تحوَّل موقع "تويتر" الاجتماعي للتدوين المُصَغَّر يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين إلى غرفة عَمليات للمرور والدفاع المدني والأرصاد الجوية، وكان أبطال هذه الغرفة مواطنين عاديين مُبادرين، اختاروا إدارة أزمة الأمطار التي انهمرت على الرياض، ما بين مراسلين يجوبون الشوارع والميادين، لينقلوا الأخبار بالصورة والفيديو، مُجيبين على أسئلة العالقين والحائرين، كسؤال مُستخدم "تويتر" يوسف القاسم من الرياض: "شباب أنا في الشمال و أبي أروح للجنوب وش أسلك طريق ضروري جزاكم الله خير"، والذي أجيب عنه بإرفاق خريطة تفاعلية للطرق السالكة والمزدحمة بالرياض نشرها على "تويتر" مصمم الويب والتقني جهاد الأمار.

ومن بين المستخدمين ظهرت براعة بعض المُحلِّلين للحالة الجوية بالاعتماد على مواقع الرصد المحلية والعالمية، وآخرين تقنيين استحدثوا قناة خاصة لكارثة أمطار الرياض أسموها #RiyadhRain ثم أخذ بهم الحماس وجمال التعاضُد إلى تدشين موقع لتغطية الكارثة في أقل من ساعة عنوانه www.riyadhrain.com، أسسه ونشره مستخدم "تويتر" المدوِّن والتِّقني فؤاد الفرحان، وقام عليه تقنياً مستشار تطوير صفحات الويب خالد مسيعد، ليكون مَصبَّاً لقناة RiyadhRain وغنياً بالمحتوى التفاعلي من ملفات الفيديو والصور التي تصفُ حجم الكارثة.

وهناك مَن صدح بتصريحات النقمة والتشكِّي على الجهات الرسمية التي لم تُعطِ الأزمة حقها، وردَّد مستخدم تويتر محمد النشار: "جدا فخور بكم جميعا يا أهل تويتر، من جد بيضتوا الوجه في أحداث الرياض وذكرتونا بأن القوة ستبقى بيد الناس!!" مُستحضراً قِيَمَهُ النبيلة الأصيلة في إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وإعادة الأمور إلى طبيعتها، بعد الفوضى التي عمَّت في معظم أنحاء الرياض، وقدَّرت حجم مساهمة الناس في المساعدة والإنقاذ. في المُقابل، وفي تذمرٍ ملحوظ يقول إبراهيم الهزاع: "ما حدث بالأمس نموذج مصغر لما سيحدث عند أي كارثة أو حرب. تَرك الشعب ليلقى مصيره بنفسه، ويدبر نفسه بنفسه."، ووافقته إلى حدٍ ما المبرمجة نوال سعد، فنشرت بألم: " قلبي يوجعني على الشي اللي اسمه وطني.. قلبي يوجعني على كل شيء فيه".

وقد عادت الذاكرة بالبعض إلى كارثة سيول جدة، إذ جاز لهم إبداء المقارنة – إن صحَّت - بين ما حصل في الرياض، وما حدث قبل أشهر في جدة، مع فوارق الخسائر في الأرواح والممتلكات، وإجماعٍ على محاربة الفساد، عبر استصدار أمر ملكي كريم بمحاسبة المتسببين في الكارثة!

لم يتوانَ مستخدمو "تويتر" في إبداء بعض السخرية! ثُمار المرزوقي عبَّر عنها بذكر قصة مع زميل له في عمله: " صديق في الشركة معي يشاهد صور ما يحدث في الرياض. ويقول: كيرلا ما في سيم سيم كذا. كولو مويه ينزل في روح. سبحانك ربي". أما المدوِّن السعودي المعروف (ماشي صح) فقال: " أفضل لقب ممكن يطلق على الرياض، مدينة الإجازات". وتمادى البعض أكثر في إعلان غضبه مما يحدث! علي العوهلي من الخبر أرفق صورة بها مواطنون على قارب للدفاع المدني يُجدِّفون بأنفسهم، وعلَّق: " قوارب دفاع مدني والي يجدف مواطنون! أشك أنها ما تشتغل أصلاً!"، فيما قال مستخدم "تويتر" خالد المسيعيد مستشار تطوير صفحات الويب: " نقترح توسيع نطاق نظام ساهر لمراقبة التجاوزات المالية"!