شهدت فعاليات الركوب على الإبل في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل المقام في الصياهد الجنوبية إقبالا كبيرا من قبل الزوار، الذين حضروا بكثافة للاستمتاع بها من العوائل والرجال والشباب والأطفال طيلة الأيام الماضية، والتجول بها في أرجاء المهرجان، وبذلك حقق نادي الإبل رؤيته حول التعريف بأهمية ركوب الإبل وفوائدها في العصر الماضي والاحتفاظ بالتاريخ مهما تعاقبت الأجيال.



37 ناقة

يوجد في الفعالية 37 ناقة مجهزة بسرج الركوب، منها فردي والآخر لشخصين يمكن للزوار الركوب عليها وتجربة هواية ووسائل تنقل الجيل الماضي في المملكة في أرجاء المهرجان دون التقيد بمدة محددة لأي راكب من قبل المسؤولين عن الفعالية.

وقال محمد العتيبي أحد الزوار، إن «رياضة ركوب الإبل جديدة على الجيل الحالي، وقد انتهت منذ سنين سابقة لتوفر البدائل، لكن وجودها اليوم في المهرجان أعطى الزوار فكرة عن وسيلة النقل التي كان ينتهجها أجدادنا والسفر عبر ظهورها من مدينة لأخرى، وهي بادرة مميزة تحسب لنادي الإبل الذي يسعى للمحافظة على التراث وتوثيقه وتعميمه على مرّ الأزمان، لأنه تاريخ، والشعوب تعتز وتفاخر بتاريخها».

وأكد عبدالله العجمي، أن فعالية ركوب الإبل تعدّ من الفعاليات المميزة التي تقام في المهرجان لأنها تعطي انطباعا بما كان يعانيه أجدادنا في الماضي من مشقة التنقل والسفر، مشيرا إلى أن الاحتفاظ بمثل هذه الرياضة بات أمرا مهما على الأقل من ناحية تعريف الجيل الحالي بها، خصوصا أننا نقرأ قصصها في الكتب أو في رواية الآباء والأجداد في منازلنا، ووجودها اليوم في المهرجان يبين لنا قيمة تلك الرياضة والهواية على أرض الواقع.



قيرغيزي في المهرجان

أجبرت الفعاليات المتنوعة التي يقدمها المهرجان طالب الدراسات العليا في جامعة الملك سعود القيرغيزي «ميرزا» على القدوم برفقة عائلته إلى المهرجان.

يقول ميرزا «سعيد بأنني أشاهد جزءا من ثقافة وتاريخ بلدي قيرغيزستان موجودة في المهرجان، لذلك حرص أبنائي على القدوم معي، كما أنني كنت متشوقا لمعرفة التراث السعودي من خلال الفعاليات الشعبية التي تقام هنا، ومنها عروض الهجن والعرضة السعودية».

وأكد ميرزا الذي يتحدث العربية بطلاقة، أنه خلال تجوله في السوق الشعبي يقوم بمساعدة الزوار والبائعين في الترجمة لمن يرغب في الشراء من المحلات دون مقابل.

ومن أبرز الأماكن التي استوقفت أبناء ميرزا هي البيوت الشعبية القيرغيزستانية، حيث تجولوا بداخلها وتعرفوا على كيف يقضي أبناء الشعوب الرّحل هناك يومهم داخل هذه البيوت التي تنتشر كثيرا في المهرجان.



عالم النوماد

بدأت فعاليات هذا الأولمبياد الذي يقام كل سنتين مترافقا مع افتتاح فعالية «عالم النوماد» في المهرجان التاسع من مارس، وتشمل ألعابه العديد من المنافسات في كل من الفروسية والمصارعة والرماية بالسهام، إضافة إلى الألعاب الشعبية التقليدية البدوية مثل: الصيد بالصقور والعقاب والكلاب وسباق الركض مع الغنم وإسراج الخيول وسباق الخيل مع حمل الماعز.

وتقام هذه المنافسات في العديد من ساحات منطقة «عالم النوماد»، مثل ساحة مضمار السباق وساحة المصارعة وساحة الألعاب الذهبية التقليدية وساحة الرماية، ويبدأ توقيتها من الثالثة عصرا وحتى التاسعة مساء.

وتشهد هذه الألعاب حضورا جماهيريا كبيرا، حيث يعدها أغلب الزوار منافسات غريبة ومختلفة عن الألعاب الأولمبية المعروفة، وكذلك لأنها ألعاب من بلدان مختلفة لها طابع شعبي وتاريخي، وقد أُعيدت لتتناسب مع أولمبياد الألعاب البدوية الذي يقام هذه السنة في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في الصياهد شمال شرقي العاصمة.