تواصل، حتى الأطفال منهم، ونتيجة ذلك انتشر ما يسمى بالتنمر الإلكتروني، عقليات وثقافات متباينة أصبحت تملك القدرة على فرض رأيها.

للأسف، يوجد كثير منهم لا يلقي بالا لما يقول، ولا يأخذ في الحسبان أن كلمة واحدة قد تدمر حياة، بينما أخرى قد تبنيها. لماذا أصبحنا ننسى أننا خُلقنا مختلفين؟! ولولا اختلافنا لما وجد حساب ويوم فصل.

لماذا نريد أن يصبح العالم نسخة واحدة؟! والشخص الذي لا يتبنى أفكارنا وثقافتنا يتلقى أنواع الشتم والكلمات الجارحة.

كمثال، مشاهير السوشيال ميديا، ولنركز على كلمة مشاهير، لأنه لا يوجد شخص يصل إلى الشهرة إلا بدعم الناس له، ولكن الغريب أن هؤلاء أنفسهم الذين قاموا بالدعم هم من يقومون بالتنمر.

ونتيجة ذلك، هناك من أصابه الاكتئاب ولا يستطيع العيش بلا مهدئات! بينما وصل بنا الحال إلى التنمر أحيانا على الأطفال أحباب الله، تلك القلوب البيضاء التي يسهل جرحها وإمراضها بالكلام السلبي، أحيانا يصل التنمر إلى شخص ليس معروفا، ولكن بسبب موقف أصبح معروفا للجميع، وبين ليلة وضحاها يصبح حديث برامج التواصل الاجتماعي، بلا علم منه، والجميع يتكلم ويحكم دون معرفة الحقيقة كاملة!.

ماذا لو تسامحنا مع البشرية؟! ماذا لو ألغينا متابعة الأشخاص الذين لا يروقون لنا بدلا من شتمهم؟! ماذا لو أصبح نقدنا بنّاءً يفيد الآخرين بدلا من أن يؤذيهم؟! ماذا لو أخذنا في الحسبان رقابة الله لنا؟! وقبل أن ننطق، نجرب قوة الكلمات علينا هل ستؤذينا؟! ماذا لو تحلينا بأخلاق سيد البشرية؟!، ورسمنا صورة حسنة كأتباعٍ لدينه العظيم... ماذا لو؟!