في أغوار تهامة يئن مركز اسمه «مربه» أو «مَر... بِه» كما يتهكم في تسميته بعض الأصدقاء المولعين بالسخرية وربط الواقع بها.. هذا الاسم الذي جنى على أهله أكثر مما جنت «براقش» على نفسها، فعلى ما يبدو أن الاسم العربي المركب من «مر» و«به» كرس قناعة لدى مديري الإدارات الحكومية في عسير بأن الخدمات يجب أن تـ«مر» بـ«مربه» مرورا دون أن يكون لها ولأهاليها نصيب منها، ولعل أهم الخدمات التي مرت هنا وهناك دون أن تمر هي الخدمات البلدية التي لا أعلم هل غيبها الاسم أم المحسوبيات والوجاهات التي قالت لـ«مربه» لا حق لك في بلدية مستقلة، وإن كان تعداد سكانك يزيد على 35 ألف نسمة، ومساحتك الجغرافية شاسعة، وموقعك مهما وحلقة وصل بين مرتفعات السراة وسهول تهامة.

«مر» عقد من الزمن ومعه «مر» الوطن بطفرة اقتصادية ومالية تمثلت في ميزانيات تنموية هائلة استفاد منها كثير من مدن ومحافظة ومراكز البلد إلا «مربه» التي ظلت فيها الخدمات البلدية والصحية والاجتماعية دون المستوى.

«مر» عقد وأخشى أن تـ«مر» عقود وحلم أهالي «مربه» ببلديتهم لم يتحقق، وحتى يكون، سوف يبقى استحداثها مطلبا شعبيا للأهالي الذين يقارنون ما يحدث لبلدهم بمحافظة بيشة التي لوحدها يقع على أراضيها والمراكز التابعة لها خمس بلديات، كل منها مستقلة عن الأخرى، وإذا ما علمنا أن عدد سكان مركز «بحر أبوسكينة» لا يوازي نصف سكان «مربه» ومع ذلك نالت «بلديات مستقلة»، ونحن هنا لا نعترض على حقوق أهالي تلك المناطق بالحصول على الخدمات، وإنما نطلب ونتساءل عن المعايير التي تم على أساسها توزيع البلديات في عسير.

أسئلة عدة تدور في أوساط أهالي «مربه» ومن حقهم توجيه السؤال لأمانة عسير:

- كيف تم توزيع البلديات؟ ولماذا نالت محافظة واحدة 5 بلديات مستقلة؟! فيما مركز كـ«مربه» بوابة المنطقة الجنوبية لا تزال بلديتها المستقلة حلما طال انتظاره.

يبقى أن مربة في رجاء الأمير تركي بن طلال، أميرنا الحازم الكريم، ليقف على حالها ويسأل عمن تسبب في حرمانها بلديتها المستقلة، وجعل أغلب قراها بلا سفلتة وبلا إنارة وبلا رصف، ولكم التخيل بلا حدائق ولا متنزهات وبلا رصيف واحد.

مربة وقراها المئة والسبعون وأهلها ينتظرون زيارتك يا سيدي تركي.