الكثير يعتقد أن شركة سابك يقتصر إنتاجها داخل السوق السعودي، ومن ثم يتم التصدير للخارج. ما لا يعرفه الكثير أن هذه الشركة الرائدة دخلت السوق الصينية عام 1980، تنبأت بالسوق الصيني منذ وقت مبكر، ولم تكن شركة توفر احتياجات السوق الصينية فقط من البتروكيماويات، بل هي شريك أساسي في نهضة الصين الصناعية، كانت علاقة سابك مع السوق الصينية في البداية تقتصر على توفير المنتجات والمواد التي تحتاجها المصانع، لديها الآن أكثر من 11 مكتب مبيعات في 11 مدينة صينية مختلفة، في شنغهاي وقوانزو وتيانجين وغيرها من المدن الكبرى، وأسست عام 2013 مركزاً للبحوث التقنية في شانغهاي بقيمة 100 مليون دولار على مساحة 60 ألف متر مربع، واختارت شانغهاي لتكون قريبة من المستهلك تدرس وتبحث احتياجاته تقنيا وتحولها إلى منتجات يستفيد منها في صناعته، ما يجعلها الشركة المفضلة للسوق الصينية ويزيد من أفضليتها التنافسية مع الشركات الأخرى.

في السنوات الأخيرة نفذت شركة سابك بالشراكة مع شركة ساينوبك الصينية 3 مشاريع، اثنان منها داخل الصين بقيمة 15 مليار ريال.. مشروع في تيانجين والثاني مشروع لإنتاج البولي كاربونيت، والمشروع الثالث في السعودية، وقامت أيضا بالشراكة مع شركة «شينهوا نينجشيا» الصينية لإنشاء مشروع تحويل الفحم إلى كيماويات، بطاقة 3.4 ملايين طن سنوياً، ووحدة للميثانول تبلغ طاقتها مليوني طن سنويا، ووحدة لتحويل الميثانول إلى أوليفينات بطاقة 700 ألف طن سنوياً. بتكلفة تتراوح ما بين 3 إلى 4 مليارات دولار. كما أنها تملك ثلاثة مصانع لإنتاج مركّبات البلاستيكيات الهندسية، في شنغهاي، وغوانغجو، وتشونغ. الآن وبعد استحواذ شركة أرامكو على سابك، سيكون هناك العديد من المشاريع المستقبلية في الصين، فشركة أرامكو لديها باع طويل وخبرة لا تقل عن سابك في السوق الصيني، لديها استثمارات ضخمة في مجال تكرير النفط داخل الصين، وسيدعم ذلك فتح آفاق ومشاريع جديدة لسابك.

في عام 2017 عندما زار الملك سلمان جمهورية الصين الشعبية، قامت شركة سابك بعرض مجموعة من منتجاتها التي تستخدمها الشركات الصينية في صناعة السيارات والكيماويات، منتجات هامة جدا، تقدمها سابك بأعلى درجات الجودة لا تنافسها بها أكبر شركات البتروكيماويات في العالم.

كما تم توقيع اتفاقية بين أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة ونظيرتها الصينية لدراسة إقامة مشاريع مشتركة، تشمل استثمارات صينية في مجالات جديدة داخل المملكة، واستكشاف فرص استثمارية جديدة في مشروعهما المشترك (شركة ساينوبك سابك تيانجين للبتروكيماويات)، بما يسهم في دفع عجلة التطور الصناعي في البلدين ويحقق خططهما بالانتقال إلى تصنيع منتجات ذات جودة عالية، تدخل في صناعة السيارات، والإلكترونيات، والإضاءة، وقطاع التشييد والبناء، والتعبئة والتغليف، والأجهزة والمعدات الطبية وغيرها. حقا فخور بأن أتابع وأشاهد مشاريع ومصانع شركة سعودية، مثل سابك في أقوى أسواق الصناعة العالمية الصين، شركة أثبتت لاقتصادات العالم أننا لسنا فقط دولة نفطية، بل لدينا صناعات هامة أخرى نقدمها بأعلى المواصفات والمقاييس لأكبر الشركات الصينية والعالمية.