رغم الرسالة التي بعث بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الفرنسيين، مؤخرا، والتي دعى فيها إلى المشاركة في نقاش وطني كبير، يتيح الخروج من أزمة  «السترات الصفراء» المستمرة منذ نحو شهرين، شكك مراقبون في جدوى الرسالة، عادّين أن النقاش ينطوي على مجازفة كبرى بالنسبة للرئيس، فيما أكدت تقارير أوروبية أن الأحداث داخل فرنسا باتت تشغل السلطات، وتدفعها إلى الانكماش على نفسها لحلها، خاصة في ظل تهديدها لشعبية ماكرون، الذي كان يسعى لإنشاء جيش أوروبي موحد بعيدا عن حلف شمال الأطلسي «الناتو».

ومنذ 17 نوفمبر الماضي، تشهد فرنسا احتجاجات متواصلة، لأنصار «حركة السترات الصفراء» تنديدا بارتفاع تكاليف المعيشة وسياسات الرئيس ماكرون، رغم اتخاذ الأخير قرارات بينها التراجع عن زيادة الضرائب على الوقود ورفع الحد الأدنى للأجور.



الطعن في النقاش

كان ماكرون قد حذر في رسالته بأن النقاش «ليس انتخابات ولا استفتاء»، وأنه سيكلف وزيرين: هما وزيرة الانتقال البيئي إيمانويل واجون، ووزير السلطات المحلية سيباستيان لوكورنو، الإشراف على هذا النقاش الذي يتولى أعضاء المجالس المحلية تنظيمه، بينما طعن المتظاهرون في النقاش قبل بدئه، فأنكر كثيرون من «السترات الصفراء» أي شرعية له، مؤكدين أن النقاش الحقيقي يجري حاليا «في الشارع». كما أثبتوا السبت الماضي -وللمرة التاسعة- تصميمهم بالنزول إلى الشارع بأعداد متزايدة، بلغت 84 ألف متظاهر في فرنسا مقابل 50 ألفا الأسبوع قبل الماضي، وفق أرقام وزارة الداخلية.



مظاهرات مربكة

أشارت التقارير إلى أن الأحداث الفرنسية رغم أنها تثير قلق دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وبلجيكا، إلا أنها لن تكون مقلقة لواشنطن، بعد أن عبرت عن رفضها للقيادة الأوروبية الجديدة، ودعت الدول الأعضاء لزيادة الإسهام في نفقات الموازنات الدفاعية.

وأضافت، أن التحركات الداخلية في فرنسا قد تعيد هيكلة النظام الفرنسي من أعلى السلطة، وقد تطيح بالحكومة إذا ما استمرت الاحتجاجات، عادّين أن هذه المظاهرات مربكة باعتبار تدخل الحركات الشعبوية فيها، ومحاولتها استغلال الأوضاع الداخلية لتنفيذ سياستها المناهضة.



تنامي اليمين المتطرف

حسب المراقبين، فإن الفوضى والاحتجاجات في فرنسا، قد تمتد آثارها إلى كثير من الدول الأوروبية في الفترة المقبلة، لافتين في هذا الصدد إلى التقرير السنوي حول الديمقراطية في أوروبا، والذي أكد أن «تصاعد الشعوبية» يعرض القارة لوضع خطير.

وقال المراقبون، إنه بعد النصر الانتخابي لليمين المتطرف في النمسا، يستعد حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي للعب دور أكبر في ألمانيا، كما أن «حزب من أجل الحرية» في هولندا أصبح خامس أقوى كتلة في البرلمان.

وتطرق المراقبون إلى صعود أحزاب مشابهة في إيطاليا «رابطة الشمال»، والدنمرك «حزب الشعب»- يمين وسط -، واليونان «حزب الفجر الذهبي» - يميني متطرف، إضافة إلى صعود الجبهة الوطنية الفرنسية في السنوات الأخيرة، وقالت إن صعود هذه الأحزاب يعد انعكاسا لتزايد الرفض بين المواطنين بأن «الاتحاد الأوروبي هو كيان ضد الديمقراطية»، بما يشير إلى تنامي حركات اليمين الشعبوية في أوروبا.

 


 أسابيع السترات الصفراء الـ9


2018


01


17 نوفمبر

انطلقت المظاهرات احتجاجا على الضريبة البيئية على الوقود


02 24 نوفمبر

استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق أصحاب «السترات الصفراء»


03


ديسمبر

وقعت أعمال عنف عند قوس النصر وبعض الأحياء الراقية في باريس


04 8 ديسمبر

رفضت حركة «السترات الصفراء» خطاب ماكرون حول الإصلاح الاقتصادي


05


15 ديسمبر

حاول المحتجون الوصول إلى الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي وبجادة الشانزلزيه


06


22 ديسمبر

السلطات الفرنسية تغلق قصر فرساي أمام الزوار وتنشر 69 ألف رجل شرطة


07


 29 ديسمبر

آلاف «السترات الصفراء» تنتشر بالشانزلزيه وذعر في فرنسا


2019


08


5 يناير

المتظاهرون يعودون إلى التصادم مع العناصر الأمنية في باريس ومدن أخرى


09


 12 يناير

 اعتقالات ومواجهات مع عودة «السترات الصفراء» إلى باريس