شدّد أمين منطقة عسير وليد الحميدي، على أهمية الاستفادة من تجربة مُزارع من محافظة سراة عبيدة، إذ نجح في استزراع نوع نادر وفريد من محصول البُن في جبال مركز الفرشة بتهامة قحطان.

جاء ذلك، خلال جولة الحميدي على المنتجات الزراعية ومعرض الأسر المنتجة الذي أقيم في جبل ظلم، إبان زيارة نائب أمير المنطقة الأمير تركي بن طلال الأخيرة للمحافظة، إذ استوقفته رائحة البن الذي تعبق في أرجاء المكان، ودار حديث بينه وبين البائع فهد الحياني.

 


منتج راق


الحميدي -وبصفته رئيسا للجنة الخدمات والمشاريع في مجلس المنطقة- أكد لـ«الوطن» أن المنتج راق جدا، وأنه للمرة الأولى يسمع بوجود هذا المنتج الفاخر في منطقة عسير، وأنه لا تحضره حاليا فكرة محددة لمساعدة المزارع، لكنه نصحه بمراجعة وزارة البيئة والزراعة والمياه للاسترشاد بآرائه، وأنهم في أمانة عسير وبلدية الفرشة متى احتاج هذا المزارع منهم شيئا فهم جاهزون، قائلا له: «نعين ونعاون».


إنتاج وفير


أكد مالك المزرعة علي الحياني أنهم نجحوا في زراعة هذا النوع من البُن بطرق قد تكون بدائية، لكن النوع فاخر وله رائحة زكية، وقد بدأ باستزراع كمية قليلة أثمرت عن إنتاج وفير إلى حد ما، معربا عن أمله أن تكتفي منطقة عسير خلال بضع سنوات من هذا المنتج الذي تصدره مزارع الفرشة، مبديا استعداده للتعاون مع المزارعين هناك وتشجيعهم، معربا عن أمله في دعم وزارة البيئة والزراعة والمياه لهم.


علامة مشهورة


بيّن الحياني أنه جار حاليا زراعة 500 شتلة، وأن الأمل يحدوه أن يكتسب هذا المنتج اسم المكان، ليصبح علامة مشهورة ويصبح «بُنُّ الفرشة» مطلبا محليا وعالميا، وأن متوسط إنتاجية الشجرة الواحدة بين 7.2 ـ 9.4 كجم ثمار طازجة، و3.5 ـ 4.5 كجم ثمار جافة للشجيرة في العام.

وطالب الحياني الوزارة باستيراد شتلات بعض أصناف البن الأخرى من ماليزيا وإثيوبيا لاختبارهما تحت ظروف جبال تهامة قحطان، حيث وفرة المياه وخصوبة التربة، وإنشاء مركز بحث متخصص هناك.


استغلال الظروف المناخية


أكد الخبير الزراعي محمد البشري أنه متى كان هناك مشروع يدعم زراعة البن في تهامة قحطان فسيحقق الاستغلال الأمثل للظروف المناخية المميزة التي تمتاز بها تلك المنطقة، وإنتاج البن على نطاق واسع للإسهام في تقليص واردات منطقة عسير من البن والإسهام أيضا في زيادة إسهام القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي، مع تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جبال الفرشة، وكذلك توفير فرص عمل للمواطنين.

وعن أفضل المواقع لزراعة البن قال البشري «إن تهامة قحطان عامة، ومركز الفرشة خاصة، هي الموقع المقترح لنشر زراعة البن، إذ تمتاز تلك الجبال بهضاب مرتفعة عريضة ومنبسطة، مع وجود وديان شديدة الانحدار، مثل وادي دفا ووادي سريان وراحة وأودية شيبة، حمة، اللحجة، والسبلة، وذلك يشجع الأهالي القاطنين بهذه المناطق لزراعة عدد من شجيرات البن حول منازلهم، مع تقديم الدعم اللازم لهم».

وأوضح البشري أن المطر أو التشبع الرطوبى لا يعد ضروريا لنجاح زراعة البن، بديل أن أشجار البن تحت ظلال أشجار أخرى تكتفى بما يوفره لها الظل من رطوبة، بل إن فترة تصويم بعض تلك الأشجار تمرّ دون إحداث أي ضرر بأشجار البن أسفلها، والتي تكتفى بالمعادلات السمادية لأشجار حولها، ولا تحتاج إلى معاملات سمادية خاصة.


يتمتع بُن الفرشة برائحة زكية

7.2 إلى 9.4 كجم متوسط إنتاج الشجرة الواحدة

3.5 ـ 4.5 كجم ثمار جافة للشجيرة في العام

500 شتلة من البن ستتم زراعتها مستقبلا