أكد مصدر مقرب من الحوثيين في تصريحات إلى «الوطن»، أن عددا كبيرا من القيادات الحوثية الميدانية انسحب من الجبهات، بسبب العجز عن صرف المرتبات منذ منتصف العام الماضي، مشيرا إلى أن تلك القيادات عبرت عن غضبها من عدم صرف الحوثيين مرتباتهم، في وقت يصرفونها بشكل دوري للمقربين منهم.


 أسباب الانسحاب


استخدام أسلوب الخداع في التعامل معهم


عدم الإيفاء بوعود صرف المرتبات

 


توزيع ثروات الشعب بين القيادات العليا

 




 


كشف مصدر مقرب من الحوثيين، عن وجود صراعات وخلافات متنامية بين القياديين الميدانيين في الجبهات، وذلك بسبب عدم صرف المرتبات لعدة أشهر، مشيرا إلى أن الخلافات امتدت إلى القيادات الحوثية العليا وعمقت الإنشقاقات بينهم.

وقال المصدر في تصريحات إلى «الوطن»، إن عددا من القيادات الميدانية هربوا من مواقعهم في الجبهات معترضين على عدم صرف المرتبات، والوعود الكاذبة لهم بذلك، مبينا أن تلك القيادات تعتبر من قيادات الصف الثالث، والذين لم تصرف لهم أي مرتبات منذ منتصف العام 2017، فيما صرف لهم نصف مرتب بعد ذلك لتتوقف المرتبات بشكل مفاجئ، فيما توقف صرفها لباقي المقاتلين في الجبهات والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأضاف المصدر أن الحوثيين مارسوا الخداع مع الموظفين في الفترة الماضية بعدم صرف المرتبات رغم وعود سابقة بالصرف، في وقت صرفوا فيه أموالا ومكافآت سرا للقيادات العسكرية الميدانية من الصف الأول والثاني والثالث، إلا أنه بعد توقفها عن الصف الثالث، ثارت موجة غضب بين المقاتلين والقياديين الميدانيين وعادوا إلى صنعاء غاضبين، حيث التقى بهم رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وعقد لقاء معهم خلال الأيام الماضية.

وذكر المصدر أن الحوثي وعد تلك القيادات بصرف المرتبات مشترطا أن يعودوا لمواقعهم، غير أن الجميع انتفض في وجهه وقالوا له «أنت كاذب مثل مهدي المشاط، ولن نستمر معكم، ولن نعود حتى تصرف كافة مرتباتنا، نحن نعاني الجوع ونعيش في العراء وأنتم تنعمون بالأموال وتخادعوننا»، ووفقا للمصدر، فإن الحوثي حاول استيعاب غضبهم ووعد بسرعة اتخاذ إجراء عاجل لمعالجة الموقف، وهو الأمر الذي لم يتخذ إجراء حياله حتى الآن.


الاحتياج للمال

وبين المصدر أن هذا المقترح تسرب إلى باقي الحوثيين في الجبهات والقيادات وأثار موجة غضب كبيرة تجاه القيادات الحوثية التي وصفت بأنها تعمل بالمفاضلة وتسليم المقربين المرتبات والأموال وتجاهل البقية، مشيرا إلى أن الكثير من القيادات والمقاتلين في الجبهات يرفضون البقاء مع الحوثيين ويطالبون بتفسير سبب عدم صرف مرتباتهم، لافتين إلى أن وزير الرياضة والشباب حسن زيد يصرف مرتبات أقاربه بالوزارة بشكل شهري والذين يزيد عددهم على 50 شخصا، وكذلك وزير التربية يحيى الحوثي يصرف مرتبات أقاربه بالوزارة الذين يتجاوز عددهم 117 شخصا إضافة إلى صرف منح مالية أخرى.

 وقال المصدر إن عددا من القيادات الحوثية الرافضة للمواصلة مع الحوثيين، أعلنوا أنهم انضموا للقتال في صفوف الميليشيات لاحتياجهم للمال، وأنهم غير مقتنعين بأي أفكار أو توجهات حوثية، وأنهم بعد أن اتضحت الحقائق بعد صرف المرتبات سوف يتحولون إلى رماح في أعناقهم.

وحسب المصدر فقد أكدت القيادات على نهب الحوثيين لأموال الناس وثروات الشعب وقاموا بتوزيعها فيما بينهم، ومن ثم فلن يتم صمودهم كثيرا لأن الجميع غاضب عليهم وكشف حقيقتهم، سيما بعد توقف المكافآت والرواتب التي كانت تمنح سرا لهم منذ فترة، فضلا عن توقف الصرف لقيادات الصف الثاني حيث لم يتم صرف أي مرتبات أو مكافآت لهم منذ أشهر، كما أن محاولات الحوثيين الترضية والعطاء في الخفاء مرحلة وانتهت.


كاذب ودجال

أوضح المصدر أن عددا من القيادات الميدانية وجهوا حزمة من الاتهامات لرئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، ووصفوه بالكاذب الدجال والحرامي وأن كل وعوده مجرد أوهام وأكاذيب لم يتحقق شيء منها، حيث وعدهم بصرف المرتبات قبل شهر رمضان الماضي إلا أنه لم يحقق وعده، كما وعدهم بالصرف قبل عيد الفطر وواصل الكذب عليهم،

ونقل المصدر عن القيادات الميدانية قولهم «إن مهدي المشاط التقى بنائب رئيس الوزراء ووزير المالية الدكتور حسين مقبولي في ثاني أيام شهر ذي الحجة الماضي وأعلن حينها صرف المرتبات قبل عيد الأضحى، إلا أنه حتى الآن لم يصرف ريالا واحدا».

 وأضاف المصدر أن لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور بوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أول من أمس، عرض خلاله العاطفي على بن حبتور النقص الشديد في صفوف المقاتلين والانسحابات المتتالية من جبهات القتال.

وأشار المصدر إلى أن قيادات عليا حوثية بعد تصاعد الخلافات وخشية من الانهيار ناقشت مقترحا حول وضع صندوق لجمع أموال تبرعات من بعض القيادات العليا التي سرقت الأموال من البنك المركزي ونهبت أموال التجار والمؤسسات والوزارات، وأولئك المتاجرين في السوق السوداء، من أجل جمع مبالغ وتوزيعها على بعض القيادات الحوثية المنسحبة من الجبهات، كأسلوب ترضية وتهدئة، على أن يتم منح هذه الأموال للقيادات الميدانية المهمة فقط، وتجاهل البقية.


 أسباب الغضب

 


01 الوعود الكاذبة بصرف المرتبات تم منعها


02 استخدام أسلوب الخداع في التعامل معهم


03 نهب ثروات الشعب وتوزيعها بين القيادات العليا


04 معاناة اليمنيين من الفقر والعيش في العراء


05 عدم القناعة بفكر وتوجهات الحوثيين