سمحت المصحات النفسية بالمناطق بدخول الرقاة الشرعيين، وذلك حسب رغبة ذوي المريض، ولكنها اشترطت أن يكون العلاج، وفقا لما جاء في الكتاب والسنة، دون أن يكون هناك تجاوز لما قد يصدر من بعض الرقاة. وحسب لائحة حقوق المرضى النفسيين، التي اطلعت «الوطن» على نسخة منها، ألزمت المصحة النفسية التي يخضع بها المريض للعلاج بأن تسمح بدخول الرقاة الشرعيين لها، واعتبرت أن ذلك من الحقوق الشرعية للمرضى، ولكن وفق اشتراط التنسيق بين الطبيب المعالج وأهل المريض، شريطة أن يخضع لتلك الرقية داخل المستشفى النفسية، وليس خارجها.
حقوق المريض وفق اللائحة التنفيذية
أكدت اللائحة التنفيذية أن من ضمن حقوق المريض النفسي ألا يخضع المريض لعلاج تجريبي، ولا يدخل تحت بحث طبي إلا بعد أخذ موافقة المريض أو أسرته، في حال عدم مقدرته على إعطاء القرار الصائب، وشددت اللائحة على أهمية المحافظة على حريته وعدم تقييدها بعزله، إلا في الحالة التي يقدرها الطبيب المشرف على حالة المريض وبأقل الوسائل المقيدة لحريته. وأوضحت الشروط الواجبة للمرضى النفسيين أن يعطى كافة ممتلكاته الشخصية، ويتاح له حرية التصرف بها في داخل المنشأ،ة إذا كان قادرا على ذلك، وفي حال عدم المقدرة يتم تسليم متعلقاته الشخصية لأسرته، والسماح له باستخدام وسائل الاتصالات بشرط أن لا تتعارض مع متطلبات السلامة.
آلية دخول المريض الإلزامي
أبانت اللائحة أنه يحق للمريض النفسي إخباره أو أسرته عن دخوله الإلزامي في المنشأة العلاجية النفسية، عند إصدار قرار الدخول الإلزامي أو تجديده وإبلاغه كتابيا بسبب الدخول، وإخباره بالطرق التي يجب أن يتبعها إذا رغب في إلغاء قرار الدخول الإلزامي. وأتاح النظام الخاص بالمرضى النفسيين وفقا لللائحة أن يسمح للمرضى من وجود وكلاء شرعيين لكل مريض، يدافع عن حقوقه داخل المنشأة الصحية، التي يتلقون فيها العلاج وكذلك خارجها، وشددت حقوق المرضى النفسيين على حماية المرضى من المعاملة المهينة أو الاستغلال الجسدي أو الجنسي، ولا يخضع للعقاب الجسدي أو المعنوي أو التهديد، مهما كان السبب.
المرض النفسي والمرض الروحي
الرقية الشرعية، حسب الضوابط الشرعية الصحيحة، لا يختلف عليه اثنان، فأعراض المرض النفسي تختلف عن أعراض المرض الروحي، ولكن أحيانا تلتبس على البعض هذه الأعراض، ويصبح الأهل في حيرة، فلا يعرفون ما الذي يعاني منه مريضهم، وقد تكون مشكلته روحية بحتة وقد تكون نفسية بحتة، وقد تكون نفسية وروحية معا.
وأضافت أن بعض الأهالي يلجؤون إلى رقاة غير مؤهلين تكون أهدافهم مادية فقط، فيزيدون حالة المريض سوءا، وقد يلجأ البعض إلى الأطباء النفسيين الذين لا يعترفون بوجود المرض الروحي، ويعالجونه بالأدوية وهو ليس في حاجتها، وبمجرد تركه للدواء تنتكس الحالة لأن التشخيص خاطئ، ومن هنا تبدأ المعاناة.
عيادات نفسية مع عيادات روحية
أكدت الأخصائية النفسية بجامعة الإمام محمد بن سعود نجلاء عبدالعزيز البريثن لـ»الوطن» على أهمية تزويد العيادات النفسية برقاة شرعيين إلى جانب الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وتحت ضوابط شرعية وأن يكون الرقاة مؤهلين، حتى يتم فحص المريض من قبل هذا الطاقم وتحديد ماهية الأعراض، التي يشعر بها، ويتم تشخيصها عن قرب، وتوجيهه للشخص المناسب، وكذلك قد تكون بعض الأمراض الروحية مسببة لأمراض نفسية والعكس صحيح. وأضافت أنه في بعض الحالات يحتاج المريض إلى علاج نفسي بحت، ولكن البعض في مجتمعنا يرفض هذا النوع من العلاج، ويعتبره وصمة عار، مما يجعله يختار الطريق الخاطئ، ويذهب إلى الرقاة وقد يكون الراقي غير مؤهل فيزيد المرض، ويصبح المريض محبوسا في حلقة مفرغة.
