فيما لم يلمس أطباء الأسنان السعوديون أي نواتج من أعمال اللجنة المختصة بمعالجة أوضاع أطباء الأسنان العاطلين، عبّر بعضهم عن معاناتهم مع القطاع الخاص، مشتكين من الاستغلال، وضعف المزايا الوظيفية، إضافة إلى ضعف الرواتب. وذكرت دراسة أجرتها هيئة التخصصات الصحية أن «عدد الطلاب المقيدين في كليات طب الأسنان من الذكور والإناث 12488 يدرسون في 27 كلية طب للأسنان بالمملكة، ومن المتوقع تخرجهم خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى 386 طالبا وطالبة مبتعثين في الخارج، ليصبح إجمالي الدارسين في طب الأسنان 12874».
فيما لم يلمس أطباء الأسنان السعوديون أي نواتج من أعمال اللجنة المختصة بمعالجة أوضاع أطباء الأسنان العاطلين بعد تلقيها أواخر عام 2018 توجيهات عليا باستحداث وظائف جديدة للمواطنين لعلاج أزمة عطالة الأطباء، أسس مغردون وأطباء أسنان هاشتاقا بعنوان: #الاكتفاء_من_أطباء_الأسنان_كذبة، نقلوا خلاله معاناتهم وأزمتهم مع بعض الجهات الموظفة في القطاع الخاص، مشتكين من ضعف المزايا الوظيفية المقدمة لهم، إضافة إلى ضعف الرواتب.
12874 دارسا
ذكرت دراسة أجرتها هيئة التخصصات الصحية بعنوان «واقع القوى العاملة الصحية في السعودية 2018 – 2027»، أن «إجمالي عدد الطلاب المقيدين في كليات طب الأسنان من الذكور والإناث 12488 يدرسون في 27 كلية طب للأسنان في المملكة «19 كلية حكومية، و8 كليات خاصة»، ومن المتوقع تخرجهم خلال السنوات القادمة، إضافة إلى 386 طالبا وطالبة مبتعثين في الخارج، ليصبح إجمالي الدارسين في طب الأسنان 12874»، فيما يوجد رسميا 5287 طبيب أسنان سعوديا على درجة طبيب أسنان عام، مقابل 9729 طبيبا غير سعودي و3116 طبيبا متخصصا، منهم 1651 طبيبا غير سعودي.
الأطباء العاطلون
كشفت بيانات الدراسة -التي أجريت عام 2018- أن «إجمالي أعداد العاطلين السعوديين عن العمل من حملة مؤهل البكالوريوس في طب الأسنان يبلغ 951 طبيبا وطبيبة، فيما يقدر العاطلون عن العمل من أطباء الأسنان المتخصصين 9 أطباء، بينما تجاوز عدد الأطباء العاطلين حاليا 2000 طبيب وطبيبة».
مزايا وظيفية
قال فايز محمد العجمي، وهو طبيب أسنان تخرّج منذ عامين ولا يزال عاطلا، إن «هيئة التخصصات الصحية اشترطت وجود خبرة لمدة عام للموافقة على طلب الابتعاث، وهذا الشرط من الصعب تحقيقه في ظل عدم التوظيف وقلة الرواتب بالمستشفيات الخاصة، رغم أن ملاك هذه المستشفيات يمنحون الأجانب مزايا وظيفية عدة، من سكن ومواصلات وتذاكر طيران، إذ إن لديهم الإمكانات المالية ولكن يمنحونها للأجانب، رغم توافر البديل الوطني».
ولفت إلى أن «أغلب مشكلات أطباء الأسنان في القطاع الخاص تتمثل في عدم وجود أمان وظيفي، كما أنهم لا يستطيعون العمل بمهام الأخصائي أو الاستشاري، بل إن ملاك بعض المراكز يرغبون في أن يعمل السعودي في جميع التخصصات، ويبيع الضمير كي يحقق أكبر قدر من الدخل».
ودعا العجمي وزارتي الصحة والتعليم إلى مراجعة أعداد الطلاب الذين يتخرجون سنويا فوق الاحتياج، الأمر الذي يسبب تكدسهم دون إيجاد وظائف لهم، إضافة إلى ضرورة تقليل أعداد كليات طب الأسنان، والتي وصلت إلى 27 كلية.
وقدم العجمي عددا من الحلول لتفادي أزمة البطالة، منها توظيف العاطلين لدى وزارتي الحرس الوطني والدفاع، في مستشفياتهما، وابتعاث العاطلين للحصول على الشهادات العليا من الخارج.
مساعد طبيب
قال الطبيب وائل العنزي، إن «غالب القطاع الخاص لا يوظف طبيبا، بل مساعد طبيب أسنان، وأنا أعمل لعامين في أحد المراكز، وراتبي لا يتجاوز 3500 ريال، رغم أن زميلي الطبيب العربي راتبه 9 آلاف ريال».
فيما أضاف زميله عبدالكريم الرويلي أن «أطباء الأسنان أصبحوا عبئا على أنفسهم وعلى أهاليهم وعلى المجتمع، وهذا واقع قاس».
وذكر أنه يعمل في عيادة خاصة، ويحصل على نسبة 30 %، ولو حدث وكان دخل العيادة 20 ألف ريال، وهذا يتطلب عملا قاسيا من عمل الأخصائيين والاستشاريين، ليحصل على 6 آلاف ريال فقط، والباقي للمالك.
شدة الاحتياج
أوضح الطبيب شاكر الشهري، أن «أغلبية الوظائف تتجه للأجانب، رغم أن البديل موجود وبكفاءة أعلى»، مشيرا إلى أن المستوصفات في بعض المدن وغالبية المحافظات والقرى لا يوجد فيها طبيب أسنان ثابت، وتزايد أعداد الخريجين مع وجود عاطلين يفاقم الأمر سوءا، مؤكدا شدة الاحتياج إلى أطباء الأسنان السعوديين.
وأضاف أن «أطباء الأسنان ذوي معدلات مرتفعة ويعملون 7 سنوات بجد واجتهاد، ويقومون خلال هذه الفترة -وإن كانوا تحت التدريب- بعلاج آلاف المرضى، ومئات الحملات التوعوية التي ترفع من ثقافة المجتمع، وتحد من انتشار أمراض اللثة والأسنان، إلا أن الناتج بعد كل هذا لا شيء».
مواعيد متراكمة
طالب أطباء الأسنان العاطلون وزارتي العمل والصحة بدراسة ملفهم وحل مشكلة تدني أجورهم في القطاع الخاص، وإحلالهم في الوظائف بشكل عاجل في شركات حكومية، مؤكدين أن الحاجة ما زالت ماسة لتوظيف الكوادر السعودية في المستشفيات الحكومية، نظرا للمواعيد المتراكمة والبعيدة بسبب نقص الكوادر.
لقاء ساخن
يذكر أنه خلال لقاء ساخن امتد أكثر من 3 ساعات، جمع وفدا من وزارة الصحة برئاسة الوزير الدكتور توفيق الربيعة ونائبيه ووكلائه من جهة، واللجنة الصحية بمجلس الشورى من جهة أخرى، أثار الأعضاء قضية أطباء الأسنان.
وأكد الربيعة أن هناك لجنة عليا تدرس وضعهم، وأن جميع أطباء الأسنان العاملين في جميع أنحاء المملكة سعوديون، حتى في المراكز الصحية، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي طبيب أسنان عام غير سعودي في الوزارة، وأكد أنه تم منع استقدام أطباء الأسنان لعامين، فيما لفت أحد أعضاء اللجنة الصحية بمجلس الشورى، إلى أن لدى وزارة الصحة خللا في توظيف أطباء الأسنان.