لم يفوت الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فرصة انتهاز الهجوم الإرهابي الذي استهدف مصلين في مسجدين بنيوزلندا وتجييرها لمصلحته كعادته في كثير من الأحداث السياسية.

واستنكر إردوغان الهجوم ووصفه بأنه «أحدث مثال على ارتفاع مد العنصرية والإسلاموفوبيا»، وأدانه بتغريدة «إنني أدين بشدة هذا الهجوم الإرهابي الذي وقع على مسجد النور في نيوزلندا وعلى المصلين المسلمين، وأدعو الله أن يشمل ضحايا هذا الهجوم برحمته وأن يكتب الشفاء العاجل للمصابين»، لكنه استغل الحادثة ليقول «من الواضح أن رؤية القاتل التي تستهدف أيضاً بلدنا وشعبنا وشخصي بدأت تحظى بمزيد من التأييد في الغرب كالسرطان».



استغراب

واستغرب متابعون الاستغلال الذي مارسه إردوغان بالحديث عن استهدافه شخصياً من قبل الإرهابي مرتكب الهجوم، وكذلك استغلال الإعلام التركي الذي ادعى أن المهاجم أطلق تهديدات ضد تركيا وقال إنه كتب على مخازن أسلحته كما ظهر في صور نشرها على تويتر تواريخ الهزائم العسكرية للسلطنة العثمانية، وأنه تحدّث خصوصاً عن كاتدرائية آية صوفيا في اسطنبول، التي حولها العثمانيون إلى مسجد بعد سيطرتهم على مدينة القسطنطينية عام 1453، وتحولت بعد ذلك إلى متحف. وقال إنها «ستتحرر من مآذنها».



تحقيق إعلامي

ركزت وكالة فرانس برس على مقاطع الفيديو التي نشرها المهاجم وعلى بيانه عبر تويتر وعملت على تحليل مقطع فيديو بث عبر «فيسبوك لايف». وتحققت وكالة فرانس برس من صحة الفيديو بفضل تقنية رقمية تسمح بمقارنة المشاهد التي ظهرت في الفيديو مع الصور المتوفرة على الإنترنت للمسجد. وظهرت في الفيديو أيضاً على الأسلحة التي استخدمها مطلق النار بعض كلمات مشابهة لتلك الظاهرة في صور نشرت في وقت سابق على حساب تويتر الذي نشر عبره الإعلان. وكتبت عليها أسماء باللغة الإنجليزية واللغات الأوروبية الغربية لشخصيات عسكرية تاريخية، من بينهم أوروبيون قاتلوا القوات العثمانية في القرنين الـ15، والـ16. واستغل الأتراك تلك الأسماء ليروجوا أنهم مستهدفون بالحادثة.



سوابق

جاء استغلال إردوغان للحادثة حلقة جديدة في سلسلة انتهازيته للأحداث، حيث كشفت وثيقة مسربة نشرها موقع EUobserver «إي يو أوبزرفر»، أنه كان على علم بمحاولة الانقلاب الفاشلة عليه عام 2016، وأنه سمح بتمريرها تحت السيطرة ليحدث تحولا في الحكم بالبلاد، وليصبح بعدها حاكما مطلقا.

كما استغل إردوغان اللاجئين السوريين للضغط على أوروبا خلال مفاوضاته للانضمام للاتحاد الأوروبي.

انتهازية إردوغان


ادعاؤه أن قاتل نيوزلندا يستهدف شخصه.

 * علمه بمحاولة الانقلاب عليه واستغلال الأمر ليكون الحكم المطلق.


استغلال ورقة اللاجئين السوريين للضغط على أوروبا