أكد المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر اكتمال استعدادات المكتبة لحفل تسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، الذي يقام اليوم بمقر منظمة اليونسكو في باريس تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين, عضو مجلس إدارة المكتبة, رئيس مجلس أمناء الجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز.

وقال "إن مستوى التنسيق الرائع بين المكتبة ومندوبية المملكة الدائمة لدى اليونسكو في كافة الإجراءات الخاصة بحفل تسليم الجائزة, يبعث على الثقة بأن يسهم هذا الحدث العالمي في تحقيق أهداف الجائزة, ورؤية راعيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمد جسور التواصل المعرفي بين الثقافات وتعزيز آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من أجل الاستقرار والتعايش السلمي لكل أعضاء الأسرة الإنسانية".

وأوضح ابن معمر أن خطة المكتبة في تنظيم الحفل باليونسكو تمثل تتويجاً لجهودها في الإشراف على الجائزة على مدار عام كامل بدءاً من تلقي الأعمال المرشحة وتقييمها ومتابعة لجان التحكيم في مجالاتها الخمسة، وتنظيم حفل الإعلان عن الفائزين والذي أقيم بمدينة الرياض، وصولاً إلى مخاطبة قيادات منظمة اليونسكو بشأن إقامة الحفل بمقر المنظمة في باريس, وتشكيل فريق عمل لمتابعة كافة الإجراءات الخاصة بالحفل، ودعوة مندوبي الدول الأعضاء باليونسكو ورؤساء البعثات الدبلوماسية ورموز المجتمع الفرنسي وممثلي وسائل الإعلام العربية والفرنسية والعالمية، بما يضمن بمشيئة الله تعالى أن يخرج الحفل معبراً عن عالمية الجائزة وأهدافها النبيلة ويسهم في التعريف بها.

وثمن اهتمام وزير التربية والتعليم، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وتوجيهاته للمندوبية الدائمة للمملكة لدى اليونسكو لبذل كافة الجهود والإمكانات اللازمة لإظهار هذا الاحتفال بالمستوى الذي يتواءم مع أهمية هذه الجائزة ويليق باسم من تحمل اسمه.

ورفع المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أسمى آيات الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته الكريمة للجائزة, وتشريفه لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتولي مسؤولية الإشراف عليها، وموافقته السامية على إقامة حفل تسليمها بمقر اليونسكو في باريس الذي يمثل فرصة عظيمة للتعريف بالجائزة ومكانتها كأحد عطاءات مبادرة الملك للحوار العالمي، لافتاً إلى وجود حالة رائعة من التفاعل والأصداء الإيجابية المرتبطة بحفل تسليم الجائزة داخل منظمة اليونسكو، والمجتمع الفرنسي, تكشف عن تأييد دولي لرؤية خادم الحرمين الشريفين ودعوته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات, والتي تمثل الجائزة أحد آلياتها وركائزها.

وتوقع ابن معمر أن يسهم الحفل وما يصاحبه من زخم إعلامي كبير واهتمام النخب الثقافية والفكرية, في زيادة المعرفة بالجائزة وأهدافها على أوسع نطاق ولا سيما بين الدول الأعضاء باليونسكو والمجتمع الفرنسي, مثمناً رعاية الأمير عبدالعزيز بن عبد الله بن عبدالعزيز ومتابعته لكافة الإجراءات والترتيبات الخاصة به .


مديرة اليونسكو: الجائزة تحتل صدارة فعاليات المنظمة


باريس: فابيولا بدوي

تعتبر المديرة العامة لمنظمة اليونسكو في باريس إيرينا بوكوفا أن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة هي الحدث الأبرز الذي يحتل الصدارة في هذا الوقت بالنسبة للمنظمة. وبدعوة بوكوفا والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، يقام اليوم حفل توزيع الجائزة بمقر المنظمة. وقد منحت الجائزة المخصصة للترجمة من وإلى اللغة العربية في دورتها الثالثة إلى عدد من الكتاب والباحثين والمترجمين من الدول العربية وخارجها.

الجائزة التي أنشئت في شهر أكتوبر من عام 2006 هي جائزة تقديرية عالمية تمنح للأعمال المتميزة والجهود البارزة في مجال الترجمة.

وتحددت أهدافها في: "الإسهام في نقل المعرفة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ومن اللغة العربية إلى اللغات الأخرى؛ وتشجيع الترجمة في مجال العلوم إلى اللغة العربية، وإثراء المكتبة العربية بنشر أعمال الترجمة المميزة، وتكريم المؤسسات والهيئات التي أسهمت بجهود بارزة في نقل الأعمال العلمية من اللغة العربية وإليها والنهوض بمستوى الترجمة وفق أسس مبنية على الأصالة والقيمة العلمية وجودة النص".

وتتكون الجائزة من "شهادة تقديرية تتضمن مبررات نيل الجائزة؛ ومبلغ 500 ألف ريال سعودي (أي ما يعادل 133 ألف دولار أمريكي) وميدالية ذهبية".

وقد فاز بالجائزة في دورتها الثالثة "الهيئة المصرية العامة للكتاب"؛ نظراً لتميز جهودها في مجال الترجمة من وإلى اللغة العربية من حيث غزارة الإنتاج وتنوع الموضوعات وجودة مستوى الترجمة، فقد عملت الهيئة منذ تأسيسها عام 1971 على إصدار مئات الأعمال المترجمة ضمن مجموعة من البرامج والمشاريع العلمية.

وفي مجال "العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" منحت الجائزة مناصفة بين كل من: الدكتور محمد الخولي (مصر)، عن ترجمته كتاب "انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم" من اللغة الإنجليزية، والدكتور عبدالقادر مهيري (تونس)، والدكتور حمادي صمود (تونس)، عن ترجمتهما كتاب "معجم تحليل الخطاب" من اللغة الفرنسية.

وفي مجال "العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" منحت الجائزة مناصفة بين كل من: الدكتور شريف الوتيدي (مصر)، والدكتور عصام الجمل (مصر) أستاذي الجراحة بجامعة الملك سعود، عن ترجمتهما كتاب "أسس الجراحة العصبية" من اللغة الإنجليزية، وأساتذة الكيمياء في جامعة الملك سعود: الدكتور ناصر العندس (السعودية)، والدكتور أحمد العويس (السعودية)، والدكتور عبدالله القحطاني (السعودية)، عن ترجمتهم كتاب "الكيمياء الفيزيائية" من اللغة الإنجليزية.

إلى ذلك، قرر مجلس أمناء الجائزة تكريم اثنين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية إثراء لها وتعزيزاً لنقل الفكر والثقافة ودعماً للحوار بين الحضارات، هما: البروفيسور المستشرق أندريه ميكيل (فرنسي)، الحاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، والذي عمل أستاذاً لكرسي اللغة والأدب العربي في معهد "كوليج دي فرانس"، والبروفيسور عبدالواحد لؤلؤة (عراقي)، الحاصل على دكتوراه في الأدب الإنجليزي.

وقد أنتج أندريه ميكيل أكثر من 185 مادة علمية بين التأليف والترجمة والكتابة الأدبية، وركز اهتمامه على ترجمة الأدب والشعر العربيين، ومن بين ترجماته كتاب (كليلة ودمنة)، و(ألف ليلة وليلة)، و(أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)، و(سيرة أسامة بن المنقذ)، وترجم مختارات من قصائد لبعض الشعراء العرب القدماء والمحدثين، وله ترجمات متنوعة للعديد من البحوث والمقالات العربية في الأدب والسياسة والثقافة، وقد أسهمت أعماله في تعزيز التواصل الحضاري بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية، وزودت المكتبة الفرنسية بإضاءات من النتاج الفكري والمعرفي العربي.

أما عبدالواحد لؤلؤة فقد عمل أستاذاً أكاديمياً في عدد من الجامعات مثل (جامعة الزيتونة الأردنية، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وجامعة فيلادلفيا بالأردن، وأنتج ما يزيد على 48 عملا ما بين ترجمات ومصنفات وأبحاث علمية، ومن أبرز نتاجه في حقل الترجمة موسوعة المصطلح النقدي وهي سلسلة من 44 جزءاً، والشعر العربي الحديث، وأطلس الحضارة الإسلامية، والثقافة والفنون في العراق، وسؤال الثقافة، وأصول الفكر السياسي في القرآن، وحقوق الإنسان في النصوص العربية، والشعر العربي في العراق، ومن ترجماته للأبحاث العلمية: الحداثة في الشعر العربي، والإسلام والتاريخ العالمي، وعلم النفس الحديث من منظور إسلامي، ومدخل إلى مقاصد الشريعة. وأسهمت أعماله المترجمة في نقل المعرفة من وإلى الثقافة العربية، وسلطت الضوء على ثراء الحضارة الإسلامية والعربية وبينت أثرها في نهضة الإنسان.