عزا أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف مسؤولية الدمار الذي خلفته الأمطار التي تعرضت لها الرياض الأيام الماضية إلى عدم اعتماد موازنات من وزارة المالية لإنشاء قنوات رئيسية لشبكات تصريف السيول في العاصمة.وبين ابن عياف، في مؤتمر صحفي ظهر أمس، أن أمانة الرياض تطالب منذ 12 سنة بالاعتمادات المالية لشبكات تصريف السيول وكل ما نالته خلال الفترة منذ عام 1418 إلى عام 1430 لم يتجاوز 15% من الحاجة الفعلية، الأمر الذي كانت محصلته أن شبكات تصريف السيول في مدينة الرياض لا تغطي سوى 25 إلى 30% من أحياء المدينة، مؤكداً أنه منذ عام 1401 إلى عام 1418 لم تعتمد وزارة المالية "مطلقاً" أي مشاريع لتصريف السيول.وفيما تحول حي النظيم أمس إلى بحيرات عزلت شوارع الحي وممراته عن بعضها, استيقظ السكان على المياه وهي تحاصرهم من كل اتجاه حيث تواصلت عمليات الإنقاذ. وأوقفت العواصف الرعدية أمس 15 رحلة دولية وخارجية بمطار الملك خالد الدولي لمدة تراوحت من ساعة إلى خمس ساعات. وفي جازان انتشل أفراد الدفاع المدني بمحافظة بيش أمس غريقين من الأودية غرقا بفعل السيول.
بشكل غير مباشر، حمّل أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف وزارة المالية مسؤولية أضرار الأمطار التي تعرضت لها الرياض الأيام الماضية بسبب عدم اعتماد موازنات لإنشاء قنوات رئيسية لشبكات تصريف السيول في العاصمة، محذراً من أن المخاطر ستكون أسوأ في حال هطول الأمطار لفترة أطول أو في المستقبل، لمحدودية الشبكة الحالية مع التوسع المتزايد في الرياض.
وكشف ابن عياف، في مؤتمر صحفي ظهر أمس، أن الأمانة تطالب منذ 12 سنة بالاعتمادات المالية لشبكات تصريف السيول وكل ما نالته خلال الفترة من عام 1418 إلى عام 1430 لم يتجاوز 15% من حاجتها الفعلية، مما تسبب في عدم تغطية شبكات تصريف السيول في مدينة الرياض إلا لـ25 إلى 30% من الأحياء، مؤكداً أنه منذ عام 1401 إلى عام 1418 لم تعتمد وزارة المالية "مطلقاً" أي مشاريع لتصريف السيول.
قصور الشبكات
وأكد أبن عياف أن الأمطار التي هطلت الاثنين وأول من أمس لو طالت مدتها أو تكررت في أيام متتالية لسببت كوارث لعدم وجود شبكات التصريف، مطالباً بسرعة اعتمادات مالية وتنفيذ مشاريع فورية لشبكات تصريف السيول والقنوات الرئيسية، مبيناً أن من خصائص شبكات تصريف السيول أنها شبكات متكاملة، وقال "لعمل الشبكة بشكل صحيح في الحي ولتعطي فائدتها لا بد أن تربطها بقناة رئيسية إلى الوادي".
وبين أن مدينة الرياض ليست مهيأة لكميات أمطار كبيرة لعدة أسباب: أولها أن كثيرا من الأحياء الموجودة في المدينة غير مكتملة بشبكات صرف السيول ولا تتعدى الشبكة 25 إلى 30% من الواقع الفعلي، بينما 70% من الأحياء لم تغطى بشبكات تصريف السيول، مبيناً أن المخططات التي لم تبن إلى الآن، وهي مسفلتة، ساهمت في زيادة تدفق السيول وتغيير مساراتها وسرعتها إلى الأحياء المأهولة، مشيراً إلى أن كثيرا من الأحياء الشمالية والشرقية أتتها السيول من الحي نفسه مع سيول الأحياء الأخرى، وبعض الأحياء فيها شبكات سيول لكن إذا كان محيطها خالياً من شبكات السيول فإنها تستقبل سيول الحي والأحياء المجاورة مما لا يمكن الشبكة من استيعابها وتصريفها بشكل صحيح وهذا ما حصل في الأنفاق "أتتها كميات مهولة لا تستطيع المضخة أن تستوعبها".
الأنفاق والمياه
وقال ابن عياف: نعم حدثت مشاكل إثر السيول وتعطلت حركة المرور في الخطوط الرئيسية بالأخص الدائري الشمالي والدائري الشرقي وطريق الإمام سعود بن عبدالعزيز وبعض الأنفاق التي امتلأت ووصل فيها منسوب المياه إلى حد عال مما أدى لاحتجاز بعض السكان والمواطنين، مضيفاً أنه لا يمكن تصريف السيول دون شبكات سواء على شعاب وأودية أو على قنوات بعض "الشعبان" الصغيرة التي تعتبر روافد وهذه تستبدل بقنوات لتصريف السيول، مؤكداً أن الأساس في المشكلة عدم تكامل وجود الشبكات وعدم وجود شبكات بالأساس، ووجود الشبكة تمكن الجهة ذات العلاقة من التعامل مع السيول.
وبين ابن عياف أن شبكات السيول تستوعب نسبة معينة من المياه وتحول عليها مياه من أحياء أخرى تتسبب في مشكلة، مؤكداً أن المدينة لا يمكن أن تصرف السيول بـ15% من الاعتمادات المالية وشبكات السيول لا تصل إلى 70% من الأحياء، والمدينة تنمو بشكل سريع ولا بد من مواكبة هذا النمو السريع بالبنية التحتية.
وبين ابن عياف أن هناك بعض الأحياء لم تحدث بها مشاكل مثل "الملز، الشميسي، المعذر" لتوافر الشبكات فيها فضلا عن الأحياء المحيطة بها.
جهود الأمانة
وتخوف ابن عياف من إتيان أمطار تسبب كوارث أكبر، مشيراً إلى أن الأمانة اجتهدت واستنفرت كامل طاقاتها، وقال: لدينا 200 فرقة تواجدت في المناطق المتضررة ومعهم مضخات وأكثر من 100 صهريج توزعت في الأحياء، ولدينا أكثر من 18 فريق عمل كل فريق عمل يرأسه رئيس بلدية أو مدير عام مع مهندسين ومشرفين يتابعون الوضع. وقال "السيول في أي مكان بالعالم لا يمكن أن تنزح بمضخات وصهاريج" مبيناً أن الصهاريج والمضخات تدخل في الحالات الاستثنائية والتجمعات التي يمكن السيطرة عليها. وأشار ابن عياف إلى أن الفرق تعاملت مع المشكلة حسب الأولوية، وشاركت فرق أخرى غير فرق السيول منها فرق صحة البيئة التي رشت المبيدات على تجمعات المياه لكيلا تكون مصدرا للحشرات.
وبين ابن عياف أن الرياض بها واديان رئيسيان؛ وادي حنيفة من الجهة الغربية ووادي السلي من الجهة الشرقية، ووادي حنيفة عميق ومعروف مساره وواضح، أما وادي السلي أحد مشاكله إنه واد منبسط وكثير من سكان الرياض لا يميزون معالمه.
ترتيب أوضاع
وكشف ابن عياف عن أن الأمانة بدأت بترتيب وادي السلي من الجهة الجنوبية للمحافظة عليه.
وبين ابن عياف أن طريق الأمام سعود بن عبدالعزيز حدث فيه هبوط كبير، ومقاول الصرف الصحي الذي يتبع لشركة المياه أبلغها وباشرت العمل وتم الانتهاء منه أول من أمس المغرب، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن تظهر مع السيول الأخطاء.
واختتم ابن عياف المؤتمر بالقول "مدينة الرياض بحاجة إلى شبكة صرف سيول عاجلاً والوقت مؤثر ، البنية التحتية تحتاج إلى تواصل الإنفاق مع نمو المدينة الذي ارتفع إلى 3 أضعاف منذ 1401 إلى 1418.