قالت تقارير أميركية إن انسحاب الولايات المتحدة من سورية سيؤدي إلى إعادة خلط الأوراق، حيث أكدت تطورات الأحداث أن القوات الأميركية نجحت خلال تواجدها في سورية في تدمير داعش وصد التمدد الإيراني وتقييد الهيمنة الروسية، فيما بات خروج هذه القوات مؤشرا على ضياع كل هذه المكاسب.

وأشارت التقارير إلى استقالة وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، والتي جاءت بعد قرار الانسحاب من سورية، وقالت إن ما أغضب ماتيس هو خطاب إردوغان ووزرائه حول مهاجمة قوات سورية الديمقراطية والتي تتشكل في معظمها من وحدات الحماية الكردية، وتهديد نظيره التركي خلوصي أكار بـ«دفن الأكراد».

وأضافت التقارير أن غالبية الأزمة التي خلفها قرار انسحاب القوات الأميركية من سورية مرتبطة بكون وزارة الدفاع «البنتاجون»، تشعر بأنها متضررة من تصرفات تركيا المضللة والتي ساهمت في ارتباك الوضع في سورية.

 


عقبة أمام إردوغان


ذكرت التقارير أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يشعر بشكل متصاعد بأنّه تحت حصار الدوائر القومية والمناهضة لأميركا والمؤيدة لروسيا، وأن هذه الدوائر تدفعه بقوة إلى إعادة المحادثات مع نظام بشار الأسد الرجل الذي هاجمه طويلاً.

 وحسب التقارير، فإنه رغم ترحيب إردوغان بانسحاب القوات الأميركية من سورية إلا أنه في وقت قريب سيدرك أن الولايات المتحدة وضعت أكبر عقبة في مشروع إردوغان التوسعي في المنطقة، سيما وأن الصراع السوري سيمتد كما أن روسيا قد تصمت بعض الوقت عن أطماع إردوغان، ولكنها لن تمنحه الفرصة لتنفيذ مشروعه بسورية.


نجاح روسيا


 أشار مراقبون إلى نجاح روسيا منذ وصول قواتها إلى سورية في وضع استراتيجية تتلاشى سقوطها كما حدث في أفغانستان، مبينة أن روسيا عملت على الحفاظ على مستوى عال من الاحتكاك ولكنه منضبط في الوقت نفسه، ما سمح لها بفرض نفسها كوسيط بين مختلف الأطراف، كما أن الاتصالات التي كانت تجريها موسكو مع كل الأطراف المتواجدة في سورية أعطاها ميزة إضافية عن منافسيها الأميركان.

ورأى المراقبون أن روسيا تجنبت أكبر خطأ كان من الممكن أن يؤثر عليها، وهو التوسع غير المنضبط في حملتها ضد الثوار وما يعرف لدى الأميركيين بأنه «زحف المهمة»، أي تخطي المهمة للنطاق الأصلي لها. وأضاف المراقبون: العامل الآخر الذي تسبب في نجاح الاستراتيجية الروسية في سورية هو الحفاظ على المرونة الاستراتيجية، ومعرفة موسكو لحدود قوتها، وتنفيذ التعديلات الضرورية بالسرعة اللازمة.