أكد مصدر مطلع في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية  لـ " الوطن" أنه قد تم إنجاز الأعمال المدنية على مدى   230 كيلومترا من أصل 450 كيلومترا في  مشروع قطار الحرمين، وأوضح أن ذلك الإنجاز يمثل الانتهاء من أعمال شق الطرق ، وتكسير الصخور ، ودك التربة ، وإقامة الجسور ومعابر السيارات . 

من ناحية أخرى قال رئيس المؤسسة المهندس عبد العزيز الحقيل إنها لا توجد أية محاذير تعيق تنفيذ المشروع ، مشيراً إلى أن المؤسسة قد فتحت عدة قنوات اتصال مع إمارات ومحافظات وإدارات مرور المناطق إضافة إلى المؤسسات الخدمية الأخرى .وأطلقت العديد من ورش العمل التي تهدف إلى تجاوز أية عوائق قانونية أو نظامية تؤثر على خطط سير العمل في هذا المشروع الكبير.

وأوضح الحقيل خلال زيارته لمواقع عمل المشروع في كل من مكة وجدة ورابغ مؤخراً أن التنسيق مع تلك الجهات يتم وفق آلية مرنة وسلسة تعتمد عقد لقاءات مباشرة وإجراء اتصالات دائمة مع المسؤولين على مختلف المستويات ، وتنظيم ورش عمل للوقوف على ملاحظاتهم ومقترحاتهم ، وصولاً إلى تنفيذ المشروع وفق رؤية مشتركة تحقق الأهداف المرجوة منه ، نافياً وجود أية ملاحظات سلبية لأي جهة من تلك الجهات على ما تم إنجازه حتى هذه المرحلة.

وأكد الحقيل أن المشروع ينفذ وفق مواصفات عالية جداً ويخضع في جميع مراحله لمراجعة دقيقة من قبل الاستشاري المشرف على تنفيذه (دار الهندسة للتصميم والاستشارات) المتضامنة مع شركة جيتنسا الإسبانية وشركة سكوت ولسن المتضامنة مع شركة (ch2m) العليان التي تتولى إدارة المشروع وتعد إحدى كبريات بيوت الخبرة الإدارية المتخصصة التي تتمتع بخبرات طويلة في إدارة وبناء مشاريع النقل المختلفة.

وأضاف الحقيل أن الجولة شملت مواقع العمل على امتداد مسار الخط الحديدي المزمع لقطار الحرمين ابتداء من جدة حتى رابغ وتم الوقوف ميدانياَ على الموقع المقترح لمحطة الركاب بجدة مروراً بمواقع العمل على طريق الحرمين حيث يتم حالياً شق مسارات بديلة لتأمين سلامة وسلاسة تدفق السيارات على هذا الطريق الاستراتيجي.

وقال الحقيل إن الأعمال التي يتم تنفيذها حالياً تمثل الجهد الأهم والأصعب  من حيث تحديد وتصميم المسار النهائي للخط وإجراء التنسيق مع الجهات ذات العلاقة والبدء في أعمال الحفر والقطع الصخري وعمليات الردم وتأهيل الجسور التي يتطلب إنجازها دقة عالية تتوافق مع طبيعة ومتطلبات المشروع، مضيفاً أن فرق العمل المنتشرة في هذه المواقع باشرت العمل في تحديد ورسم جسم الخط الحديدي وإطلاق عمليات إعادة تأهيل وتطوير الجسور الواقعة على طريق الحرمين بما يتناسب مع مسار القطار والبدء في إعداد كافة الترتيبات الميدانية والنظامية لتطوير جسر صالة الحجاج وهو أحد الجسور التي سيتم تطويرها ضمن جسور أخرى سيتم إنشاؤها خارج النطاق العمراني على امتداد المسار. يصل عددها إلى (47) جسراً أربعون منها خارج المدن والباقي داخل المدن.

من جهته ذكر مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالمؤسسة محمد أبو زيد أن فريق المؤسسة عقد اجتماعاً موسعاً بعد انتهاء الجولة في مقر إدارة المشروع برابغ ترأسه الحقيل  وحضره كل من الدكتور إبراهيم الراجحي وسويلم السويلم والمستشارين بائتلاف الراجحي  وممثلين لشركة دار الهندسة وشركة سكوت ولسن ، حيث جرى استعراض عدد من المواضيع والخطط ، كما تم الاطلاع على التعديلات التي طرأت على مسار الخط الحديدي في ضوء عدد من المتغيرات والمعطيات الميدانية، وثمن الحقيل الجهود التي يبذلها الجميع في هذا المجال كما أبدى رضاه عن مستوى جاهزية الائتلاف المنفذ للمشروع مشيداً بالتجهيزات الفنية والمعدات التي شاهدها تعمل في الموقع. من جهته ذكر رئيس ائتلاف الراجحي الدكتور إبراهيم ألراجحي لـ" الوطن" أن الجولة كانت مفيدة للائتلافات ، مشيرا إلى أن المعوقات الطبيعية التي واجهت المشروع في بدايته قد تم تجاوزها وأصبحت من الماضي، وأن المرحلة المقبلة سيتم تدعيمها بالمزيد من المعدات وورش العمل التي ستدعم بالفنيين وقوى العمل.