هزيمة المنتخب أطاحت بالمدرب (بيسيرو)، هل هذا المدرب هو سبب الفشل؟ لا أدري، لكن الفشل حدث، ولابد من ضحية تتحدد فيها المسؤولية عن الفشل الذي حدث فكانت (بيسيرو)، لا بأس سأخرج من هذا الميدان الرياضي وأتركه لأساطينه القادرين على التحليل وتحديد المسؤوليات، وسأكتفي بأخذ الفكرة لأقول إن الهدف هنا كان محددا وواضحا وهو تحقيق فوز المنتخب، لم يتحقق الهدف، ومعنى عدم التحقيق هو الفشل فكان لابد من المحاسبة والعقاب، ومرة أخرى فأنا أتحدث عن الفكرة العامة لا عمن هو المسؤول عن فشل المنتخب.
دعونا الآن ننتقل إلى ميدان معركتنا مع التنمية ونطبق عليها ذات الفكرة، ولنضع المسؤول التنفيذي في موقع مدرب المنتخب، ولنضع كافة الإدارات الفرعية والشركات المنفذة للمشاريع في موقع اللاعبين، ولنضع ميدان التنفيذ في موقع ملعب كرة القدم، ولنضع جهات المراقبة والمحاسبة في موقع الحكام، ولنضع الحاجة الملحة لتنفيذ المشاريع في موقع الفريق الخصم، ولنضع المواطنين المنتظرين لتنفيذ المشاريع في موضع جمهور المدرجات المنتظرين للفوز المصفقين لكل لعبة حلوة من فريقهم، وذلك لتحقيق الفوز، والفوز هنا هو تنفيذ المشاريع المطلوبة في وقتها.
والآن دعونا نلعب، لدينا حتى الآن وكما تقول الإحصائيات الرسمية نحو أربعة آلاف مشروع متعثر أو متوقف أو لم يبدأ، ولدينا مشاريع حضارية كبرى تسير بسرعة السلحفاة مثل تطوير التعليم والقضاء وغيرهما، ولدينا ...إلخ .
اتفقنا أن فوز المنتخب كان هو الهدف المحدد، وعندما لم يتحقق اعتبر فشلا فطردنا المدرب، الآن الفوز التنموي لم يتحقق من وراء هذه المشاريع المتعطلة أو المتوقفة أو التي لم تبدأ، فماذا لو طبقنا الفكرة وتمت إقالة المسؤولين التنفيذيين عنها تباعا وعلنا بسبب فشلهم الواضح في تحقيق الفوز، مثلهم مثل المدرب، كم عدد المسؤولين التنفيذيين سيأخذون طريقهم إلى الإقالة، ويحل محلهم آخرون يعرفون الهدف من وجودهم ويعرفون مصيرهم إذا لم يحققوه؟ أعداد كبيرة ستذهب وأخرى ستأتي في سبيل تحقيق الهدف، وبين ذهاب أولئك وقدوم هؤلاء ستتكشف الأوراق وتبرز الحقائق، سيتحدث الذاهبون بجرأة وربما بغضب عن سبب إخفاقهم، وسيواجه القادمون الوضع بجرأة وشجاعة ويخبرون الجماهير بما يواجهون من عوائق وعقبات، أو يكشفون فشل الذاهبين بحقائق نجاحهم.
بيسيرو مدرب المنتخب المقال أو المطرود لن يسكت فيما أظن وسيتحدث عن أسباب أخرى للفشل، لكن رعاية الشباب اتخذت القرار وانتهى، لهذا نحتاج إلى رعاية مشاريع تقرر في ضوء الفوز من الميدان.
