دخل الرئيس المصري حسني مبارك في تحدٍ مباشر مع قوى المعارضة المطالبة بالتغيير، رافضا "الأفكار التي تخلط بين التغيير والفوضى".
ووجه مبارك حديثه إلى جماعات الإصلاح السياسي قائلا" أطالب أصحاب الشعارات والمزايدين بأن يجتهدوا لإقناع الشعب برؤى واضحة تطرح الحلول للمشكلات، وبأن يجيبوا على تساؤلات البسطاء من الناس ماذا لديهم ليقدموه لهم ؟ و ما هي سياساتهم لجذب الاستثمار وإتاحة فرص العمل ؟ وما هي برامجهم لرفع مستوى معيشة محدودي الدخل منا ؟ وكيف يرون التعامل مع مخاطر الإرهاب على مصر وشعبها ؟ وما هي مواقفهم من قضايا سياسية في المنطقة والعالم؟
وسعى مبارك في كلمته بمناسبة عـيد العمال إلى طمأنة عمـال مصـر بعد تزايد الإضرابات والاعتصامات على خلفية توتر العلاقة بينهم وبين مجموعة من المستثمرين، مؤكدا تمسكه بحصولهم على أجور مجـزيـة تشهد ارتفاعا حقيقيا عاما بعد عام ومعاشات تراعي التضخم وغلاء الأسـعار عنـد التقاعـد، وتأمـين مـن البطالة لحين عودتهم لسوق العمل.
رفض الرئيس المصري حسني مبارك أمس مطالب المعارضة بتعديل الدستور، محذرا "المزايدين" من الانزلاق بالبلاد لحالة من الفوضى، قبل أشهر من انتخابات برلمانية ورئاسية هامة. وقال مبارك "لا مجال في هذه المرحلة الدقيقة لمن يختلط عليه الفارق الشاسع بين التغيير والفوضى، وبين التحرك المدروس والهرولة غير محسوبة العواقب، أو لمن يتجاهل ما اعتمده الشعب من تعديلات دستورية منذ العام 2005، وما يتعين أن يتوافر للدساتير من ثبات ورسوخ واستقرار". لكن مبارك رحب، في كلمته احتفالا بذكرى عيد العمال بـ"ما تموج به مصر من تفاعل نشط لقوى المجتمع، وأرحب به باعتباره ظاهرة صحية ودليلا على حيوية مجتمعنا".
واستدرك مبارك "لكنني وقد قضيت عمرا في خدمة الوطن وشعبه أتحسب من أن ينزلق البعض بهذا التفاعل إلى إنفلات يعرض مصر وأبناءها لمخاطر الانتكاس". وأضاف "أقول لمن يرفعون الشعارات ويكتفون بالمزايدة إن ذلك لا يكفي لكسب ثقة الناخبين، وأن عليهم أن يجتهدوا لإقناع الشعب برؤى واضحة تطرح الحلول لمشكلاتنا، عليهم أن يجيبوا على تساؤلات البسطاء من الناس، ماذا لديهم ليقدموه لهم؟، ما هي سياساتهم لجذب الاستثمار وإتاحة فرص العمل؟، ما هي برامجهم لرفع مستوى معيشة محدودي الدخل منا؟".
ومن جهته رسم رئيس حزب الوفد المصري المعارض محمود أباظة صورة محبطة لمستقبل المنطقة العربية التى اعتبرها تعيش مرحلة تمزق ما بين الحنين إلى الماضي والخوف من الآخر المجهول وتفادي التعرف عليه.. وتساءل "كيف يمكن لأى شخصية معارضة أن تحكم مصر فى حالة فوزها حال توفر الضمانات، وذلك في ظل الاختلاط الغريب وغير المسبوق للحزب الوطني الحاكم بالدولة المصرية على مدى أكثر من 30 عاماً". وقال أباظة، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في صالون سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة السفير هشام ناظر "إنه سؤال يجب أن تفكر النخب السياسية والثقافية فى البحث فيه لتقديم تصور واضح للمستقبل حتى لا تكون الانتخابات الرئاسية بمثابة الشجرة التى تخفى الغابة خلفها".
وقال "إن أقدم قوتين سياسيتين فى مصر هما الوفد وعمره 90 عاماً والإخوان وعمرها 80 عاماً وقد تعايشا معاً لخدمة مصر". وسخر "أباظة على إطلاق كلمة المحظورة على جماعة الإخوان، قائلا "فى الوقت الذي يقال إنها جماعة محظورة فهي لها قواعد شعبية قوية ولها 88 نائباً فى البرلمان ولها انتخابات تتم على مرأى ومسمع من العالم اجمع".