أكد الباحث في علم اجتماع الجريمة الدكتور يزيد الصيقل لـ«الوطن» على أن جرائم القتل المتعلقة بالمشاجرات تحدث نتيجة لتفاعل بين الجاني والضحية، بسبب قيام أحد طرفي الجريمة بفعل أو تصرف يتم تفسيره بأنه استفزاز للطرف الآخر، مما يجعل الجاني في وضعية غير مريحة تدفعه للقيام برد فعل فردي وغير قانوني، سعيا إلى الخروج من تلك الحالة، وقد يقوم الجاني بحمل أداة تساعده برد الفعل، متجاهلا بذلك التبعات والعقوبات لفعله الإجرامي.

 


ثقافة الانتقام

أوضح الصيقل أن بروز الأنا في شخصية الجاني وشيوع ثقافة الانتقام في الفئات التي تتساهل بحمل الأسلحة تعد عاملا مساعدا في ارتكاب جرائم القتل، ويسهم تنامي ثقافة النعرات والتفاخر عبر الوسائل المسموعة والمرئية في دفع الأفراد نحو حل مشكلاتهم خارج نطاق القانون، ويعد قوة أو ضعف الضبط الرسمي وغير الرسمي عاملين مهمين في ارتفاع أو انخفاض معدلات ارتكاب الجرائم.

 


أساليب فاعلة

 





بين الصيقل أن طرائق التنشئة والتربية الحسنة التي تزرعها الأسرة في نفوس أبنائها تعد أمرا مهما في إكساب الأفراد بالأساليب الفاعلة عند التعامل مع المواقف والضغوطات، قائلا: «إن عدم متابعة الأبناء وصحبتهم ومنحهم الحرية المطلقة في التنقل والتجول، واتخاذ القرار له تبعات تعود على الشاب وعلى أسرته، فعند قيامه بالمشاركة في التجمعات والمشاجرات أو عند قيامه بحل مشكلاته بقرار فردي، قد يشارك معه أصدقاؤه، الأمر الذي يمكن أن يحمل أسرة الشاب عبء إخراجه من المشكلة ويحملهم مراجعة الجهات المختصة وذوي المعتدى عليه رغبة في التنازل عن حقهم المكفول شرعا وعرفا».

 


اعتقادات الجاني

 


أبان الصيقل أن قلة خوف مرتكبي الجريمة من العقوبة بسبب اعتقادهم بإمكانية الخروج من تبعات المشاحنات والمشاجرات، ما دام أن له من سيخلصه ويبذل له بجاهه وماله لتقليل عقوبة فعله.

وأضاف أن حمل بعض الشباب للأسلحة بما فيها الأسلحة البيضاء يعد دلالة على التساهل بتبعات المشاجرات، وعدم الاستعداد في تقديم تنازلات، وعلمهم مسبقا بإمكانية تنازل المعتدى عليه عن حقه الخاص مع عقوبة مخففة في الحق العام، فالجاني يوازن بين المنفعة من قيامه بالفعل الإجرامي وبين مقدار العقوبة المترتبة على ذلك.

 


تنظيم الشفاعة

 


طالب الصيقل بضرورة وضع تنظيم رسمي للشفاعات وضبطها تلافيا للمبالغة في الديات أو استغلال الباحثين عن الجاه أو التكسب المالي من خلال الوساطات وممارسة الضغوطات على ذوي المجني عليه، مشيرا إلى أن كثيرا من المجتمعات تجعل عقوبة الحق العام رادعة وطويلة الأمد، حتى وإن تم التنازل عن الحق الخاص، وذلك لتحقيق الردع العام في المجتمع.

 


الأساليب الخاطئة في تنشئة الأبناء

عدم متابعة الأبناء وصحبتهم

منح الأبناء الحرية المطلقة في التنقل والتجول

السماح للأبناء بحمل  الأسلحة البيضاء

 


 عوامل ارتكاب جرائم القتل


1 ثقافة الانتقام

2 بروز الأنا في شخصية الجاني

3 التساهل بحمل الأسلحة البيضاء

4 تنامي ثقافة النعرات والتفاخر عبر الوسائل المسموعة والمرئية