أكد السفير الصيني لدى المملكة، لي هواشين، أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للصين ستشهد مناقشة العديد من الملفات المهمة «السياسية والاقتصادية»، من بينها مناقشة إلغاء التأشيرات، أو تسهيل دخول المواطنين بين البلدين. وقال في حوار مع «الوطن» إن الزيارة حلقة جديدة لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وعلى أعلى المستويات، من قيادة الحكومتين.




 


أكد السفير الصيني لدى المملكة، لي هواشين، أن الزيارة التاريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان للصين ستشهد مناقشة العديد من الملفات الهامة السياسية والاقتصادية، من بينها مناقشة إلغاء التأشيرات أو تسهيل دخول المواطنين بين البلدين، مبينا أن مواقف الصين السياسية تتطابق كثيراً مع مواقف المملكة منذ عدة عقود وحتى الآن، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وقال السفير لي هواشين، في حوار مع «الوطن» إن هذه الزيارة التاريخية حصلت على عناية واهتمام كبيرين من قبل الحكومة الصينية، كونها حلقة جديدة لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين وعلى أعلى المستويات من قبل قيادة الحكومتين، مبيناً أن العلاقات الوثيقة بين البلدين، خصوصاً الزيارة المنتظرة تربك وتزعج بعض الدول، وطالما أن التعاون بين الدولتين هو تعاون طبيعي ومتوافق مع الأعراف الدولية، فسندعهم يتحدثون ونحن نسير ونتطور، فليس لدينا شيء نخفيه، وإنما تعاوننا لمصحة الشعبين والمنطقة.

 


مكافحة الإرهاب

أكد السفير لي هواشين أن الحكومة الصينية تسعى إلى التعاون مع جميع الدول ومد يدها لهم، بشرط أن يكون التعاون على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي ووفقاً لمواثيق الأمم المتحدة، وعلى ألا تدعم تلك الدول المنظمات والجماعات الإرهابية، حيث إن الإرهاب عدو للبشرية والصين قد تضررت منه، مشدداً في ذات الإطار على عدم ربط الإرهاب بأي دين أو عرق أو شعب معين.

 


اللجنة «السعودية- الصينية»

 


أشار السفير الصيني إلى أن الزيارة الهامة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان تعتبر الثانية، بعد أن كانت زيارته الأولى عام 2016، وقع فيها الجانبان 15 اتفاقية تمهيدية، مشيراً إلى أنه عقد اجتماع موسع بين الجانبين خلال زيارة الرئيس الصيني للمملكة في يناير 2016، فيما شهد الجانبان اجتماعا آخر في أغسطس 2017، مبينا أن زيارة ولي العهد هذا العام تأتي ليشهد الجانبان ثالث اجتماع لهما من خلال أعمال اللجنة «السعودية- الصينية» المشتركة لبحث فرص تطوير العلاقات خلال السنوات المقبلة.

وقال السفير لي هواشين: «هناك شراكة استراتيجية شاملة بين الجانبين، وخلال الأيام الماضية تم التحضير الكامل لهذه الزيارة، التي ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات التي تتخللها مشاريع ضخمة بين البلدين في مجلات مختلفة، بعضها ستوقع بحضور ولي العهد والآخر سيتم توقيعها من قبل اللجنة المشتركة».

 


التفاهمات السياسية


وحول التفاهمات السياسية بين الجانبين خلال الزيارة، شدد السفير الصيني على أن الجانبين لديهما تطابق كبير جداً بالمواقف السياسية، معتبراً السعودية دولة مهمة جداً ذات تأثير كبير في المنطقة والعالم ككل، ولديها اهتمام مشترك مع الصين بضرورة الحفاظ على السلم العالمي، وعلى سبيل المثال لدى الجانبين توافق تام وثابت بشأن القضية الفلسطينية ولم يتزعزع منذ عشرات السنين، فيما يقدر الجانب السعودي هذا الموقف الراسخ من الحكومة الصينية، التي رأت ضرورة حل الدولتين وبناء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة، وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ووفقاً لقرارات مجلس الأمن، مبينا أن هذا الموقف الثابت بشأن القضية الفلسطينية أكد عليه الرئيس الصيني، كما أنه موقف باقي رؤساء الصين السابقين.


الجوانب السياسية والاقتصادية

 


أوضح السفير لي هواشين في هذا الإطار أن حكومتي الرياض وبكين ستتفقان خلال زيارة ولي العهد على عدد من الجوانب السياسية والاقتصادية والأكاديمية، مشيرا إلى أن الجانبين متحمسين لانتهاز هذه الفرصة لتوقيع تلك الاتفاقيات الهامة لدفع العلاقات الثنائية للأمام، مؤكدا أن حكومة الصين واثقة بأن زيارة ولي العهد والوفد المرافق له ستتكلل بالنجاح.

 


 تطابق المواقف

قال السفير الصيني إن هناك الكثير من القضايا المتطابقة بين البلدين، حيث تدعو الدولتين إلى عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما أن لكل دولة ظروفها الخاصة بمسألة حقوق الإنسان يجب احترامها واحترام الظروف الاجتماعية لكل بلد واحترام سيادة الدول في كافة تعاملاتها الخاصة».

وأشار إلى أن ذات المواقف متطابقة تجاه كل من الأزمة اليمنية والسورية، مبيناً أن المحادثات السياسية والتعاون فيما يتعلق بشأن القضايا الدولية سيكون له نصيب كبير خلال زيارة سمو ولي العهد إلى الصين.

 


التبادل التجاري


كشف السفير الصيني أنه على إثر الأوضاع الاقتصادية العالمية عام 2017 كان قد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 50 مليار دولار، مشيراً إلى أن الصين تعتبر الشريك الأول التجاري للسعودية.

 وقال إنه خلال عام 2018 وصل حجم التبادل التجاري بين الدولتين إلى 63،5 مليار دولار، وهي قفزة كبيرة مقارنة بعام 2017 بنسبة 27% تقريباً، مرجعا بعض أسباب الزيادة في التبادلات التجارية لارتفاع سعر البترول، حيث إن الصين استوردت من السعودية 57 مليون طن من البترول الخام عام 2018.


نهضة الشباب السعودي


في إطار آخر، أوضح السفير الصيني أن الكثير من التغيرات الاقتصادية طرأت على المملكة وعكست صورة جميلة لها في الخارج، والأهم من ذلك التغير الذي حصل للإنسان السعودي، خصوصاً في فئة الشباب والذي أعطى صورة حسنة عنه بحيويته ونشاطه ومهاراته وحماسته، وقدراتهم الفائقة التي تطورت بشكل ملحوظ، مبيناً أن الشباب السعودي شكل علامة فارقة في نهضة وتطوير بلدهم، خصوصاً بوقوفه إلى جانب قيادته ودعمها ومؤازرتها.

 


تطوير الصناعات الوطنية


لفت السفير لي هواشين إلى أن المملكة وفي ظل قيادتها تحرص وتدعم تطوير الصناعات الوطنية وفي نفس الوقت ترحب وتسهل وصول الاستثمارات الأجنبية على أراضيها، وهذا بسبب تطلعها لتطوير الصناعات المحلية وتحسين خدماتها اللوجستية، مبيناً أن الصادرات السعودية الجديدة إلى الصين لن تقتصر فقط على النفط، بل يتوقع أن تتنوع لتشمل أمورا مختلفة من المنتجات المصنعة محلياً.

 


الواردات الصينية للسعودية


وعن حجم الواردات الصينية للسعودية العام الماضي، قال السفير الصيني، إن قيمتها بلغت 380 مليون دولار، منها استثمارات مباشرة غير نقدية، واستثمارات مباشرة نقدية، كان نصيب الاستثمارات غير النقدية 370 مليون دولار، مشيراً إلى أن السعودية تعتبر ثاني أكبر دولة للاستثمارات الصينية في المنطقة بعد الإمارات العربية المتحدة خلال السنة الماضية.

ولفت السفير الصيني إلى أن هناك 38 مشروعا برؤوس أموال سعودية في الصين بقيمة 87 مليون دولار أميركي.

 


المشاريع الصينية في المملكة


بين السفير هواشين أن هناك العديد من المشاريع الصينية في المملكة، خصوصاً في مجال البتروكيماويات، ومؤخراً تم تدشين مشروع صيني للبتروكيماويات في منطقة جازان بتكلفة 3.8 مليارات دولار، ومن المتوقع ظهور مشاريع صينية أخرى في جازان ومناطق أخرى في المملكة، إضافة إلى زيادة حجم التعاون التجاري بين الصين وشركة أرامكو السعودية.


الجالية الصينية في المملكة


وعن أعداد الجالية الصينية في المملكة، أوضح السفير الصيني، أن أغلب تلك الجاليات قدمت للمملكة للعمل في مشاريعها التي تقيمها في أرض المملكة، وقبل سنتين قاربت أعدادهم 40 ألف مواطن صيني، إلا أنه وخلال العام الماضي انخفضت أعدادهم لتصل إلى 27 ألف مواطن صيني، وذلك بسبب انتهاء أعمال بعض المشاريع الصينية.

 


الإعفاء من التأشيرات


بين السفير لي هواشين أن الجانبين السعودي والصيني سيناقشان خلال زيارة ولي العهد كيفية تسهيل مرور مواطني الدولتين بين البلدين، إما بإلغاء التأشيرات أو بتسهيل الحصول عليها، وهو قيد النظر والمناقشة حالياً بين الحكومتين.


 من أقوال السفير

                لي هواشين


 عناية واهتمام كبيران من قبل الحكومة الصينية بزيارة ولي العهد.


 العلاقات الوثيقة بين البلدين، خصوصاً الزيارة المرتقبة تزعج بعض الدول.


 ليس لدينا شيء نخفيه، وإنما تعاوننا لمصلحة الشعبين والمنطقة.


 


 الصين تضررت من الإرهاب ويجب عدم ربطه بأي دين أو عرق أو شعب معين.


 القيادة السعودية حريصة على دعم تطوير الصناعات الوطنية.

 


 الكثير من التغيرات الاقتصادية طرأت على المملكة وعكست صورة جميلة لها في الخارج.

 


التغيرات طالت الإنسان السعودي، خصوصاً فئة الشباب الذي أعطى صورة حسنة عنه.

 


لدينا توافق تام وثابت بشأن القضية الفلسطينية، كذلك في الأزمتين اليمنية

والسورية.