في اعتراف غير مسبوق، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية لنظام الملالي في طهران، علي أكبر صالحي، إن النظام كذب في المفاوضات النووية مع مجموعة دول» 5+1»، بشأن موقع «أراك»، وأنه أخفى بعضا من المعدات المحظورة.

وقال في تصريحات إعلامية إن «الأنابيب والأسطوانات أي الأنابيب التي يدخل فيها الوقود، كانت إيران اشترت أنابيب مشابهة لها من قبل، ولكن لم يكن بإمكاني الإعلان عنه في ذلك الوقت، وكان هناك رجل واحد في إيران على علم بذلك، وهو المرشد علي خامنئي الذي يمثل أعلى سلطة في النظام، ولم يكن أحد آخر يعلم ذلك». 


إخفاء الحقائق

وذكر صالحي أن خامنئي أمر فريق التفاوض بأن يكون منتبها لهذا الأمر، في إشارة إلى اخفاء الحقائق، خلال المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، بما يتضمنه من تقليص النشاطات النووية الإيرانية.

وأضاف «علاوة على عدم تدمير الجسور خلفنا، كان علينا أن نبني جسورا حتى نعود أسرع إذا اقتضت الحاجة أن نرجع، وكانت هناك أنابيب قطرها سنتيمتران أو ثلاثة وبطول ثلاثة أو أربعة أمتار، وكنا قد اشترينا أنابيب مشابهة لها وبالعدد نفسه».  وحسب صالحي فإن «مفاوضي الدول 5+1، طلبوا ملء تلك الأنابيب بالأسمنت وتم ذلك بالفعل، إلا أن فريق التفاوض الإيراني لم يخبرهم بأنه لدينا أنابيب أخرى، لأنه لو كان تم الكشف عن ذلك، لكانوا قد قالوا لنا عليكم أن تملأوا تلك الأنابيب بالأسمنت أيضا، مضيفا «نحن الآن نذهب ونستخدم تلك الأنابيب ولدينا تلك الأنابيب الآن».


إحدى حلقات الخداع

قالت المعارضة الإيرانية إن هذه التصريحات تظهر بوضوح أن أسس النظام في المفاوضات النووية، لا سيما المفاوضات مع 5 + 1، كانت الكذب والإخفاء، ولم يكن لها أي هدف سوى الحصول على مزيد من الفرص، للحصول على قنبلة نووية، مشيرة إلى أن إخفاء معدات غير مصرح بها في موقع «أراك» هو واحد من حلقات الخداع والكذب، التي مارسها النظام على مدى الثلاثين سنة الماضية في المشاريع النووية تحت قيادة قادة النظام، وخاصة خامنئي وروحاني، في وقت ظلت المعارضة الإيرانية تكشف عنه باستمرار منذ عام 1991، وتحذر من مخاطرها.


تحذير مبكر

وذكرت المعارضة أنه بعد الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015 حذرت بقولها إن هذا الاتفاق «لا يغلق طريق الخداع أمام الملالي وحصولهم على القنبلة النووية» وقبل ذلك، قالت في 24 نوفمبر 2013، بعد الاتفاق النووي المؤقت مع الدول 5+1: «إن اتباع هذا النظام للالتزامات الدولية، يعتمد بالضبط على مدى ممارسة الحزم، ووقوف المجتمع الدولي أمام أطماع النظام الخبيثة وخداعه الذاتي».

وشددت المعارضة على أن «أي تقاعس وتباطؤ وتنازل من قبل المجتمع الدولي تسبب في أن يواصل خامنئي مرة أخرى إنتاج القنبلة النووية بمارسة الخداع والمراوغة، ولم يقدم نظام الملالي للوكالة الدولية للطاقة النووية إطلاقا تقريرا طوعيا عن نشاطاته النووية، وفق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية «NPT»، وإنما المعارضة هي كانت أول من كشف عن المنشآت النووية السرية، وإخفاءات النظام النووية».  يذكر أن دول 5 + 1 ضمت كل من الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا، فيما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق العام المماضي.


سياسة الأمر الواقع


وحسب المعارضة الإيرانية، إن حسن روحاني رئيس جمهورية النظام ذكر في كتاب «الأمن القومي والدبلوماسية النووية» أنه «في العام 2002 كانت النشاطات تمضي قدما إلى الأمام، ولكن فجأة أقامت المعارضة مؤتمرا صحفيا وأثارت ضجيجا، وكان رأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكتمل منشأة نطنز، ثم إخبار الوكالة الدولية بذلك حتى تواجه الوكالة أمرا واقعا».

وفي العام 2000 وعدت منظمة الطاقة الذرية للمسؤولين أنها ستكون قادرة على إنتاج 30 طنا من الوقود بنسبة 3.5 %، حتى نهاية العام 1381 الإيراني (20 مارس 2003)، وذلك بتشغيل 54 ألف جهاز طرد مركزي».  وكشفت صحيفة صنداي تلغراف في 5 مارس 2006 أن «حسن روحاني الذي تولى رئاسة المفاوضات مع الترويكا الأوروبية حتى العام الماضي، كشف في كلمة تخاطب القادة الدينيين والجامعيين للنظام، أنه كيف اشترت طهران الوقت وحاولت مخادعة الغرب، بعد ما كشفت المعارضة الإيرانية عن البرنامج النووية للنظام في العام 2002».


 


 


 أبرز حلقات الكذب الإيرانية


إخفاء وجود أنابيب مشابهة لملء الوقود عن المفاوضين



عدم الكشف عن معدات غير مصرح بها في موقع «أراك»



مد الجسور في أسرع وقت لاستكمال البرنامج النووي



مواصلة النظام الإيراني سلوكه في إنتاج القنبلة النووية