أعلنت الشرطة النيوزيلاندية على حسابها على تويتر، أن الإرهابي المتورط في الهجوم على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية أثناء صلاة الجمعة أمس، سيمثل أمام المحكمة اليوم السبت، حيث يواجه تهمة القتل.

وذكر الإرهابي سردا عن تفاصيل الدوافع خلف عمليته الإرهابية في كتيب من 74 صفحة نشره على موقع إلكتروني، أنه من أهم الأسباب التي دفعته لارتكاب الجريمة، حيث أشار إلى أنه يحمل كثيرا من الأفكار المعادية للمهاجرين والمسلمين والمتعصبة لعرق البشرة البيضاء، وكررت الوثيقة الحديث عن نقاط تمس أحزاب أقصى اليمين. كما أدان في كتابه محاولات تقييد الأسلحة النارية في الولايات المتحدة وتعهد ببدء حرب سباق أميركية.



التخطيط للهجوم

وقال القاتل الذي عرف نفسه باسم «برينتون تارانت» على «تويتر»، إنه كان يخطط للهجوم لمدة عامين وانتقل من أستراليا إلى نيوزيلندا للتخطيط والتدريب. على الرغم من أن نيوزيلندا لم تكن الهدف الأصلي للهجوم، مبينا أنه اختارها بسبب صورتها كواحدة من أكثر الدول أمانا في العالم.

وشرح الإرهابي الأسترالي دوافعه في كتيب من 74 صفحة، واستخدم فيسبوك وتويتر ويوتيوب ومنتدى إلكترونيا «شان 8» للترويج للعملية الإرهابية. وفي طريقة مبتكرة وغير مسبوقة، أقدم الإرهابي الأسترالي على استخدام قنوات التواصل الاجتماعي للترويج لعمليته الإرهابية ودوافعه، حيث قام بنقل الحادثة بشكل مباشر عبر حسابه على فيسبوك، وتم حذف الحساب عقب العملية.

أما تويتر فاستخدمه للترويج إلى وثيقة من 74 صفحة ذكر فيها أبرز الأسباب التي قادته للقيام بالعملية، مفصلا موقفه من قوانين الهجرة، والاستخدام غير المقيد للسلاح. وظهر على منتدى شان 8 موضوع تم تضمين رابط بداخله، حيث ذكر أنه سيقوم بنشر فيديو مباشر من خلاله.



انتقادات واسعة

وحصدت وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة خلال الـ18 شهرا الماضية، وعدت شركات التكنولوجيا بضمانات أقوى لضمان عدم توزيع المحتوى العنيف من خلال مواقعها، لكن تلك الإجراءات الوقائية الجديدة لم تكن كافية لإيقاف نشر مقطع فيديو، حيث يمكن العثور على مقطع فيديو مدته 17 دقيقة يتضمن لقطات رسومية على ما يبدو للتصوير على Facebook وYouTube وTwitter وInstagram بعد أكثر من ساعة من نشره. في حين أن Facebook وTwitter قامتا بإزالة الصفحات التي يعتقد أنها مرتبطة بالرجل المسلح، إلا أن المحتوى المنشور انتشر بسرعة عبر حسابات أخرى.

من أجل تجنب الاكتشاف، بدا أن الناس يقومون بقص الفيديو أو نشر نص البيان كصورة، وكلاهما من التقنيات المستخدمة للتهرب من الأنظمة الآلية التي تعثر على المحتوى وتحذفه.

لقد استثمرت شركات التواصل الاجتماعي بكثافة في هذه الأنظمة، حيث أبلغت Facebook في العام الماضي أن أكثر من 99 بالمئة من محتوى الإرهاب من قبل داعش والقاعدة تم العثور عليه، وتمت إزالته من خلال الذكاء الاصطناعي.

وقدمت متحدثة باسم Facebook تعازيها للضحايا وقالت إن الشركة «تزيل أي مدح أو دعم للجريمة والرجل مطلق النار أو الرماة بمجرد علمنا».

أما YouTube فذكرت في بيان: «قلوبنا تخرج لضحايا هذه المأساة الرهيبة. ليس للمحتوى المروع والعنيف والرسومات أي مكان على منصاتنا، وتتم إزالته بمجرد أن ندرك ذلك. كما هو الحال مع أي تخصص المأساة، سوف نعمل بالتعاون مع السلطات».