هناك من يتعامل مع تدوير الكفاءات بحسن نية وهناك من يقوم به لتحقيق غايات معينة..هناك من يؤمن بالتدوير يقينا منه بأن الكفاءات يجب أن تأخذ فرصتها.. فإن كان الموظف كفؤا استفادت منه أقسام أخرى أو مناطق أخرى.. وإن كان العكس تم إبعاده.. وهناك من يقوم بالتدوير لخدمة غاياته، فيبعد المميزين والمؤهلين عن مواقع القرار والتشريع حتى لا يكون أحد غيره في دائرة الضوء!

أمس قرأت أن الهيئة العامة للطيران المدني قامت بتكليف المهندس محمد بن أحمد عابد مديرا عاما لمطار الملك عبد العزيز الدولي خلفا للمهندس مازن خاشقجي الذي عين مستشارا في الهيئة.. القرار مهم للغاية حتى وإن تأخر كثيرا ..

أواخر ذي الحجة الماضي كنت في المطار.. مررت بحالة يأس من وضع المطار.. كتبت مقالا لكنني أحجمت عن نشره.. يعلم الله أنني شعرت بالخجل والإحباط الشديد وأنا أدخل إلى المطار.. سألت نفسي هل من المعقول أننا سنستمر على هذا الوضع ثلاث سنوات حتى يتم الانتهاء من تطوير المطار؟!

فور دخولي للصالة المحلية شعرت بأنني أدخل إلى دورة مياه.. زحام رهيب.. فوضى عارمة.. كأنك في سوق شعبي.. توجهت للمصلى في الدور الأرضي فوجدته في حالة سيئة للغاية.. ولأول مرة في حياتي أصلي وأنا متلثم بالشماغ!

"شحنونا بالباص" تماما كالأغنام.. يبدو أن سائق الباص في حالة نفسية "مش ولا بد".. استخدم الفرامل كثيرا.. تحول الباص إلى خلاط كبير.. كانت السيارات في ساحة المطار تسير بسرعات عالية.. لفت نظري مجموعة من الحقائب متناثرة بين الطائرات ومجموعة من العمال يسحبونها بخطى متثاقلة.. ركبنا الطائرة.. أتذكر أنني رفعت ثوبي من القاذورات التي تتناثر حول الطائرة..

ولأن أغلب مؤسساتنا لا تحمل من العمل المؤسسي إلا اسمه، بالنظر لأن المؤسسة يديرها الفرد.. ها أنذا أعلّق رجائي وآمالي برقبة المهندس محمد بن أحمد عابد وهو رجل عملي حسبما قرأت في سيرته المقتضبة.. لعل وعسى!