قال معهد brookings في تقرير له، إن الإندونيسيين سيذهبون إلى صناديق استطلاعات الرأي في 17 أبريل المقبل، كي ينتخبوا رئيسهم القادم، وهيئتهم التشريعية الوطنية والعديد من حكوماتهم المحلية، مشيرا إلى أن هذه رابع انتخابات رئاسية مباشرة، وخامس انتخابات برلمانية منذ أن أصبحت إندونيسيا دولة ديمقراطية في العام 1999.

وأضاف التقرير أنه بالرغم من أن انتخابات 2019 ستمثل عقدين من الديمقراطية الإندونيسية، إلا أن القليل من الإندونيسيين أو متابعي إندونيسيا راضون بحالة الديمقراطية في هذا البلد، فيما أثيرت مخاوف حول التراجع الديمقراطي بين المتخصصين بالدولة.

وأبان التقرير أن حالة إندونيسيا تبدو متوافقة تماما مع تحليل نانسي بيرميو للتراجع الديمقراطي المعاصر حول العالم، وأنه ليس نتيجةً لانقلاب أو تزوير أصوات صادم، وإنما عبر إقرارات تنفيذية أو قيود دستورية على حرية التعبير أو المنافسة التي تكون «مُشرّعة من قِبل المؤسسات ذاتها التي يعطيها مروجو الديمقراطية الأولوية».



انتخابات الرئاسة

حسب التقرير فإنه كديمقراطية رئاسية، فإن المنافسة في أبريل 2019، ستكون بين الرئيس الحالي جوكو ويدودو، والعسكري السابق في القوات المسلحة فرابوو سوبيانتو، حيث تواجه الاثنان في 2014 في مسابقة بين رؤيتين شعبويتين للسياسة الإندونيسية «شعبوية جوكو الشاملة أو (التكنوقراطية)، وشعبوية فرابوو العلمانية القومية أكثر».

وقال التقرير «كلتا المتنافسين ركزا على جعل الانتخابات مناسبة للشعب الإندونيسي، رغم وجود تناقض في المصطلحات التي تُستخدم لوصفهما: jujur أو»صادق«لجوكو، و tegas أو»حازم«لفرابوو.



انتصار آخر لجوكو

وأضاف التقرير أنه في العام 2019، كان الاختيار متشابهًا بشكل واسع، جوكو يشارك في الانتخابات معتمدًا على سجل من الإنجازات في المكتب الرئاسي، بما في ذلك البنية التحتية للتنمية و فاعليته في المكتب، أما فرابوو فإنه يقود حملة مواجهة تصادمية أكثر، بالرغم من أنها في الأسلوب أضعف بشكل ملحوظ من حملته في 2014.

وقال التقرير:»يبدو أن صناديق الاقتراع مهيئة لانتصار آخر لجوكو، والذي قد يعني مرة أخرى أن شعبوي مثير للجدل سيُهزم أمام حملة ديمقراطية ذات تاريخ من الإنجازات ومستوى الأداء الجيد.

وحول أسباب القلق من الديمقراطية الإندونيسية، فقد أشار التقرير إلى أن الإجابات في التاريخ السياسي لإندونيسيا وفي التطورات الحديثة الأخرى في السياسة الوطنية.

 

حالة الديمقراطية

وفقا للتقرير، فإن الانتخابات الإندونيسية هي مناسبات للتأمل والتفكر بحالة الديمقراطية في هذا البلد المعقد ذات الغالبية المسلمة متعددة الأعراق الأرخبيلية، وكأن الانتقالات المنظمة للسلطة تحت ديمقراطية انتخابية كانت بالأمر غير الكافي لوصف الدولة بالديمقراطية الموحدة، خاصة أن إندونيسيا تجمع النظام الرئاسي والتعددية الحزبية، كما أن الأحزاب السياسية بإندونيسيا مرتبطة بشكل كبير بشخصيات معينة ومن الصعب تمييز بعضها عن بعض.

وبين التقرير أن هذه ليست ظروفًا مواتية للانتخابات حتى تخدم كأداة لنقل احتياجات الناس إلى عملية السياسة، في ظل حكومات تحالف تحت نظام رئاسي، وغياب الانقسام الحزبي المهيمن، و التنوع الكبير لمصالح إندونيسيا في أرجاء المنطقة، وجماعات الهوية.

التوجهات العالمية

وتساءل التقرير عن المستقبل الديمقراطي لإندونيسيا وانتخابات أبريل 2019، مبينا أنه يوازي الأنماط العابرة للحدود للتراجع الديمقراطي التي تم تحديدها في تحليل بيرميو، غير أنه أشار إلى  وجود دلائل جيدة تشير إلى أن إندونيسيا قد تقاوم التوجه العالمي للتراجع الديمقراطي، داعيا الديمقراطيين بإندونيسيا أن يكونوا يقظين وأن ينظروا إلى المستقبل.